وذكر…! 

المختار لعزيوي الاثنين 04 مارس 2024
88036
88036


يكتوي حاليا - رفقة آخرين على كل حال - نبيل بنعبد الله أمين عام حزب "التقدم والاشتراكية"، بنوع من "النقاش" غريب يمارسه ضده، وليس معه، رئيس الحكومة المغربية الأسبق عبد الإله بنكيران، كلما حاول بنعبد الله ومن معه طرح موضوع تعديل مدونة الأسرة بأي شكل من الأشكال.
لماذا نخص نبيل وحده بهذا التمييز دون بقية قادة الأحزاب والمنظمات الذين يكتوون بأحاديث عبد الإله المرسلة (بوعياش، لشكر، منيب...)؟
لأن بنعبد الله صدق ذات يوم أن بنكيران سياسي مثل البقية، وحاول أن يدخل معه في شبه تحالفات اتضح له في ختامها أنها غير ممكنة، بكل بساطة لأن بنكيران لم يستطع يوما أن يغادر خانة شتيمة (الكلب الأجرب) التي وصف بها الشهيد عمر بنجلون عند استشهاده رحمه الله على يد عصابة مسخرة من الظلاميين كانت تشترك في نفس النسبة إلى نفس الجماعة الإرهابية حينها مع بنكيران (الشبيبة الإسلامية).

اليوم يفهم نبيل أن النقاش مع من كان رئيسا للحكومة لخمس سنوات في المغرب، هو أمر مستحيل. ويكفي أن تسمع الرجل وهو يقول للمنصتين إليه منذ يومين إن "بنعبد الله مسلم وأنا رأيته يصلي وذهب إلى الحج أما لشكر فلاأستطيع أن أشهد في حقه"، لكي تفهم أننا أمام حالة غير قابلة لشيء إلا التحليل النفسي.

اليوم، وهو يعيش أرذل العمر في صالونه، لايستطيع بنكيران إلا أن يكشر عن وجه حاول إخفاءه بكل مساحيق الكون جريا وراء منصب دنيوي زائل، هو منصب رئيس الحكومة.

مارس الرجل تقية أو نفاقا أو كذبا على الله وعلى عباده ردحا من الوقت طمعا فقط في ذلك المنصب الزائل في هاته الحياة الفانية، وعندما تأكد أن خروجه نهائي، وأن الحكاية جدية، بل "وجد الجد كمان" مثلما يقول أهلنا في مصر، لم يعد يراعي أي شيء.

إسمعوا فقط الكلام الذي قاله عن رئيس حكومة فرنسا ووزير خارجيته، طمعا في إحراج المغرب كعادته، مع بلد يحاول بكل الوسائل إعادة الدفء إلى علاقة فترت، لكي تفهموا بالتحديد شخصيته، وإلى أين يستطيع أن يصل دفاعا عن مكتسباته الدنيوية التي يعتبرها اليوم حقا مشروعا وغير قابل إلا للاستعادة من جديد.

تذكروا يوم ذهب - وهو رئيس حكومة حينها - إلى قناة أجنبية في قطر، هي "الجزيرة" لكي يتنصل من كل شيء، ولكي يقول "أنا مجرد موظف عمومي لايحكم في أي شيء في المغرب".

تذكروا هاته وتلك، وتذكروا الكثير مما اقترفه الرجل، وذكروا بنعبد الله ومن يكتوون ب (فتاوى) فقيه الصالون حاليا، أنهم كانوا يكتفون بالفرجة الشامتة على من كان يقصفهم بنكيران بلسانه السليط قبل سنوات، بل وكانوا يعتبرونه الفم الذي يصلح فقط لأكل الثوم عوضهم، وكانوا يكتفون بالتصريح الخجول المحرج "هداك غير بنكيران، وراكم عارفينو كيف داير".

لنقلها بكل صراحة: هذا الرجل لايستحق كلمة واحدة للتعليق على ترهاته، لو لم يشغل ذات يوم منصب رئيس حكومة المملكة المغربية.
هذه الصفة وحدها تمنحه شرف اهتمامنا نحن والبقية به، ولولاها لاعتبرناه من سقط المتاع "التيكتوكي"، شبيها فقط بالأعطاب المجتمعية التي نراها تتعرى أمام الجميع في الأنترنت، فنحوقل، ونستغفر ربنا ونمضي.

لكنه كان فعلا رئيس حكومة للمغرب خمس سنوات كاملة.

وهذه الصفة مؤلمة، وصفحتها أشد إيلاما، والصفعات الناتجة عنها ستظل تذكرنا دوما وأبدا بهذا الأمر، وستطرح علينا كل مرة سمعناه يصف خصومه السياسيين ب "السلاكط" و "الخونة" و "الحشرات"، بل ويمر إلى الحديث عن تدينهم من عدمه مما يدخل في إطار العلاقة بين العبد وخالقه، ويقترب من التكفير وتوزيع صكوك الغفران، السؤال : كيف وقع هذا الأمر؟ وأين كنا حينها؟ ولماذا سكت الكثيرون عن كثير من الكوارث التي ارتكبت في تلك الأثناء بداعي سياسة جبانة اتضح الآن أنها لم تنفع إلا في دفع هذا الشخص إلى مزيد من التطاول والإسفاف؟؟؟