باحثون وجمعويون في مهرجان خطابي بقصبة تادلة بمناسبة الذكرى 70 لثورة الملك والشعب..

متابعة الثلاثاء 22 أغسطس 2023
No Image

Ahdath.info

نظم فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بقصبة تادلة صباح يوم الأحد20 غشت الجاري مهرجانا خطابيا بمقر الفضاء، تخليدا للذكرى 70 لثورة الملك والشعب.

ويندرج هذا اللقاء الذي دأبت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير على احتضانه على مألوف العادة في كل سنة، ضمن برنامج أنشطة منظمة في 46 نيابة جهوية وإقليمية ومكتب محلي و 104 فضاء من فضاءات الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير المفتوحة عبر التراب الوطني.

ويأتي هذا اللقاء ، من أجل استظهار وإبراز القيم الوطنية ومواقف المواطنة الايجابية التي تحلى بها الشعب المغربي على الدوام في مسيرات النضال والجهاد والمقاومة وترسيخها في نفوس الأجيال المتعاقبة، وكذلك لاستحضار انخراطه ، في معركة الجهاد الأكبر لبناء وإعلاء صروح المغرب الجديد الناهض والتواق للتنمية الشاملة والمستدامة والدامجة بكل أبعادها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبشرية.

وقد افتتح اللقاء ، بآيات بينات من الذكر الحكيم ، تلاها على مسامع الحضور الذي غصت به قاعة الاجتماعات ، القارئ إبراهيم الفقير. قبل أن يفتتح المهرجان الخطابي الأستاذ عبد الغني دمو القيم على فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بقصبة تادلة، بكلمة أبرز من خلالها أن هذه الذكرى شكلت منعطفا تاريخيا حاسما ونموذجا نضاليا متفردا في مسيرة الكفاح الوطني من أجل الحرية والاستقلال بقيادة أب الأمة وبطل التحرير والاستقلال جلالة المغفور له محمد الخامس، في التحام وثيق مع شعبه الوفي وطلائعه في الحركة الوطنية.

وذكر دمو أن سلطات الحماية الفرنسية توهمت أنها بتآمرها واعتدائها على السلطان الشرعي الذي ناصر الحركة الوطنية وعزز صفوفها ومطالبها منذ توليه عرش البلاد، ستضع حدا للمد الوطني والنضالي وتسكت صوت الحق والمناداة بالحرية والاستقلال وتفك الارتباط والتلاحم القوي بين العرش والشعب.إلا أنها بفعلتها النكراء ومؤامرتها الهوجاء،يضيف دمو، أثارت استياء كافة أطياف الشعب المغربي من أدناه إلى أقصاه، فقررت طلائع الحركة الوطنية والقوى الحية والسياسية بالبلاد التصدي للتصرف الاستعماري الأخرق بما يتطلبه من حزم وعزم وإقدام، حيث سارعت كافة القوى الحية وأوسع فئات الشعب المغربي للتنديد به واستنكاره في المحافل الوطنية والدولية.

وأضاف ، أن حسابات سلطات الإقامة العامة للحماية الفرنسية كانت خاطئة عندما اعتقدت أن مؤامرة 20غشت 1953 ستمكنها من إحكام قبضتها على البلاد وإسكات الأصوات المناهضة لها وإخماد روح وشعلة الحركة الوطنية وتحقيق أجواء الهدوء والاستقرار بعد التخلص من السلطان الشرعي وزعماء الحركة الوطنية . بيد أن الاعتداء الآثم على رمز السيادة الوطنية ما لبث أن فجر الأوضاع السياسية والأمنية في البلاد. فانطلقت شرارة حركة المقاومة والفداء وتوالت المظاهرات والانتفاضات الشعبية لتعم المدن والقرى وسائر أرجاء التراب الوطني وتنامت أشكال وصيغ النضال الذي خاضت غماره الخلايا والتنظيمات الفدائية وقدم الشعب المغربي قوافل من الشهداء والمعتقلين الذين تعرضوا لأبشع أساليب القمع والتنكيل والتعذيب.

وزاد يقول، إن الملحمة الخالدة لثورة الملك والشعب ، تكللت بانطلاق عمليات جيش التحرير في فاتح أكتوبر1955 بمناطق الشمال وبالجهة الشرقية من الوطن. وشهدت الأقاليم الجنوبية الصحراوية ملاحم بطولية ومعارك خاضها أبناء هذه الربوع المجاهدة بالتحام وثيق مع إخوانهم الذين التحقوا بهم من كل أنحاء الوطن معلنين بتعبئتهم في صفوف جيش التحرير بالجنوب المغربي عن رفضهم للوجود الأجنبي وتمسكهم بالنضال المتواصل لتحقيق آمال وطموحات الشعب المغربي في الحرية والاستقلال.

وأضاف عبد الغني دمو القيم على فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بقصبة تادلة ، أن سلطات الحماية، في خضم احتدام وتأجج أعمال المقاومة وجيش التحرير، لم تجد بدا من الرضوخ لمطالب الشعب المغربي، فتحقق النصر المبين بفضل ملحمة ثورة الملك والشعب المباركة،وعاد السلطان الشرعي، جلالة المغفور له محمد الخامس إلى أرض الوطن في 16 نونبر 1955مظفرا منصورا، معلنا إشراقة شمس الحرية والاستقلال، وداعيا لمواصلة الجهاد الأصغر الذي توج بالحرية والاستقلال بالجهاد الأكبر لبناء وإعلاء صروح المغرب الحر المستقل واستكمال وحدته الترابية وإرساء دعائم الدولة الوطنية الحديثة.

من جهتها شاركت الطالبة الباحثة الكبيرة ثعبان بمداخلة تحت عنوان: "انتفاضة 20 غشت 1955 بوادي زم من خلال بعض النماذج من الصحافة الفرنسية المعاصرة لها" .

وأوضحت ثعبان، أن مثل هذه اللقاءات الثقافية التي يحرص فضاء الذاكرة التاريخية على تنظيمها تشكل أرضية خصبة للدارسين والباحثين والمهتمين تنطلق معها عملية كتابة تاريخ المقاومة المغربية كتابة نزيهة وموضوعية بأقلام مغربية وغيرة وطنية صادقة تصحح ماعلق بهذا التاريخ من ملابسات وتشويهات ساهم فيها الأجانب بشكل يثير الانتباه.

وأضافت الباحثة ، أن حدث انتفاضة 20غشت 1955م بوادي زم اتخذ مساحة كبيرة في الصفحات الأولى من الجرائد الفرنسية الدائعة الصيت آنذاك وتسابقت أقلام الصحفيين وعدسات المصورين وتعليقات المراسلين على تغطية مجريات الأحداث، ومن أبرز هذه الجرائد:–L’humanité – Maroc Expresse-Le Monde – Le Figaro. إلا أن تغطيتها للحدث تضيف الكبيرة ثعبان ، لم تخرج عن نطاق الإديولوجيا المتحكمة في توجهاتها من جهة ، ومن جهة ثانية وهو الأهم لم تتناول بالتفصيل الكلام عن الفاعلين الحقيقيين في هذه الأحداث وهم "الجماهير" بل اكتفت برسم الصورة الرتيبة البانورامية معتمدة على الرؤية الماكروسكوبية (انتفاضة القبائل –إتلاف-نهب- تدخل الجيش –قمع الثورة).

كما عرف النشاط ، إلقاء كلمات ساهم بها كل من: يامنة لطفي مرشدة دينية بالمجلس المحلي العلمي لبني ملال ، وحسن العرفاوي عن الجمعية الوطنية لقدماء المحاربين والعسكريين فرع قصبة تادلة و الجمعية المغربية للتنمية والتضامن الإنساني بقصية تادلة.

تجدر الإشارة إلى أن المهرجان ، الذي حضره عبد الكبير الوافي رئيس المجلس البلدي لمدينة قصبة تادلة وقائد المقاطعة الإدارية الثانية ، تميز بتسليم شهادتي حياة للمقاوم عبد الله بطال والسيدة حادة الغالية أرملة مقاوم ،مهداة من طرف المجلس العلمي المحلي لبني ملال.

وفي ختام هذا المهرجان الخطابي ، قام الحضور بزيارة لقاعة العرض حيث قدم لهم القيم على الفضاء شروحات حول الكفاح الوطني وأبطاله من الشهداء .