لا تفارق الابتسامة محياه, وهو دائم التفاؤل. تلك الطاقة الايجابية التي يحملها المهدي بنسعيد الشاب التقدمي مهدت له الى جانب تكوينه وتجاربه ليصبح أحد أبرز الوجوه التي يراهن عليها حزب الأصالة والمعاصرة لتدبير مرحلة عصيبة من مساره السياسي.
عن سن الأربعين سنة، أصبح محمد المهدي بنسعيد أحد الرؤوس الثلاثة التي فوض لها المشاركون في المؤتمر الوطني الخامس لحزب الأصالة والمعاصرة صلاحية تدبير وتسيير الحزب خلال المرحلة المقبلة.
تتويج لمسار شاب توقعت له مجلة جون أفريك، في سنة 2015، أن يكون ضمن 20 شابا الذين سيصنعون مغرب الغد... أما نقطة البداية فيمكن التأريخ لها بسنة 2008، حين التحق مهدي بنسعيد ب"حركة لكل الديمقراطيين"، بحثا عن مساحة ضوء مع عمالقة السياسة والمال من قبيل فؤاد عالي الهمة، عزيز أخنوش، مصطفى الباكوري، محمد الشيخ بيد الله، ليساهم، بشكل أو بآخر في تحول الحركة في فبراير 2009 إلى حزب أطلق عليه مؤسسوه الأصالة والمعاصرة.
الحزب الذي سيصبح بنسعيد عضوا في مكتبه السياسي في أبريل 2020، رشح الإطار الشاب في الانتخابات التشريعية المغربية 2021 في دائرة المحيط في مدينة الرباط، التي تم وصفها بدائرة الموت بحكم قوة المنافسة التي وصعته في صدام مع كل من سعد الدين العثماني ومحمد نبيل بنعبد الله، لكن المفاجأة حدثت بعد بعد الإعلان عن النتائج وتمكن بنسعيد من الظفر بالمركز الثاني الذي أهله للفوز بمقعد في البرلمان.
ولأن ذلك لم يكن كافيا لإشباع طموح رجل الأعمال البامي، فقد واصل تسلق سلالم النجاح إلى عينه الملك محمد السادس، يوم 10 شتنبر 2021 وزيرا للشباب والثقافة والتواصل في حكومة عزيز أخنوش .
وفضلا عن ذلك كله، زاوج المهدي بنسعيد، شأنه في ذلك كشأن عدد من رفاقه في البام بين السياسة والرياضة، حيث تولى رئاسة نادي نجوم سلا الرياضي لكرة القدم، قبل أن يتم انتخابه في يوليوز 2017 رئيسا لنادي يعقوب المنصور لكرة القدم الذي قاده إلى الصعود إلى القسم الأول هواة سنة 2021.
نجاح سياسي ورياضي، رافقه أيضا نجاح مماثل في إدارة الأعمال، حيث أسس بنسعيد سنة 2014، مع المخرج يوسف بريطل والمنتج عثمان بنزاكور شركة متخصصة في الإنتاج السينمائي والفني، قبل أن يدخل سنة 2019، علم الصناعة من خلال المشاركة في تأسيس شركة «نيو موتورز لي» المتخصصة في صناعة السيارات.
ذلك المسار السياسي والمهني أهلته ليكون أحد ركائز القيادة الثلاثية التي صادق عليها المؤتمر الخامس للحزب الى جانب كل من المنسقة فاطمة الزهراء المنصوري وصلاح الدين أبو الغالي, ولذلك تحمس لمشروع "القيادة الجماعية" التي قال أنها ابتكار بامي بعيدا عن الفردانية في اتخاذ القرارات وفكر "الزعيم" وشخصنة المشروع والنقاش".
اختيار محمد المهدي بنسعيد ضمن طاقم فاطمة الزهراء المنصوري, ليس اعتباطيا فهو الى جانب القادة الجدد "أبناء للحزب ومنتوج خالص للمشروع الپامي شبابا ونساء", كما كتب في آخر تدوينة له, واعتبرها " رسالة موجهة لشباب الحزب أولا مغزاها أن هناك آفاق داخل هذا التنظيم ومستقبل في العمل الحزبي ورسالة موجهة للشباب المغربي عامة مغزاها أن هناك حزب متجدد ينصت لهم ويثق فيهم ومستعد ليقلدهم مناصب المسؤولية".
رغم العياء الذي ظهر عليه في الندوة الصحافية التي تلت اسدال الستار على المؤتمر الخامس للحزب, فانه حرص على بعث التفاول في نفوس الباميين في رسالة مفادها أن " هذه المحطة ستكون نهايتها حتما بداية لأفق جديد يوحي بالتفاؤل وزرع بذور الثقة والمشاعر الصادقة بين مناضلي ومناضلات الحزب", قبل أن يختم " نعدكم جميعا أن لا نخذلكم في مهامنا".
