فرنسا /المغرب: الوضوح فقط  ! 

المختار لغزيوي الأربعاء 28 فبراير 2024
6822d417-f10e-4646-bd84-d4363b3f7ab3
6822d417-f10e-4646-bd84-d4363b3f7ab3


أتى وزير خارجية فرنسا سيجورني إلى المغرب، حاملا أساسا بين يديه ملفا رئيسيا: إقناع المغرب من جديد أن مكانته الاستثنائية التقليدية محفوظة في قلب فرنسا، بالأمس، واليوم وغدا.
الكلام الديبلوماسي الذي قيل في زيارة رئيس الديبلوماسية الفرنسية الإثنين إلى بلادنا كان كثيرا، وكان طبعا مفيدا، وكان أساسيا كبداية بعد فترة من "التريث" في علاقات البلدين ببعضهما، لكن الكلام الآخر الذي لم يقل ظل وسيظل الأهم.
المغرب قطع نهائيا مع الأحاديث الودية التي لايسندها الفعل المادي الملموس.
بلدنا، وهو بلد عريق يجر وراءه حضارة تاريخيّة كبرى، وتجربة ديبلوماسية مماثلة امتدت لقرون مع دول وحضارات مختلفة، هو اليوم بلد يقولها بوضوح، ولاينتظر ممن ينصتون إليه إلا فهمها: أصدقاؤنا وحلفاؤنا التقليديون لهم الأسبقية في كل شيء، شريطة أن يعطونا نحن أيضا الأسبقية في كل شيء.
نظارتنا الوحيدة التي ننظر بها إلى الأصدقاء، وإلى الأعداء، وإلى القابعين في المنطقة الرمادية ملتبسين دوما وأبدا، غامضين حتى الختام هي نظارة وحدتنا الترابية.
قالها ملكنا باسمنا، وردد الشعب المغربي كله وراءه "آمين".
لذلك الأمور واضحة لدينا، جلية ظاهرة: نعم لعودة كل الدفء الذي كان، نعم للتعاون التقليدي التاريخي، نعم لبناء ثلاثين سنة من الشراكة المستقبلية، بل وأكثر أيضا، نعم لكل إشارات الود الصادقة المتبادلة، نعم للصداقة المغربية الفرنسية، الثابتة والأكيدة.
ثم أيضا وأساسا، وقبل وبعد كل الأشياء: نعم لوضوح تام وكامل في الانتصار لقضية هذا الشعب الصديق بصدق لفرنسا، أي الشعب المغربي: قضية وحدتنا الترابية، التي تحمل مسمانا الغالي؛ الصحراء المغربية.
حين هذا الوضوح الكامل، الأشياء لن تكون إلا مثالية من ضفة نهر أبي رقراق حتى ضفة نهر السين. نحن نضمن للجميع ذلك.