حوز المغرب!

بقلم: المختار لغزيوي الخميس 14 سبتمبر 2023
No Image

قل ماتريد قوله، لكنك ستجد نفسك ملزما بالاعتراف بها: الملك بلسمشافي لجراح الناس في هذا الوطن.

يوم الثلاثاء الماضي، قالها لنا مراسلونا من عين المكان مجددا، وقالتها لنا نظرات الناس، وقالتها لنا اتصالات الشعب، وقالتها لنا كل الأشياء.

ينظر إلينا الغربيون بنظاراتهم، لذلك يستغربوننا ولايتقبلون خصوصياتنا.

ننظر نحن إلى أنفسنا بعين الحب الذي نستحقه، لأننا لانستطيع الكراهية، ولذلك لامجال في هذا البلد إلاللحب المتبادل بين أبنائه.

وعندما كانت بعض صحافة فرنسا المتعالية من أسفل عنصريتها تسأل "لماذا لم يزر الملك الضحايا؟"، علماأن الزلزال كان قد حدث للتو، كنا نرد عليهم باطمئنان المغربي الواثق من مغربيته "إنتظروا، اصبروا قليلا إنكنتم تستطيعون الصبر، وسترون".

أمس الأربعاء كانت بلاتوهات برامجهم الإخبارية لا تتحدث إلا عن شيء واحد، قسرا ودون إرادتهم، التعاطف الكبير والحب المتبادل بين ملك المغرب وبين شعب المغرب.

قال باسكال برو، وهو صحافي قيدوم في فرنسا لديه برنامج صباحي شهير على cnews "بقيت مشدوهاأشاهد تلك اللقطات وأتساءل عن الفرق الكبير الموجود بين ملك المغرب وبين رؤسائنا، وظللت أتساءل عن الناس، وضمنهم ضحايا، الذين يرتمون لتقبيل يد الملك بحب فيما هو يقبل رؤوسهم بحب أكبر".

لا نطلب نحن من أصدقائنا في الإعلام المتعالي مطلق الدروس في كل الاتجاهات هناك في فرنسا إلا هذاالأمر بالتحديد: أن يحاولوا فهم الحالة المغربية، وهي حالة خاصة، ولاتشبه ما ومن عداها.

هي حالة حب متبادل صادق، حقيقي، مبني على اقتناع مئات الأعوام وعشرات القرون بين هذا الشعب ببسطائه ومرتاحيه وبين العرش العلوي المجيد.

حب مبني على الحب فقط لاغير.

ولو كان حبا مبنيا على أشياء أخرى مثلما هو الحال في أماكن ثانية لما كان الحال هو الحال.

لذلك نقول إننا في المغرب نعيش كل ثانية منذ البدء "ثورة الملك والشعب"، وأننا اتفقنا، أو اتفق من سبقونا ونحن صنا العهد، مثلما سيصونه من سيأتون بعدنا إلى يوم الدين، أننا (الشعب والملك) واحد في هذاالبلد.

وهذا الاتفاق انتقل لكي يصبح عهدا وميثاقا، ولذلك يغضب المغاربة بشدة حين يتطاول جاهلون على بلادهمورموزهم، ويعتبرون أنه لايحق للجهل العنصري أن يعطي بلدنا الدروس، أو أن يفكر -مجرد التفكير - في أننا يمكن أن نفترق ولو ثانية.

لذلك كانت مشاهد الثلاثاء بلسما شافيا لجراح الناس، ولذلك كان وصول جلالة الملك - حفظه الله لنا - إلىالمصابين والجرحى والمكلومين علامة بدء شفاء لهم، وعلامة مزيد من الاشتغال الجدي لإصلاح الأوضاع في المنطقة المسكينة التي ضربت في مقتل حقيقي، ولكنها ستنهض، لأن الشعب كله مد يده له، ولأن الملك قالهافي جلسة العمل الأولى، ثم أكدها ميدانيا في الزيارة يوم الثلاثاء: لاخوف على الوطن، وهو محمي بشعب وملك يعشقان هذا الوطن في السراء وفي الضراء.

سننهض من ضربتنا هاته ونحن أقوى، هذا ماسمعته جدران مراكش الحمراء وفهمته جيدا الثلاثاء، هي التي اهتزت ولكنها لم ولن تسقط، وإن حدث وسقطت، فسيبنيها المغاربة بسواعدهم، وسيقولون لها "قفيفالسقوط لايليق بك أيتها العريقة التي يحمل المغرب كله إسمك منذ القديم".