مجتمع

النيابة العامة بغرفة الجنايات تتابع رئيس جمعية النور بجناية «القتل الخطأ»

محمد كريم كفال الجمعة 12 يونيو 2015
النيابة العامة بغرفة الجنايات تتابع رئيس جمعية النور بجناية «القتل الخطأ»
565614541

AHDATH.INFO - الرباط - خاص 

أحيل رئيس جمعية النور المسمى «مصطفى العمراني»، أول أمس الأربعاء في حالة اعتقال، على أنظار النيابة العامة لدى استئنافية الرباط، الذي كان نظم رحلة استجمام صوب شاطىء الصخيرات لحوالي 46 ممارسا وممارسة رياضية لفنون الحرب «التيكواندو»، والتي قضى على إثرها 11 ممارسا نحبهم، بعد أن غرقوا في عرض بحر شاطئ الصخيرات المحاذي لمصب نهر واد الشراط الشهير، غير المحروس، والمعروف بتياراته المائية الجارفة.

وقررت النيابة العامة متابعة رئيس الجمعية الرياضية المعنية، من أجل تهمة جناية «القتل الخطأ الناتج عن الإهمال»، بناء على الفصل 432 من القانون الجنائي المغربي، الذي يحدد جريمة القتل الخطأ، كونها تعتبر جريمة غير عمدية قوامها الخطأ الجنائي، بحيث نص الفصل المذكور على أن «من ارتكب بعدم تبصره، أو عدم احتياطه، أو عدم انتباهه، أو إهماله، أو عدم مراعاته النظم والقوانين قتلا غير عمدي، أو تسبب فيه عن غير قصد يعاقب بالحبس من ثلاثة أشهر إلى خمس سنوات وغرامة مالية تتراوح من 250 إلى 1000 درهم».

وبناء على هذا الفصل، فإن جريمة القتل غير العمدي وكما تدل عليه تسميته فعل يرتكبه الجاني بغير أن يقصد الموت، يؤكد مصدر قضائي لـ«أحداث.أنفو»، ولكنه يكون في وسعه تجنبه إذا تصرف باحتياط وحذر، فالفرق بينه وبين القتل العمد ينحصر في أن القاتل عمد إلى استخدام إرادته في إحداث الوفاة، أما القاتل خطأ فينعدم عنده القصد الجنائي أي الركن المعنوي بحيث نكون أمام خطأ جنائي.

وتعتبر جريمة القتل الخطأ، يتابع المتحدث ذاته، «من الجرائم المادية لا الشكلية حيث تمثل النتيجة الإجرامية، ورابطة السببية أهمية كبيرة في البناء القانوني للجريمة، فما لم تحدث الوفاة فلا قيام للمسؤولية الجنائية عن القتل غير العمدي، إذا لا تتصور المحاولة في نطاق هذه الجريمة وإن كان ذلك لا يحول دون قيام مسؤولية الفاعل عن جريمة الإصابة الخطأ، إذا توافرت عناصرها (الفصل 433 ق ج )، فمن غير الممكن أن يشرع إنسان في قتل لا يقصد أصلا إحداثه حتى يقال إنه شرع في تحقيقه، وكذا فإن الاشتراك في الجريمة غير متصور لأنه لا يمكن أن ينسب إلى إنسان الاتفاق، أو التحضير، أو المساعدة على حدث غير متوقع أصلا منه».

فيما حاول المتهم أن ينحو نحو هذا الاتجاه في مرحلة التحقيق الأولي معه، بحسب مصدر وثيق الاطلاع، و «الذي كان صرح للمحققين أنه لم تكن لديه أية سوء نية، وأنه اعتاد التوجه لهذا الشاطئ ليس من أجل السباحة، لكن يضيف المتهم من أجل ممارسة تمارين رياضية على جنبات الشاطئ المعني، الذي يتميز بكثبان رملية مهمة، ونظرا لأن ذلك اليوم المشؤوم تزامن مع ارتفاع درجة الحرارة، قرر بعض الممارسين والممارسات بعد انتهاء الحصة التدريبية في فنون الحرب، الغوص في جنبات الشاطئ من أجل الترويح عن النفس لكن الكارثة حصلت ولم تكن في الحسبان».

من جانب آخر، اعتبرت بعض العائلات المكلومة التي تم الاستماع إليها في هذه النازلة، بحسب المصدر ذاته، أن الحادث المفجع «قضاء وقدر»، وأن المدرب لم تكن له أية سوء نية في الفاجعة المؤلمة، لكن بعد انقضاء فترة تدابير الحراسة النظرية أحيل الظنين على أنظار النيابة العامة المختصة في حالة اعتقال، ونظرا لجسامة الحادث المهول رفضت هذه الأخيرة متابعته في حالة سراح، حيث أمرت بإيداعه السجن المحلي بسلا، إلى حين انطلاق أولى جلسات المحاكمة أمس الخميس خلال فترة الزوال.

وجدير بالذكر أن الحادث غير العمدي، راح ضحيته 11 فردا، لا يزال ثلاثة منهم في عداد المفقودين بعد أن تم انتشال البطلة فدوى الوردي، والبطل عادل بلخوضة صباح الأربعاء.

 

إدريس بنمسعود