كرتنا و "الهيتشكوكيون" !

بقلم: المختار لغزيوي الاثنين 26 يونيو 2023
No Image

وأما هذه، فهي فعلا "النهاية الهتشكوكية"، التي ظل معلقو الرياضة في التلفزيون المغربي يتحدثون لنا عنها منذ القديم دونأن نراها، ودون أن نفهم علاقة عبقري السينما هيتشكوك بها، حتى كرهنا الوصف والعبارة، وأصبحا يعنيان لنا أن المعلق "مالقامايقول وصافي".

الجمعة الماضية حل السير ألفريد هيتشكوك شخصيا بمركب ابن بطوطة، أو الملعب الكبير لطنجة الغارق في رياحه، لكي يقوم بإخراج مباراة صاحب الدار اتحاد طنجة، والباحث عن لقب بعد طول غياب، زعيم العاصمة، الجيش الملكي.

حتى الدقيقة الثانية بعد التسعين، كان جمهور الوداد يحتفل في قلب العاصمة العلمية فاس بلقب جديدلفريق الأمة، يغني الخزانة الغنية أصلا، لكن رياح البوغاز جرت فعلا تلك الليلة بما لم تشتهه سفن الوداديين، وأطلق الرجاوي سابقا، العسكري حاليا، بل مدلل محبي الجيش رضا سليم، رصاصة الرحمة علىآمال حمر الدار البيضاء، مهديا اللقب 13 للزعيم العسكري، ومعيدا إلى الأذهان صفحة أمجاد يحفظها عن ظهر قلب من شاهدوا ذات يوم جيش التيمومي ولمريس وخليفة وحسينة والغريسي وهيدامو وبقية البقيةالطويلة من أماجد كرتنا الوطنية، الذين لانذكرهم هنا، ليس نسيانا، وإنما لأن الحيز لن يتسع بكل تأكيد.

ومرة أخرى نقولها، لأننا من المؤمنين بأن في الإعادة دوما الإفادة، وأن التكرار يعلم الشطار: بطولتنا قدمت هذه السنة نهاية مشوقة رائعة شدت الانتباه حتى خارج أرض الوطن.

وبطولتنا ظلت حتى الثواني الأخيرة منها غير محددة المصير في سيناريو ولا أروع.

وبطولتنا ملأت في نفس اللحظة ملاعب فاس وطنجة، ثم الدار البيضاء التي كان جمهور الرجاء فيها ينتظربفارغ الصبر فرصة للنيل الكروي المقبول والبريء من غريمه التاريخي.

وبطولتنا استطاعت أن تقدم شكلا آخر عنها هاته السنة لابد من حسن استغلاله وتطويره، وتفادي بعض الإساءات الغبية والمجانية إليه (من قبيل ذلك النقل المخجل عبر "هوندا" لمنصة التتويج، أو من قبيل مشاهد شغب محزنة أرخت بظلالها على كثير من المباريات، أو من قبيل بعض الأخطاء والتصرفات التحكيمية التيلاتفسير لها إلا أشياء من العيب ذكرها، أو من قبيل تقاعس بعض الفرق في الختام بعد ضمان البقاء عن القيام بدورها الرياضي الشريف الكامل) من أجل أن يتم تجويد هذا المنتوج الكروي المحلي أكثر وأكثر.

بطولتنا تستحق الأفضل وتستطيعه حقا، وهنا لابد أن نتحدث قليلا مع وعن مسيري فرقنا الكروية في كل الأقسام: على هؤلاء دور كبير في عملية الارتقاء هاته إن كانت ستتم، وهم يجب أن يفهموا جيدا أن منتخباتنا تستطيع تحقيق كل الإنجازات العالمية والقارية والإقليمية التي تريد، لكن يمكن لتصرف غيرمقبول وشاذ من مسير جاهل، أو متعجرف، أو معتقد نفسه فوق الجميع، أن يفسد الإنجاز الجميل، ويفرض على الكل الحديث فقط عن قبح ذلك المسير وقبح اختياراته.

وهؤلاء المسيرون هم من يصبحون غالبا أعضاء جامعيين، وهم من يمثلون المغرب في مختلف محافل الكرة، لذلك وجب فعلا التريث قبل الاختيار، والتدقيق الكبير بالمائة ومائة "تخميمة" الشهيرة قبل الإقدام علىارتكاب الضربة المقصية الخائبة من طرف من لايتقن لعب الكرة، والذي يصيب غالبا بها رأس زميله في الفريق ويرسله عبرها إلى المستشفى عوض إرسال الكرة إلى الشباك.

متأكدون منها منذ القديم، وازددنا اقتناعا هاته السنة: "كرتنا ماخايباش...بعض اللي دايرين بها هوما المصيبة".

عسانا نفهم هذه البديهية مستقبلا بشكل جيدا، ففي فهمها خير كبير وكثير لكرتنا المغربية التي تستحق الأفضل فقط.