AHDATH.INFO
" أستاذتي العزيزة الباتول كنشكرك جدا، لأنك ساعدتني باش نبدا حياة جديدة.بغيت نشوفك ضروري ،أرجوك بغيت نرجع نقرا في المدرسة..توحشتم..عافاك طلبي خويا باش يخليني نرجع..كنحبك جدا...بلغي سلامي للأساتذة وأصدقائي...."ثريا الناجح.
كان هذا جزء من مضمون الرسالة التي بعثتها التلميذة ثريا إلى أستاذتها.
لم تكن رسالة عادية موجهة عن طريق مكتب البريد،يعبر مضمونها عن مشاعر جياشة بين شخصين،بل هي نداء استغاثة وطلب النجدة، كتبتها الطفلة ثريا ذات تسع سنوات التي تدرس بالمستوى الثاني بفرعية الطناجة التابعة لمجموعة مدارس دار الشافعي 2 بسطات، وسربتها من نافذة بيت عائلتها إلى إحدى زميلاتها، من أجل إعطائها إلى أستاذتها، بعدما حجزها أخوها ومنعها من الذهاب إلى المدرسة.
رسالة كتبت بخط وأسلوب ركيكين باللون الأحمر، وضعت بعناية داخل طرد صنعته هذه التلميذة بواسطة ورقة،انتزعتها من دفترها وأحاطته بلصاق بلاستيكي، وكتبت عليه إسمها وإسم أستاذتها، قبل أن تضيف رقم هاتف أختها التي تكبرها سنا.
خبأت ثريا الرسالة تحث وسادتها في انتظار فرصة سانحة لإرسالها إلى أستاذتها.
ظلت محجوزة داخل غرفتها حزينة تبكي طول الليل والنهار، تتذكر الأيام الجميلة التي قضتها السنة الفارطة رفقة زميلاتها بالقسم التحضيري، وتذكرت أيضا علاقتها الحميمة مع أستاذتها الممزوجة بالحب والعطف والحنان.كما تذكرت شغبها الجميل وهي تجري وتلهو وتلعب وسط الساحة أثناء فترة الإستراحة.



انزوت في أحد أركان غرفتها،تذرف الدموع ، حيث تبخر حلمها في الرجوع إلى المدرسة، بعدما منعها أخوها، رغم حصولها على نقط ممتازة، الشيء الذي جعلها تدخل في عزلة خلال العطلة الصيفية، وتشعر باكتئاب .
رغم كل هذا، لم تيأس ثريا، وظلت متشبثة بخيط الأمل،إلى أن حان موعد الدخول المدرسي، وكتبت رسالة بحروف وكلمات غير مقروءة، لكن معانيها مفهومة وجد مؤثرة.
تحينت فرصة مرور زميلاتها في الدوار،لتناديهن من النافذة،وتعطيهن الرسالة،ملحة على تسليمها يدا بيد إلى الأستاذة الباتول.
وبالفعل نجحت ثريا في تبليغ طلب النجدة إلى أستاذتها التي أعطتها العناية الكافية، وأخذتها على محمل الجد وأخبرت المدير المساعد الأستاذ مصطفى، الذي اعلن حالة الطوارئ، وعقد اجتماعا مستعجلا مع أعضاء لجنة اليقظة، تناول خلاله مأساة التلميذة ثريا، الشيء الذي دفع بجميع الأعضاء إلى تكليف الأستاذين مصطفى والباتول بالذهاب إلى عائلة التلميذة ومناقشة أخيها وإقناعه بضرورة فك الحصار على أخته والسماح لها بالرجوع إلى الفصل.
ماإن علمت ثريا بوصول أستاذتها الباتول إلى المنزل، حتى خرجت من عزلتها وارتمت بين أحضانها، تبكي وتلح عليها برغبتها في الدراسة.
بعد أخذ ورد، أستطاع الاستاذان إقناع الأخ الأكبر وثنيه على منع ثريا التي وضعت يدها بيد أستاذتها ورجعا معا إلى المدرسة.