جهالة كاذبة !

بقلم: المختار لغزيوي الثلاثاء 19 سبتمبر 2023
No Image

هناك خلط جاهل وفظيع، ومقصود بخبث فوق ذلك، يمثل البعض دور الوقوع فيه، حين يشبه الصحافة المهنية الرصينة بإخوتناالمساكين من "حملة البونجات"، الذين تسللوا في غفلة من كلشيء، وفي تحلل من أي أعراف أو أخلاق أو مهنية إلى الحرفة المنكوبة في بلادنا المسماة الصحافة.

عذرا، لكن هذا الخلط الخبيث لايمكن أن يمر علينا، فنحن نعرف أن الرداءة التي حاربت الصحافة الرصينة لسنوات وسنوات، والتي كانت تقول لنا بجهل مرعب "نحن لسنا بحاجة إليكم فاليوم كل مواطن يمتلك هاتفا نقالا هو صحافي أفضل منكم"، والتي شجعت تجارة "البونج" و "تنجارت" في مهنتنا، حتى أصبح الفضلاء من أهل هاته الحرفة يخجلون من ذكر انتسابهم لها، (هذه الرداءة) هي سبب ماوصلنا إليه من انحطاط يجعل أي داب على الأرض هاب من فراشه، يسمي نفسه صحافيا وإعلاميا ودكتورا في التواصل وخبيرا في الإعلام ومهندسا فيزيائيا في أجناس المهنة كلها.

هاته الرداءة الجاهلة التي حذرنا منها قبل الوقت بوقت طويل، وكان بعض المرضى يشجعونها فقط لأن سحنة الصحافة المهنية لاتروقهم، لايمكنها أن تأتي اليوم يجهل شديد، يفوق جهلها الأول لكي تضعنا جميعا بيضا إعلاميا واحدا في سلة مشتركة، ولكي تذرف دموع التماسيح الكاذبة على مهنة تكرهها وهي سبب الهوان الذي وصلت إليه.

في دارج المغاربة البليغ نقول "كل واحد بلاكتو فوق ظهرو"، والعاقلون حقا من قومنا يميزون بين الصالح والطالح، بين الدعي وبين الصادق، بين الموهوب وبين النصاب، بين المهني وبين "حامل البونجات"، بين من يكتب ويتكلم ويتحدث وبين العاجز عن رقن إسم والديه صحيحا على ورقة، الخارج من أولى فصول الدراسة لكي يعيث فسادا في مهنة يمارسها فقط كبار الكبار في دول أخرى.

ومع قسوتنا على المتسللين إلى مهنتنا من النصابين والمحتالين نجد أنفسنا ملزمين بقسوة مماثلة، وربماأشد، على هاته الجهالة العمياء التي قتلت قتيلنا الإعلامي، والآن تريد السير في جنازته.

عذرا، لن يستقيم لكم هذا الأمر ولن يمر. وكل من حارب في يوم من الأيام الصحافة المهنية الرصينة، وشجع الطحالب المتسللة هو مسؤول مسؤولية كاملة عن المشاهد المقرفة التي نرى، وعن حالة الهوان و "السيبة" التي يعيشها ميداننا، والتي يلزمها على مايبدو لكي تنقرض، زلزال مهني حقيقي، يعصف بالمندسين، ويقفل الباب نهائيا عليهم، ويحتفظ للميدان فقط بالكرماء من أبنائه الذين يضعون كرامتهم وكرامة مهنتهم فوق وقبل كل اعتبار.

فيما عدا ذلك، لايقبل عزاء من كاذب ولا حاقد ولا جاهل تفاخر يوما علينا وقال "أنا ماكنقراش".

هذه هي نتيجة أميتك أيها الجاهل، فلتشرب الكأس حتى الثمالة، وتجشأ، مثل أي ناقص تربية فخور بجهله في الختام، وقل الحمد لله، فهو وحده جل وعلا يحمد على المكروه الذي نصاب به مثلما أصبنا بك، وبه وجب"الإعلام"، وطبعا، لاسلام.