رياضة

كارلوس باكا.. من بائع تذاكر إلى ملك أوروبا

أسامة خيي الجمعة 29 مايو 2015
كارلوس باكا.. من بائع تذاكر إلى ملك أوروبا
CB

AHDATH.INFO وكالات

هو إيمان. مجرد إيمان بقدراتك لتحقيق ما تتمناه وتحلم به. وهو ما يفرق بين الشخص والأخر. وهو ما كافح من أجله "البائع" كارلوس باكا ليحقق الحلم ويصبح "النور" في سماء أوروبا.. إنه الملك المتوج باكا.

كارلوس باكا قاد فريقه سيفيليا للتتويج بلقب الدوري الأوروبي على حساب دنيبرو. بعدما سجل ثنائية من أصل ثلاث أهداف قلبت تقدم مفاجأة البطولة دنيبرو وأعلنت تتويج سيفيليا.

سيفيليا بقيادة باكا نجح في الحفاظ على التاج الأوروبي بعدما توج باللقب العام الماضي أيضا. ليعود إلى منصة التتويج ويكتب تاريخا بإعتباره أكثر فريق توج بلقب الدوري الأوروبي .. 4 مرات.

ولكن هل تصدق إن من نجح في تسجيل 7 أهداف من 12 تسديدة على مرمى الخصوم هذا العام في الدوري الأوروبي، قبل 8 سنوات فقط من الآن كان بائع تذاكر؟ نعم إنه باكا

-unFzS2y8

البائع باكا

كان باكا يهدف لكسب المال لأجل الهروب من الفقر وتحقيق حلمه بلعب كرة القدم.

واستمر كفاح باكا في كولومبيا وبالتحديد من احدى القرى الفقيرة في البلاد ولكن الأمور لم تكن سهلة إطلاقا على باكا.

ويقول باكا عن تلك الفترة في تصريحات سابقة مع صحيفة ماركا الإسبانية: "كانت فترة صعبة للغاية. وكل أبواب ممارسة كرة القدم كانت مغلقة أمامي".

ولكن لم يستسلم باكا وبدأ في جمع المال ومواصلة ممارسة ما يحبه في الشوارع. وعمل باكا صاحب الـ20 عاما وقتها كبائع تذاكر في حافلة القرية التي كان يسكن بها وبدأ في جمع المال حتى إنه ارتكب أخطاء كبيرة لا يتمنى أبدا تكرارها.

"عملت في حافلة لجمع المال وأيضا ارتكتب العديد من الأخطاء في الماضي وقد مخطئ فيما فعلت".. هكذا علق باكا عن بدايته كعامل تذاكر في حافلة أتوبيس القرية الكولومبية.

ولكن باكا كان واثقا من إمكانياته ولذلك استغل الفرصة جيدا عندما اتيحت له ونجح في إجتياز اختبارات نادي جونيو دي بارانكويلا وهو نادي كولومبي مقره في بارانكويلا.

وكما كان يدعي دائما باكا فقد أثبت إمكانياته وخلال 3 أعوام ولم يترك الفرصة تمر وفي خلال 3 أعوام تطورا كثيرا وبدأ في الظهور بسماء الكرة الأوروبية.

المحترف باكا

وتحدث باكا عن التحول الذي حدث له بعد احتراف اللعبة قائلا: "عندما تقاضيت راتبي الأول كلاعب محترف،قمت بتنظيم مأدبة عشاء على شرف جميع أفراد أسرتي لمشاركة فرحتي مع كل من ساندني وساعدني طوال المشوار".

وأضاف في حوار سابق مع موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا "عندماوصلت إلى مستوى الاحتراف شعرت أني بلغت درجة عالية من القوة وبدأت التفكير فيما أنجزته، ولكن بعد ذلك فتحت عيني وأدركت أنها لم تكن سوى بداية الطريق".

وبالفعل لم تكن إلا بداية الطريق فانتقل باكا إلى نادي بروج وقضى مع النادي البلجيكي عاما واحدا فقط ولكنه نجح من خلاله في التتويج بلقب الهداف وأفضل لاعب.

باكا لعب مع بروج 54 لقاء وسجل 31 هدفا وصنع 15 ليخطف أنظار كبار الدوري الإسباني.

ونجح سيفيليا في اقتناص باكا في يوليو 2013 بعد رحيل العديد من نجوم النادي الأندلسي وقتها أمثال ألفارو نيجريدو وخيسوس نافاس.

ويقول باكا عن الانتقال إلى سيفيليا بعد رحيل العديد من لاعبي الفريق: "إن مافعله أولئك اللاعبون يعد جزءاً من ذاكرة النادي والمشجعين. منذ وصولي كنت أريد أن أوضح للناس أني لست هنا لأحل محل أي كان،ولكن من أجل ترك بصمتي الشخصية".

وهو ما فعله باكا لينسى جماهير سيفيليا نهائيا كل من رحل من صفوف الفريق.

باكا بدأ بداية نارية فسجل 13 هدفا في 29 مباراة فقط متفوقا على بداية العديد من نجوم الفريق السابقين وحتى فريدريك كانوتيه.

وعن تلك البداية يقول باكا: "لقد كانت الأشهر الأولى إيجابية للغاية. كان كل شيء أسهل مما توقعت،بفضل دعم الجهاز الفني والجمهور والزملاء".

ومع المشاركة ضد دنيبرو يوم الأربعاء في النهائي الأوروبي. أصبح باكا قد سجل 49 هدفا وصنع 21 خلال 6.975 دقيقة بقميص سيفيليا وبالتحديد في 108 مباراة.

الحلم الذي تحول لحقيقة

وسط تأقله في الملاعب الأوروبية تحول حلم كارلوس باكا باللعب لمنتخب بلاده إلى حقيقة. فتلقى الدعوة لتمثيل منتخب بلاده في المباريات الودية التي سبقت منافسات كأس العالم البرازيل 2014.

قبل أن يتم استدعائه لقائمة المنتخب لكأس العالم 2014.

ويقول باكا عن الحلم الذي أصبح حقيقة: "إنه حلمي نتابني منذ الطفولة. كنت أرغب دائماًفي عيش تجربة كأس العالم كلما شاهدت النهائيات في التلفزيون. والآن تحقق".

وفي كأس العالم شارك باكا لمدة 20 دقيقة فقط جاءت أمام البرازيل في لقاء ربع النهائي.

إلا أنه نجح خلال تلك الـ20 دقيقة فقط في صناعة هدف كولومبيا الوحيد قبل أن تطيح السامبا برفاق باكا بعد الفوز 2-1.

وخلال 456 دقيقة ودية شارك بها باكا مع منتخب بلاده في 9 مباريات نجح في تسجيل هدفين (أمام أمريكا والبحرين) وصنع هدفين (أمام البحرين وجواتيمالا).