فرانس 24.. هرطقات في خمس دقائق! 

محمد أبويهدة الأربعاء 08 مارس 2023
No Image

AHDATH.INFO


تتبجح الصحافة الفرنسية ووسائل الإعلام في بلد "الأنوار" بمهنيتها وحريتها، لكنها فجأة تفقد هذه المهنية المجني عليها، وتتحول الحرية إلى "حربة" موجهة. وذلك ما يقع كلما تعلق الأمر بموضوع يهم المغرب.

لا يتساءل المشاهد لرنامج "5 دقائق" على قناة فرانس 24 الناطقة بالاسبانية، عن جنس هذه المادة الإعلامية، فالأجناس الصحافية معروفة. لكنه بالمقابل يتساءل عن مضمونها: هل هي دعاية سياسية أم استهداف وعداء مجاني؟
لقد قدمت النسخة الاسبانية لفرانس 24 وجهة نظر متحيزة للأطروحة الانفصالية بخصوص قضية الصحراء المغربية. وتحدثت القناة التي تتبجح بـ"مهنيتها" و"موضوعيتها" و"حيادها" بلسان جبهة البوليساريو موجهة اتهامات للمغرب بلا مهنية ولا حياد ولا موضوعية( !) وهي تقول إن الجبهة تدين استغلال المغرب لهذه الثروات عن طريق شركات أجنبية من أجل تمويل "الاحتلال".

هي عبارات معادية للمملكة، تستقيها القناة الفرنسية الرسمية من أعداء الوحدة الترابية، الذين يفتحون النار ليل نهار على المغرب ويهددون كل حين بالأقصاف في خطاب ملتبس انقادت القناة للترويج له من باب استغلال موارد الصحراء.

تجاهلت القناة وجهة نظر المملكة وموقفها من الوحدة الترابية مقابل إعلاء راية الانفصال بالنبرة الواضحة للمتحدثة وهي تستعرض معلومات ومعطيات ببغاوية تلفقها وفق ما يخدم طرح البوليساريو ونظام الكابرانات.

تتحدث القناة عن استغلال موارد الصحراء المغربية وهي تستعرض صورا قديمة لمقالع الفوسفاط، في الوقت لا يمثل حجم ما يستخرج من منجم فوس بوكراع من فوسفاط سوى نسبة ضئيلة (2 %من الاحتياطي الوطني) تصب عائداتها في تنمية المنطقة، لذلك فإن القناة وهي تستعرض معلوماتها المغلوطة، ظلت تتحاشي النظر إلى عجلة التنمية التي تسير سريعا نحو مدن الأقاليم الجنوبية.

ثم تمر القناة إلى مشهد آخر عندما تتحدث عن المبادرة المغربية التي قدمتها المملكة لإنهاء النزاع المفتعل وهي خطة الحكم الذاتي، التي تؤكد مصداقيتها ووجاهتها العديد من الدول، لتنخرط في اتهامات وقذف جديد في حق المملكة، معتبرة أن انسياق اسبانيا وراء الإشادة بهذه الخطة، هو مقابل "زيادة سيطرة الرباط واحتجاز المهاجرين الذين يسعون للوصول إلى اسبانيا". هنا تلمح القناة إلى استعمال المغرب للمهاجرين كورقة ضغط على اسبانيا وهو اتهام خطير من طرف قناة فرنسية رسمية.

لقد كانت خمس دقائق من الاتهامات والمزايدات على الوحدة الترابية للمملكة من طرف إعلام الجمهورية الفرنسية التي "ناحت" الأسبوع الماضي فقدانها للنفوذ بالقارة السمراء، ووراء هذا الفقدان كانت هناك الكثير من التحاليل التي استعرضت الفشل الفرنسي في الحفاظ على علاقات جيدة مع مستعمراته، والتي عرجت بمقابل ذلك على الحضور المغربي الوازن في العمق الإفريقي.

مقابل هذا العداء الصريح من لدن قناة رسمية فرنسية يقول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه يمضي قدما نحو تعزيز العلاقات مع المغرب!!