Ahdath.info
منذ نشأتها و من خلال المشاريع والمبادرات التواصلية التي سهرت على تنظيمها والتي أخذت شكل لقاءات وندوات ومناظرات سياسية واجتماعية وثقافية، حرصت مؤسسة الفقيه التطواني بسلا على الانخراط الفاعل في النسيج الثقافي والأدبي المغربي بواسطة مواعيدها المتعددة التي يوجد على رأسها اللقاء السنوي الثابت "ملتقى المبدعين الشباب".
هذا الموعد الذي أصبح اليوم من أهم المواعيد الثقافية على المستوى الوطني ليس فقط بسبب الصدى الذي يخلفه إعلاميا وثقافيا بل أيضا من خلال فرادته كمشروع يهدف إلى الاحتفاء بالأقلام الشابة وبتعددها اللغوي وحساسياتها الأدبية المختلفة.
إنها بتنظيم هذا الملتقى وغيره من المواعيد الثقافية الأخرى، تكون المؤسسة بصدد الإعلان عن انخراطها في مشروع مجتمعي متكامل يرى في الأدب أحد أهم الجسور المؤدية إلى تحقيق النموذج التنموي السليم والمعافى الذي نتصوره لبلدنا... فالحاجة إلى الأدب و إلى باقي أشكال التعبير الفني والإبداعي أو ما يمكن أن نطلق عليه اسم "السلطة الناعمة"...
هي الحاجة إلى استتباب الأمن الجمالي في حياتنا العامة والخاصة على السواء، ذلك الأمن الذي لا يقل أهمية عن أمن الغذاء والاستقرار لمغرب بصيغة الجمع يستمد غناه وقوته من تعدده الثقافي واللغوي..
فيما يلي إطلالة واسترجاع لبرامج ثقافية مهمة لمؤسسة الفقيه التطواني لقيت اشعاعا محليا وجهويا ووطنيا.
* ملتقى المبدعين الشباب:
حاولت المؤسسة عبر هذا الملتقى أن تحقق تراكما نوعيا على مستوى مقاربة القضايا المرتبطة بالأدب ككل وبأدب الشباب على وجه الخصوص، بحيث تميزت كل دورة بمحور خاص يطرح للنقاش خلال الندوة الفكرية التي يشارك فيها عدد من الأسماء المعروفة والفاعلة في المجال الثقافي قبل أن يتم الإنصات إلى نصوص الضيوف من المبدعين الشباب.
وفي هذا الإطار نظمت المؤسسة ملتقاها الأول الذي كان بتاريخ 25 أكتوبر من سنة 2018 والذي عرف حضور مجموعة من الشخصيات الثقافية البارزة بالإضافة إلى كتاب وشعراء مكرسين كما تميز بمشاركة عدد من الأقلام الشابة في مجال الرواية والشعر والزجل. ندوة هذه الدورة شارك فيها كل من: الكاتب والفاعل الثقافي أحمد عصيد والروائي منير السرحاني والكاتبة لطيفة باقا والباحث إدريس خضراوي وتلت الندوة قراءات إبداعية باللغات العربية و الأمازيغية والفرنسية ألقاها الشباب المبدع.
الدورة الثانية من الملتقى نظمت يوم 14 شتنبر من سنة 2019 حيث اختار لها المنظمون موضوع "حوار الأجيال الأدبية" افتتحت كالعادة بندوة فكرية قارب من خلالها الكتاب والباحثين قضية الأجيال الأدبية و ما تطرحه من أسئلة و إشكالات موضوعية وذاتية... شارك في هذه الندوة كل من: الكاتب والفاعل الثقافي أحمد عصيد والباحثة في مجال التواصل والأدب الأستاذة بشرى عاينوش ;الكاتبة لطيفة باقا. استمر الحفل الأدبي مع شهادات ونصوص قدمها عدد من المبدعين الشباب ينتمون إلى جهات مختلفة من المغرب وباللغات العربية والفرنسية والأمازيغية.
ورغم الظروف القاهرة التي فرضها تفشي وباء كوفيد 19 على العالم وعلى بلدنا ظلت المؤسسة وفية لموعدها السنوي وذلك إيمانا منها بأن ضرورة التباعد الجسدي لم ولن تمنع تقاربنا الإنساني وإيمانا منها بأن الأدب كان و منذ البداية فكرة صائبة لاقتراب الإنسان من الإنسان واقتراب الإنسان من نفسه.
وكما كان الظرف استثنائيا فقد كان موضوع الدورة أيضا استثنائيا حيث حمل شعار : "الشعر في زمن الكورونا" وفيه خصص الحيز الزمني بأكمله للقصيدة. شارك في هذا السمر الرمضاني الذي تصادف مع الشهر الفضيل والذي تم من خلال منصة المؤسسة على الفايسبوك، كل من الشعراء والكتاب: محمد حفيضي، ناديا العناية ، هواري غوباري، نبيل أكنوش ومحمد خلفوف. وقد حظي اللقاء بمتابعة كبيرة من قبل عشاق الأدب ومحبي الشعر المغربي.
حيث سيكون موضوع الدورة القادمة من ملتقى المبدعين الشباب هو: "الأدب والعالم الرقمي" وسيعلن عن أسماء المشاركين لاحقا.
* جائزة العلامة الفقيه التطواني للأدباء الشباب:
النجاح الذي حققته المؤسسة لا يمكنه سوى أن يحثها على الاستمرار في دعمها للفعل الثقافي والمساهمة في تشجيع الأقلام الشابة ببلدنا تلك الأقلام التي تحاول أن تحفر لنفسها مكانا في المجال الأدبي. في هذا الإطار تستعد مؤسسة الفقيه التطواني تنظيم مسابقة أدبية وطنية موجهة للشباب أقل من 25 سنة الذين لم يسبق لهم نشر أيّ كتاب ورقيّ وذلك في المجالات التالية :القصة القصيرة، الشعر والمقالة الصحفية.
ستقتصر المشاركة على نص واحد من اختيار صاحبه يتنافس على أحد الجوائز الثلاث. وبهذا الخصوص ستعمل المؤسسة على تشكيل لجنة متخصصة لكل صنف من هذه الأصناف تكون مهمتها اختيار الفائزين بمقياس الجودة والتميز. الجائزة ستحمل اسم العلامة المغربي "الفقيه التطواني" كما سيتم الإعلان عن نتائجها خلال الدورة الرابعة التي سنعلن عن تاريخها لاحقا.
* سلا تحتفي بمبدعيها:
في إطار انخراطها في الشأن الثقافي لمدينة سلا ورغبة منها في تسليط الضوء على مبدعي هذه المدينة العريقة في المجالات الأدبية والفكرية والإعلامية، تنظم مؤسسة الفقيه التطواني لقاء جماهيريا مفتوحا للاحتفاء باسم بارز من الأسماء التي أنجبتها المدينة وذلك بحضور نخبة من المثقفين وسيكون هذا اللقاء مناسبة لتكريم هذه الشخصية والتعريف بإنجازاتها في المجال الذي تألقت فيه.
*خد الكتاب بقوة:
إيمانا منها بدور القراءة في بلورة النموذج المجتمعي الذي يطمح له بلدنا وفي أفق جعل القراءة نشاطا يوميا للشباب ولعموم المواطنين، تحيي المؤسسة يوما للكتاب تحت شعار "خد الكتاب بقوة" ينظم خلاله معرضا للكتب المتنوعة كما يتم فيه استقبال لبعض تلاميذ المؤسسات التعليمية بالمدينة و بالموازاة مع ذلك ينظم لقاء تفاعلي مع عدد من الكتاب للحديث عن إصداراتهم الجديدة يتلوه حفل توقيع.