إذا لم تستح فكن مؤثرا يصور نفسه في جبال الأطلس الكبير وهويساعد المنكوبين.
إذا لم تستح، إنس من ماتوا، وإنس من جرحوا، وإنس الصغار اليتامى، وإنس الأرامل التائهات، وتذكر فقط أن لديك قناة تافهة، أو حسابا أتفه في مواقع التواصل الاجتماعي، لايجب أن يظلا فارغين، ومن الضروريتزويدهما على رأس الساعة بالجديد من أجل جمهورك العزيز، وبقية البذاءات التي طبعنا معها حتى صارت كالعادية اليوم.
إذا لم تستح، فقل في قرارة نفسك "هاد الهوتة ديال الزلزال ماخصهاش تضيع"، وقم بسرعة بالعمليات الحسابية التي تتقن القيام بها، وستكتشف أن اشتراء بعض اللوازم الضرورية، ليس للسكان، لكن لك لكي تجد ماتصوره وأنت في الطريق، زائد ثمن الوقود وثمن التصوير وهو قليل، كل هذا سيجلب لك مبالغ أكبرعندما يصل التأثر بالآدسنس مداه، وفي نهاية شتنبر الحزين هذا ستدخل إلى رصيدك ملاليم إضافية تعتقدها أنت ربحا، ويراها من ينظرون بقلوبهم الخسران المبين.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1667386526530-0'); });
إذا لم تستح، قل إنك ناشط، وقل إنك فاعل، وقل إنك مؤثر، وقل إنك يوتيوبر، وقل إنك تيكتوكر، طار عن عينيه النوم منذ الجمعة الحزينة، وقرر أن يخصص عمره كله للتصوير في أعالي الجبال، لاطمعا في ربح ماديصغير، بل تعاطفا مع الفقراء والفقيرات، وإعانة مجانية لوجه الله، دون نسيان إلقاء اللعنة على الكاذبين.
وحقيقة، لو شئنا الاسترسال في لائحة قليلي وقليلات الحياء الطويلة هاته لما انتهينا، لأن هذه السلعة أصبحت وحدها المتوفرة في السوق، وحتى القلة القليلة من الصادقين من أهل العمل التطوعي الخيري الذين يقومون به دون إشهار يفسده، ودون تصوير وبهرجة، ضاعت بين جحافل المتسولين الجدد هؤلاء الذين اكتشفوا عملا مدرا للربح لايتطلب أي جهد سوى تصوير النفس والناس والمتاجرة بهما في كل شيء.
في السابق كنا نرى تفاهاتهم ونعبر، ونقول إن مجرد التوقف للحديث عنهم أمر سيعطيهم قيمة لم تكن لهم أبدا.
أما اليوم، ومع وصول حقارتهم إلى مصيبة عظمى مست المغرب كله، مثل الزلزال، رأوا فيها هي الأخرىفرصة لسرقة المزيد من مال المنبهرين الأغبياء بهم الذين يتابعون رداءاتهم، فهنا وجد التوقف كثيرا وليسقليلا، لكي نقول للجميع إن آفة المؤثرين هاته قد وصلت فعلا المناطق غير المسموح بوصولها، وأن جهة مايجب أن تجد طريقة ما لوقف كل هذا النصب وكل هذا الاحتيال.