مجتمع

أيام عَبِقَات من كنوز القديرات

بقلم زينب لعظم الخميس 16 يونيو 2022
unnamed-1
unnamed-1

AHDATH.INFO

للوهلة الأولى تبدو السيدة مليكة مصباحي والسيدة السعدية نادر لا تختلفان عن أي امرأة قروية أخرى في المغرب. إنهن يقطن في منطقة تسمى القديرات في إقليم اليوسفية، على بعد حوالي 90 كيلومترًا من مراكش ، يعشن أسلوب حياة قروي بسيط ، حيث الاعتناء بالأسر ومزاولة المهام المنزلية، لكن هذا ما يبدو ظاهريا، فعلى عكس معظم النساء في المنطقة ، فإنهن الآن أكثر استقلالية واستباقية من نواح كثير.

تغيرت حياتهن عندما تم إنشاء تعاونية نسائية في منطقتهن عام 2021 بعد أن استفدن من ورشة في شهر يونيو 2021، هذه الورشة التي كانت مليئة بالتفكير والمناقشة والتمارين سمحت لنساء القديرات بالانفتاح على موضوعات لربما لم يسبق لهن التحدث عنها البتة.

لقد ضمن توفير هيكلا للنقاش خلق روابط قوية بين النساء ، اللواتي لم يتفاعلن من قبل مع بعضهن البعض ولكنهن عانين من النجاح والفشل على حد سواء... لقد استشعرن الهدوء و الاسترخاء و الراحة في التدريبات المشتركة، زد على ذلك انبثاق الرؤى المستقبلية، الشيء الذي مكنهن في النهاية من إنشاء تعاونيتهن الفلاحية تحت مسمى "كنوز القديرات"، ثم سرعان ما بدأ كمبادرة صغيرة تضم عددًا قليلاً من النساء ، نما ليصبح نشاطًا تجاريًا يوظف 30 امرأة من قرية القديرات.

تقول السيدة مليكة مصباحي ، رئيسة التعاونية " إن جميع النساء العاملات هنا لديهن قصص مختلفة ولكن هدف واحد مشترك: كسب العيش لأنفسهن وأسرهن وخلق فرص عمل للنساء الأخريات في هذا المجتمع الصغير.

إن تعاونية كنوز القديرات تهدف وبالأساس إلى زيادة العائدات الزراعية للأسر المغربية بعد إنشاء مشتل للأشجار المثمرة. ومع ذلك ، فقد كانوا بحاجة إلى بناء قدراتهم حتى يتمكنوا من تحقيق هدفهم المرجو.

وفي 25 من شهر دجنبر أطلق فريق المشروع الأمريكي من مزارع إلى مزارع مهمة من أجل مواكبة التعاونية النسائية كنوز القديرات، وتقديم المساعدة بغية توجيه التخطيط واتخاذ القرار وتخصيص الموارد البشرية والمادية.

أطر هذه المهمة السيد أحمد بومركود، كمتطوع محلي بمشروع من مزارع الى مزارع

و السيدة ألينا كليماس ، كمتطوعة أمريكية عن بعد، عملوا مع أعضاء التعاونية لتزويدهم بالتقنيات الأساسية لبناء خطة أعمالهم الخاصة بإنشاء وإدارة مشتل للأشجار المثمرة.

ثم أتت البشرى في الآونة الأخيرة، بعدما ساعدت مؤسسة الأطلس الكبير وشركاؤها بإطلاق مشروع لإنشاء هذا مشتل والطاقات المتجددة اللامركزية لصالح تعاونية كنوز القديرات.

تقول السيدة نادية الدويراني " تم إنشاء تعاونيتنا في منطقة قروية تعاني من الفقر والجفاف. جمعت التعاونية النساء الفقيرات من المنطقة ومنحتهن فرص عمل. لقد كنا سابقا نكتفي بإنتاج بعض أنواع الكسكس، وتعزز نشاطنا الآن بالعمل في المشتل بفضل المشروع.

في إطار هذا المشروع، استفاد أعضاء التعاونية من الألواح الشمسية المثبتة في كل من مدرسة الجولان بالمنطقة وداخل المشتل بالإضافة إلى ثلاثة آبار: اثنان للري والاستخدام اليومي والآخر للمدرسة كما تم بناء خزان مياه لصالح القرية بأكملها.

تقول السيدة هدى خلوق وهي من أصغر الأعضاء في التعاونية " كان علي أن أتوقف عن الدراسة

ولكنني عملت في التعاونية. وخلال هذه الفترة حضرت العديد من التدريبات وتمكنت أيضًا من اكتساب الخبرة من خلال حضور عدد مهم من الورشات التقنية. سيرا على نفس النهج، أعتقد أنني سأكون قادرة على إكمال تعليمي وكسب الدخل لدعم نفسي وأفراد عائلتي.

حاليًا يتمثل النشاط الرئيسي داخل المشتل في زراعة الأشجار المثمرة بما في ذلك الأركان والخروب والتين والرمان واللوز.

لقد أصبحت تعاونية كنوز القديرات هي الأولى في المنطقة التي تدير مشتلًا بهذا الحجم باستخدام نظام الري بالتنقيط والألواح الشمسية، وتسعى النساء إلى الحصول على إنتاج أكثر وأفضل للأشجار كما يعملن على توسيع قدرتهم لإدارة المشتل بشكل أكثر دقة في المستقبل.

لقد أبانت نساء القديرات طوال هذه الرحلة منذ تكوين التمكين الذاتي إلى مرحلة الاستفادة من دعم المشروع عن طاقة شديدة، لربما كانت كامنة لسنوات إلى أن استخرجنها بصيغة ذاتية وإرادية للعمل من أجل دعم عائلاتهن والمشاركة في تقدم مجتمعهن. ويواصل برنامج من مزارع الى مزارع مواكبة هذه النساء من خلال إطلاق مهمة أخرى تتمثل في ورشة عمل تدريبية حول صيانة ألواح الطاقة الشمسية.

إن رحلة عمل مؤسسة الاطلس الكبير مع هذه الساكنة ماتزال متواصلة وما يميزها مشاركة عدة أطراف في ظرف زمني قصير لتجعل من أيام العمل تلك أيام عبقات من كنوز القديرات.