AHDATH.INFO – خاص - مصطفى العباسي
كان التجمع الإنتخابي الأول للقيادي العدلاوي السابق الأمين بوخبزة بتطوان، رسالة موجهة لبعض الأحزاب المتنافسة بالمنطقة، لكنه كان مناسبة للكشف عن أمور خطيرة تهم تدبير حملات حزب العدالة والتنمية، وخاصة عن مصادر التمويل التي قال عنها أنها تأتي من بعض دول المشرق، المعروفة بأخونتها ووهابيتها المتشددة، والتي تريد تقويض العمل الديموقراطي بالمغرب، وتسعى لأخونة المجتمع وحسر الديموقراطية به.
ويبقى من أخطر من قاله بوخبزة، هو كشفه عن تواطؤ الأمين العام للحزب ورئيس الحكومة، عبد الإله بن كيران، مع بعض مبيضي الأموال وقال أن ابن كيران كان يأتي لتطوان ويجلس في منازل بعض مبيضي الأموال و"كياكل فديورهم وكلس معاهم ويركب فالسيارات ديالهم"، ولم يشر بوخبزة مباشرة لأموال المخدرات في تمويل الحملة، لكنه أشار لها ضمنا وهو يقول الأموال المشبوهة التي يتم ضخها في الحملات الإنتخابية.
وكان الأمين قد تحدى ما يروج عن محدودية مسانديه، ليعقد أول تجمع انتخابي له بقصر حفلات بالمدينة العتيقة، حيث جمع من حوله مجموعة من الوجوه الإنتخابية التي ساندته في أوقات سابقة، عندما كان مرشحا لحزب المصباح قبل 2011، أي قبل أن يتنازل لإيدعمار للترشح بدلا عنه وفق ما قاله، معتقدا أنه سيكون البديل الأحسن، لكن للأسف "متبدل صاحبك غير باللي كفس منه" يعلق بوخبزة تحت تصفيقات أنصاره.
بعض الوجوه الحزبية المعروفة سابقا، وعدد مهم من أبناء حركة التوحيد والإصلاح، كانوا الى جانب الأمين بوخبزة، الذي بدا أن حملته "نظيفة" فعلا من خلال تطوع العديد من الشبان لجانبه، كما الحضور الذي كان نوعيا لحد كبير وتبين أن بوخبزة لازال له بعض الأنصار فعلا، ليس بنفس المستوى السابق، لكنه يدق ناقوس الخطر بالنسبة لبعض اللوائح التي لازالت متدبدبة في حملتها الإنتخابية، رغم انتمائها الحزبي العريق.
بوخبزة بدأ كلمته بآيات بينات من الذكر الحكيم، لكنه ركز كما العادة على الآية التي تختم ب"هذا بيان للناس" والمحملة بعدد من الأوصاف القدحية الموجة للمنافقين والكذابين، كما لو أنه يوجهها أساسا لغريمه وعدوه اللذوذ حاليا محمد إيدعمار وكيل لائحة المصباح. بحيث خصص الجزء الأكبر من كلامه لانتقاد إيدعمار والتركيز أيضا في انتقاده على الأمين العام للحزب، متهما إياه بالتحكم وتكريس التحكم داخل الحزب وبين أعضائه.. وأنه سبب في انعدام الديموقراطية داخل حزب ساهم هو، أي بوخبزة، في تأسيسه وطنيا ومحليا.
وكعادته لم يفت الأمين أن يتحدث عن دعم مهرجانات "العهر"، موجها سيلا من التهم لتلك المهرجانات والمشاركات والمشاركين فيها، تماما كما كان يقول خلال دورات المجلس حينما كان عضوا فيهان معتبرا تلك الأموال ضائعة، قبل أن يعود لتقديم ما يراه ضروريا لصفة البرلماني الناجح، ثم يعرج على الحديث عن تقاعد البرلمانيين معتبرا إياه "سحت" وهو الذي يتلقى 14 ألف درهم كتقاعد عن الفترة التي قضاها بالبرلمان، لكنه استدرك بالقول انه يخصصها للعمل الخيري.