Ahdath.info
لازالت أزمة التسجيلات الصوتية التي كان وراءها عميل المخابرات الجزائرية المسمى"عبد القادر تيقا" ترمي بظلالها وتأخذ أبعادا دولية وتقلب الطاولة داخل قصر المرادية، وقد تترتب عنها مشاكل كثيرة مع دول أوربية أهمها فرنسا وإسبانيا وبلجيكا.
ظهرت الأزمة للعلن منذ حوالي أربعة أيام عندما سرب الصحفي الاستقصائي والمعارض الجزائري امير بوخرص مضمون التسجيل الصوتي في ثلاثة أجزاء بين المسمى "عبد القادر تيقا" عميل المخابرات الجزائرية المعروفة اختصارا (دي ار اس) من جهة ولطفي نزار نجل الجنرال خالد نزار المعروف بدمويته خلال سنوات العشرية السوداء والذي ظل يعيش خارج الجزائر خلال فترة الراحلين بوتفليقة والجنرال القايد صالح، كما أنه ظل مطاردا من طرف عديد الضحايا والهيئات الحقوقية لضلوعه في قتل الآلاف خلال بداية التسعينيات ويتهم في سويسرا ايضا بضلوعه في مجزرة بن طلحة ورهبان تيبحرين التي لاتزال فرنسا تبحث عن دليل قاطع لمعرفة المسؤول عنها.
وعودة إلى ما بات يعرف بتسجيلات "تيقا"، فإن مضمونه يتركز أساسا على لائحة من المعارضين الجزائريين المتواجدين في الخارج والذين باتوا يؤرقون النظام الجديد القديم من خلال عودة الجنرالين الدمويين توفيق ونزار ومن بدور في فلكهما حيث شكلت لائحة من الأشخاص الذين وجب تصفيتهم في أوروبا وعلى رأس هذه اللائحة كل من المعارض هشام عبود و مهنا وأنور مالك ومحمد العربي زيتوت والصحفي الاستقصائي أمير بوخرص المعروف بإسم "أمير ديزاد".
وتشمل لائحة الاغتيالات عددا من "جماعة رشاد" المعارضة وجماعة الضباط الأحرار الجزائرية .
وحسب محتوى نفس المكالمات الهاتفية المسجلة بين "تيقا" ونجل نزار الذي ليست له صفة رسمية، سوى أنه ابن الجنرال القوي والمتحكم في دواليب (مركز بن عكنون) أو ما يسميه المعارضون ثكنة عبلة، والتي تعود إلى شهر نوفمبر الماضي، والتي كان "تيقا" يتعمد تسجيلها، فإن الأخير أخبر ابن الجنرال أنه يمتلك علاقات ودية مع المعارض هشام عبود ويمكنه استدراجه إلى منطقة "لييج" شمال بروكسل.
كما أن وضع عبود على رأس اللائحة يعود لسببين أولهما تزعمه لمجموعة الدعاوي القضائية المرفوعة على الجنرال خالد نزار في سويسرا ومعاداته الشديدة لعبد المجيد تبون رئيس البلاد حاليا.
التسجيلات تتحدث عن أمور أخرى بينها نمط التصفيات، إما بالسلاح الحي أو غبر وكلاء بواسطة حوادث مرورية مثل ما حدث مؤخرا مع معارض جزائري آخر في لندن.
إذا فما الذي دفع ب"تيقا" إلى حرق الأوراق الأمنية وتسريب المكالمات...؟
سؤال لازال يحير الكثيرين وخصوصا أنها معلومات خطيرة وتصنف ضمن سر من أسرار الدولة.
المعارضون من أمثال العربي زيتوت وفرحات مهنا وهشام عبود، يعتبرونها يقظة ضمير مشفوعة بالحاجة إلى المال، إذ لم يتوان مباشرة في تسليم المعارضة نسخ من التسجيلات، فيما يقال إنه يحتفظ بأسرار أخرى تتعلق بإغتيالات بأوروبا وجرائم نفذها جهاز ال"دي ار اس" في دول أخرى.
أما الصحافيون الذين ينتمون للنظام وخصوصا هذا الجهاز أمثال بن سديرة فيحاولون اعتبار القضية تافهة، وأن العميل يعاني اضطرابا في الشخصية بحكم تناوله المفرط للكحول..
داخليا لم تتحدث أية وسيلة إعلامية عن الموضوع، لا من قريب أو بعيد، لكن وسائل التواصل الاجتماعي شكلت رحيلا جماعيا داخل الجزائر لمتابعة أطوار الفضيحة.
الأيام القادمة ستشهد مزيدا من التطورات وستشهد أروقة المحاكم الأوربية كثيرا من القضايا الساخنة ضد جهاز المخابرات الجزائرية وتحديدا نجل الجنرال الدموي خالد نزار.