ثقافة وفن

"حفريات صحفية من المجلة الحائطية الى حائط فيس بوك" مؤلف جديد للكاتب والصحفي جمال المحافظ

الأحداث المغربية السبت 21 مايو 2022
9FFA7B4E-C452-4EDF-A449-701EDCBAEF78
9FFA7B4E-C452-4EDF-A449-701EDCBAEF78

AHDATH.INFO

تعززت الخزانة الوطنية بمؤلف جديد بعنوان "حفريات صحفية من المجلة الحائطية الى حائط فيس بوك" للكاتب والصحفي جمال المحافظ يتناول فيه عددا من القضايا الصحافية والإعلامية على ضوء تحديات الثورة الرقمية، وما يفرزه مسار الصحافة المغربية والممارسة الإعلامية تجاوبا مع أسئلة الحاضر ورهانات المستقبل.

ويسلط الكتاب الواقع في نحو 400 صفحة من الحجم المتوسط الصادر عن مطبعة المناهل بالرباط، الضوء بالخصوص على أهمية الصحافة والاعلام والاتصال في العالم المعاصر متوقفا عند بعض محطات الصحافة والإعلام، بهدف اثارة الانتباه الى دروسها، وملاءمتها مع أسئلة الحاضر، كما كتب جمال المحافظ في توطئة هذا المؤلف الذي يرى صاحبه أنه " لا يمكن فهم الصحافة فهما شموليا، دون الإحاطة بأنظمة ومؤسسات المجتمع ، لأن وسائل الإعلام هي جزء من البناء الاجتماعي، وتطورها، يعد نتيجة التحولات السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية الجارية في أي بلد.

وفي هذا السياق يحاول المؤلف في هذا الكتاب وهو من تصميم وتوثيق عمر مغوش الإعلامي السابق بجريدة " العلم " البرهنة على التفاعل القائم ما بين الحقل الصحافي والإعلامي والفضاء السياسي والاجتماعي والثقافي، لأن الإعلام ليس مجرد ناقل محايد، بل يؤثر ويتأثر بالأحداث المهمة ونطرا لطبيعة العلاقة القائمة بين الحقلين السياسي والصحفي، أضحى من الضروري بناء فرضيات ومعطيات مساعدة على تركيب العلاقة بينهما مع الكشف عن خلفيات التنافر والتوتر بين الفاعل السياسي والفاعل المهني الإعلامي، وهو ما يحاول الكتاب ملامسته عبر الإقرار بصعوبة ضمان الإعلام استقلاليته عن البيئة المحيطة.

وفي تقديمه للكتاب، أكد ادريس اليزمي رئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج، أن جاذبية مضامين هذا الإصدار الجديد، تكمن في العمق التاريخي الذي يطبعها. وقال: " إن المواطن جمال المحافظ مسكون على الدوام بتاريخ الحياة الديمقراطية لبلاده، وخصوصا بدور وتأثير الصحافة والإعلام على مجتمعه، متتبعا تطور القطاع والمهنة، مسائلا المفاهيم المحورية، التي تنزاح يوما عن يوم عن ضوء النقاش، مثل الاستقلالية والمهنية والأخلاقيات".

فقراءة هذا الكتاب تتحول إلى رحلة في التاريخ، غنية بالوقائع الشيقة . ولكننا سنخطئ إذا اعتقدنا أن التاريخ هو البعد المهيمن في هذا الكتاب، فهذه المقالات مسكونة أيضا بهاجس آخر، يقارب الهوس، هو مصير المهنة؟ وكيف تمارس اليوم، في المغرب وفي منطقتنا وفي العالم؟ ما هي السياقات والظروف السياسية والتكنولوجية والاقتصادية والاجتماعية والأخلاقية التي يشتغل فيها الصحافيون؟ وماذا عن الاستقلالية والحياد وأخلاقيات المهنة؟ ماذا نستخلص من مبادرات النقاش المتعدد حول وسائل الإعلام؟ وماذا تبقى من ميثاق الشرف حول أخلاقيات المهنة؟ حسب اليزمي .

وفي هذا السياق استنتج رئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج " أن إجابات المؤلف على هذه الأسئلة وأخرى كثيرة نجدها في هذا المصنف. ولكن الغضب باد في هذه المقالات. غضبه مصدره القراءة والفضول والتعاطف مع القراء والتشبث بقيم الحرية والحقوق والرغبة، التي نتلمس أنها قوية، في الإسهام في التغيير والإصلاح. ولكن الغضب المتحكم فيه، حاضر بقوة وهو شعور محمود".

فالمؤلف يقفُ على حُدودِ التّمـاس بين الإعلام والمجتمع في تمظهراتِه السياسيّة والاجتماعية والثقافية والتربوية، وهو ما يتيحُ له مُزاوجة النّظر في التأثيرات المتبادلة بينهُما ورصد التفاعلات التي يُحدثُها كل طرفٍ في الآخر، كما دون على ظهر الكتاب رئيس بيت الشعر بالمغرب مراد القادري مبينا بأنه " لا غرابة، في ذلك، فالدكتور جمال المحافظ، عِلاوةً على كونه صحفيٌّ مقتدر، اخْتبر المهنة على مَدى عقود، وتابعَ مساراتِها وواكب أسئلتَها و رهاناتِها من عدّة مواقع إعلامية و مدنية.

فالكاتب هو، كذلك، ناشطٌ مجتمعي، شغلتهُ قضايا التربية والتثقيف والتنشئة الاجتماعية، لذلك فإنّ حفرياتِه الصحفية، جاءت بطعم التاريخ وهاجِس الحلم والتغيير... جاء مِدادُها من محبرة المربّي والحقوقي محمد الحيحي، والإعلامي والسياسي محمد العربي المساري، فنجحت في أنْ تؤكّد التلازمَ بين التربية والإعلام في اللحظة التي ينْصهران فيها من أجْل مجتمع الحرية والمعرفة"، يسجل مراد القادري.

وإن كان الكتاب، يتضمن مواضيع متنوعة، لكن قاسمها المشترك – كما جاء في كلمة محمد القرطيطي رئيس الجامعة الوطنية للتخييم في تصدير هذا المؤلف- رهان الباحث جمال المحافظ، أحد مؤطري المخيمات الصيفية وتكوين الأطر الجمعوية على التربية وإشاعة قيم المواطنة سواء كان ذلك في داخل منظمات المجتمع المدني التي كان مسؤولا بإحدى هيئاتها التربوية التاريخية ( الجمعية المغربية لتربية الشبيبة AMEJ أو في مجال الاعلام الذي راكم فيه تجربة متميزة.

ويتضمن الكتاب ما يناهز 100 نصا وموضوعا نقرأ منها: التلفزيون في زمن كورونا والمدخل لإعلام الحقيقة، والصحافة الورقية موت غير معلن، والاعلام وتحدي البيئة والتنمية المستدامة، والصحافة في قفص الاتهام واليوم العالمي لحرية الصحافة.. عقول واعية، وتحولات الاعلام أية الانعكاس على الأطفال، والعربية في الاعلام بين التحدي والرهان والاخبار الزائفة قبل الزمن الرقمي وصحافة وموت سري وأسئلة الذاكرة في الصحافة. كما يحتوى المؤلف عناوين أخرى منها الاعلام والأزمات أفقا للتفكير وصحفي أم مناضل؟ سؤال الاستقلالية والنزاهة، وما معنى أن تكون صحافيا اليوم وتحدى وموت الأيديولوجيا وانبعاث ثقافة الفاست فود بروسيا والاعلام وترامب "قصة حب مجوسية".

جمال المحافظ، رئيس المركز المغاربي للدراسات والأبحاث في الاعلام والاتصال، أستاذ جامعي زائر، باحث في القانون الدولي والعلاقات الدولية، له مؤلفات ومقالات منشورة داخل وخارج المغرب، وعضو كرسي محمد العربي المساري لأخلاقيات الإعلام والاتصال، وعضو المكتب الوطني للنقابة الوطنية للصحافة المغربية سابقا.