عموتة: الرد ! 

بقلم: المختار لغزيوي الخميس 08 فبراير 2024
No Image

ويحدث أحيانا أن نتحدث في أمور لانعلم عنها إلا الشيء القليل، فقط لكي نتحدث.

ويحدث في غالب تلك الأحايين، أن الكلام الذي نقوله عن جهل، يكون ضارا بنا وبالآخرين، لأنه مبني على الجهل فقط...لاغير.

الحسين عموتة المدرب المغربي الذي قاد الأردن الشقيق لإعجاز كروي لم يكن إلا القلائل ينتظرونه في كأس آسيا، نموذج جديد لهذا الأمر.

هذا إطار وطني تميز حيثما حل وارتحل، وحقق النتائج الإيجابية الحاملة لبصمته في كل الفرق التي عبر منها، ومع ذلك لم ترحمه ألسنة الجهل ذات هزيمة واحدة للمنتخب المحلي أمام الجزائريين، فحمل متاعه، وانصرف، واشتغل في صمت هنا وهناك، إلى أن منحته المملكة الهاشمية ثقة قيادة منتخبها، فأوصله إلى نهائي كأس آسيا للأمم، وجلس يتابع غزل من كانوا يجلدونه فيه.

من الخميسات التي جعل منها فريقا تنافسيا، حتى الوداد والفتح والسد، التي تميزت في عهده (لاتنسوا أنه كان مدربا لمدرب البارصا الحالي تشافي)، وصولا إلى منتخب المحليين الذي أقصاه خطأ عابر من كأس العرب، وصولا إلى النشامى اليوم ومنتخبهم الحامل لعلامة "عموتة" الأصلية، رد الرجل الجدي دوما بالعمل عوض الكلام.

اليوم يحق لنا أن نقولها بوضوح: هو ينتقم لنفسه ويثأر من أصوات الجهل التي لاتسكت، ولاتريد الصمت، ولاتريد الاعتراف أنها لايمكن أن تفهم في كل الميادين، ولايمكنها أن تفتي في كل المجالات، وأن ماتقترفه فيه الضرر والظلم، ولا شيء آخر غير ذلك.

درس الحسين عموتة الجميل، يجب أن يصلح لنا ونحن نتابع مابعد كأس إفريقياً لمنتخبنا الأول: وليدنا الوطني، الركراكي صاحب الفرح و "النية"، الذي مر قرب كأس الأمم الأخيرة، ولم يحالفه التوفيق فيها، هو المدرب الذي يجب أن نلتف حوله من أجل قادم المنافسات، ويجب أن ننتقده (ليس مثلما قال ذلك البيان العجيب الصادر عن ودادية المدربين)، لكن دون أن تنال منه معاول الهدم الجاهلة، ودون أن نتركه لقمة سائغة بين أفواه من لايفهمون في الكرة ومع ذلك ينظرون فيها.

مغني الحي المغربي يطربنا نحن، ويغنينا عن الأصوات الدخيلة، ولقد قلناها دوما وأبدا: لو صبرنا على طاقاتنا الوطنية ربع صبرنا على الأجانب في كل المجالات، لأبهر النبوغ المغربي الجميع في كل ميدان.

هذه فرصة جديدة تأتينا من أرض قطر حيث تدور كأس آسيا، ومن منتخب الأردن الذي اختار المدرسة المغربية لقيادته، تقول لنا جميعا: آمنوا ببلادكم، وبأبناء وطنكم، ولن يكون بعدها إلا كل خير...في الكرة، وفي غير الكرة، ياقوم.