إما أن تلعب مع منتخبنا، وتختار تمثيل ألواننا، وأنت حينها "أعظم لاعب في الكون". وإما أن يكون لك رأي آخر، وترى بأن مايقترحه عليك منتخب البلد الذي هاجر إليه والداك أفضل، فتختار تمثيل هذا الأخير،وساعتها سنسبك أنت ووالديك إلى أن يتعب الشتم من الشتم لعنا.
معذرة، لكن هذا السلوك أحمق، وهذا التصرف أخرق، ورد الفعل هذا الذي صدر عن العديدين منا تجاه اختيارالواعد الصاعد ليامين جمال تمثيل منتخب إسبانيا عوض منتخب المغرب، هو رد فعل أناس بعيدين تماما عن الحالة السوية.
أكثر من هذا، وهذه مسألة يجب أن يقتنع بها جمال وغير جمال من اللاعبين داخل وخارج أرض الوطن: اللعب لمنتخب المغرب شرف ليس في متناول الجميع، وعلى اللاعب أن يبذل الغالي والنفيس لكي يحظى بهذاالشرف.
ولن نقول هنا ذلك الكلام العجيب "نحن رابع العالم وبلاد الأساطير وصناع المستقبل وبقية الترهات". لا،سنقول فقط: نحن المغرب، وحمل لون العلم الوطني لدينا - حتى لو كنا نحتل الرتبة الأخيرة في ترتيب المنتخبات وهو أمر غير صحيح - هو شرف مابعده شرف، وهو أمر لاينبغي أن نتوسل اللاعبين لكي يقبلوابه، بل ينبغي على هؤلاء اللاعبين أن يتوسلوا للوصول إليه.
محاربون مثل أمرابط، أو بونو، أو زياش (الذي تحدى هولندا بأسرها لأجل حب المغرب)، أو بقية من يقاتلونلأجل القميص الوطني، والذين أبهروا العالم في مونديال قطر الأخير، يفعلون ذلك بإيمان، لأن المغرب يسكن دواخل دواخلهم، ولأن في ركن قصي من وجدانهم يسكن بلد والديهم وأجدادهم هذا، ويعرفون، هم الذينخبروا أوربا والعالم كله، أن المستقر الأخير يوجد هنا في المغرب، وأن الاطمئنان الداخلي يوجد في إسعادبسطاء هذا البلد في أبعد دوار أو مدشر تتخيلونه.
هذا الإحساس إذا لم يسكن اللاعب حقا، فلاحاجة لنا به في المنتخب: سيأتي مرتزقا فقط، رفقة عائلته ومديرأعماله يبحث عن الربح المادي وسيطير، ولن يعطينا أبدا، في الملعب وخارج المغرب، لا كل طاقته وقدراته، ولاحتى قرارة إيمانه ومايفكر فيه.
لذلك حظ سعيد للصغير اليامين، والمغرب أكبر بكثير من أن يسب مهاجرا متحدرا منه، فقط لأنه اختار وإبنه تمثيل منتخب آخر.
هذه ليست وطنية أيها السادة. هذا غباء شنيع.