ماوقع منذ الجمعة/السبت بين حماس وإسرائيل خطير جدا، ومحزن جدا ولايبشر بأي خير على الإطلاق.
ويجب أن نقولها دون غموض غير مقبول، ولا التباس مرفوض في هذا المقام: ماوقع لم يفرح له وبه إلاالمتطرفون من دعاة القتل من الجانبين.
ومثلما سمعنا متطرفين إسرائيليين عقب ماوقع يقولون "يجب أن تسيل دماء كثيرة وأن يموت أكبر عدد منالفلسطينيين لكي ننتقم من حماس، ونستعيد هيبة إسرائيل"، سمعنا أيضا في قنوات الإعلام الحربي، وفيمقدمتها، وعلى رأسها "الجزيرة"، مراسلا مثل وائل الدحدوح يقول "عاد نشطاء القسام والمقاومون محملينبالغنيمة وهي عبارة عن جنود إسرائيليين ومدنيين موزعين بين الموتى والجثث والأسرى".
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1667386526530-0'); });
سمعنا كذلك وقرأنا تدوينات لأناس كنا نعتقدهم آدميين يقدرون حرمة الإنسان، وهم يتقاسمون عبرصفحاتهم - بإجرام حقيقي - صور وفيديوهات التمثيل بالجثث وغيرها من الفظاعات، التي قادنا قدرناالحزين لمشاهدتها تترى وتتوالى منذ صبيحة السبت على كل قنوات البث التي لاتحترم نفسها، والتيلاتغطي مثل هاته المشاهد، بل تقدمها عارية فاضحة لانعدام الإنسانية الذي يحرك هؤلاء القوم منذ البدء".
الآن السؤال المطروح في تلك المنطقة هو التالي: ما الخطوة القادمة؟
كلنا تقريبا، أو جلنا يعرف الإجابة، ويعرف أن القتل بجلب القتل المضاد، وأن العنف يرد على العنف، وأن الدمعندما يسيل لايرتوي إلا بدم من الجهة المقابلة وهكذا دواليك.
كلنا أيضا يعرف أن ميزان القوى غير متكافئ، وأن ماقامت به "حماس" بدعم واضح من جهات أو دول وفرتلها كل شيء، سيدفع ثمنه الشعب الفلسطيني مجددا.
وحقيقة نخشى من الآن، تلك البكائيات التي ألفناها في مثيل هاته المناسبات، والتي تصدر - بشكل غريبوغير مفهوم بل يمكن وصفه بالأحمق- عمن يفرحون بعمليات القتل الأولى، ويشرعون في أداء الأناشيدوالمحفوظات التي لم يعد يصدقها الناس، وحين يأتي الرد من الجهة الأخرى (وغالبا يكون أقسى وأفدحويسبب خسائر أكبر في الأرواح وفي البنى التحتية) يبدأ التباكي الأخرق.
لنعد قولها دون تعب ودون كلل ودون ملل: هذا الغباء القاتل، وهذا القتل الغبي، لن يتقدم بتلك المنطقةالمسكينة أبدا إلى الأمام، ووحده سلام عادل وشامل يضمن حقوق الكل هناك سيوقف القتل والتطرفودعاتهما من الضفتين.
من جهتنا نحن هنا في المغرب لايمكن إلا أن نحزن وأن نتأمل بألم مايقع، وأن نأمل وصول ذلك اليوم الذينحلم يه منذ البدء: اليوم الذي ينتصر فيه ذكاء الحياة على الغباء القاتل وكل دعاته، وتستعيد تلك الأرضالتي باركتها الديانات السماوية الثلاث، الدعة والسلام والطمأنينة التي خلقها الله من أجلها، قبل أن يفسدالإنسان، بقراءاته الجاهلة والأمية للدين، هذا الإطار الرباني الجميل، ويحوله إلى تابوت مفتوح مدى الأيام،لايشبع من التهام الجثث تلو الجثث، ولايشبع، بل يواصل عناء الموت، وهو يصرخ - بنفس الغباء - هل منمزيد؟