مجتمع

كيف عاش 7000 لاجئا في المغرب ظروف الحجر الصحي في ظل جائحة كوفيد-19

سكينة بنزين الاثنين 28 سبتمبر 2020
لاجؤون في المغرب
لاجؤون في المغرب

AHDATH.INFO

قلق.اكتئاب.خوف. شعور بالحرمان من الحرية. اضطراب في النوم. فرط الحساسية والعصبية. اضطراب الشهية و مشاعر وسواس، كانت هذه بعض من الآثار النفسية المترتبة عن الحجر الصحي خلال جائحة كورونا، وفق ما عبرت عنه 600 أسرة تمثل مختلف فئات اللاجئين في المغرب الذين يبلغ عددهم حوالي 7000 شخصا، 61 في المائة منهم رجال.

وأشارت معطيات البحث المنجز بشراكة بين المندوبية السامية للتخطيط، والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، حول تأثير كوفيد-19 على الوضعية الاجتماعية والاقتصادية والنفسية للاجئين بالمغرب خلال الفترة الممتدة ما بين 2 و 8 يونيو، أن 87.1 في المائة من أرباب الأسر العاملين توقفوا عن العمل خلال فترة الحجر، 5.7 في المائة منهم فقط استفادوا من التعويض، أو مساعدات وصفوها بأنها غير كافية عن فقدان الدخل بسبب التوقف عن العمل، وكانت المساعدة من المشغل أو من الدولة على شكل أجور أو إجازات مدفوعة الاجر من خلال برنامج الدعم المقدم للأجراء العاملين في القطاع المنظم المنخرطين في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي.

مصادر القلق عن اللاجئين خلال الحجر

وحالت الوضعية القانونية دون استفادة البعض من الدعم، بينما لم تكن بعض الأسر الموزعة على الرباط، البيضاء، وجدة، الناظور، القنيطرة ،فاس، سلا، مكناس، طنجة ومراكش على علم بوجود الدعم، في الوقت الذي تم رفض طلب 8.2 في المائة من المتقدمين بطلب الإستفادة، مما عمق مخاوف الأسر التي تصدرها هاجس الإصابة بالفيروس،متبوعا بعدم القدرة على تلبية الاحتياجات الغذائية،أو فقدان الشغل، أوعدم القدرة على الولوج للخدمات الطبية

وأشار البحث أن عدد الأسر اللاجئة في المغرب بلغ 2168 أسرة، تلثها من أصل سوري، و16.9 في المائة منها من افريقيا الوسطى، و 16.6 في المائة من اليمن، و 8.9 في المائة من جنوب السودان، ويبلغ متوسط حجم الأسر اللاجئة 3.4 أفراد، وهو أعلى لدى الاسر السورية ب 5.2 فردا، وأوضح البحث أن 55.1 في المائة، يتوفرون على تصريح للإقامة ساري المفعول، في حين تبلغ نسبة أرباب الاسر الذين يتوفرون على تصريح إقامة منتهي الصلاحية 14.7 في المائة، بينما تبلغ نسبة أرباب الاسر الذين لا يتوفرون على تصريح إقامة 31.3 في المائة.

وتتوزع الأنشطة التي يزاولها أرباب الأسر ما بين قطاع الخدمات، والتجارة و المطاعم والفلاحة والصناعة. وعن مصادر القلق عند اللاجئين خلال الحجر الصحي، أوضح البحث أنها توزعت ما بين الحرمان من الانشطة الترفيهية، عدم أداء الصلاة في المسجد، اختلال نمط الحياة، تعذر القيام بالالتزامات الاجتماعية، انقطاع الزيارات،صعوبة متابعة الرعاية الصحية، مشاكل في التزود بالمنتوجات الأساسية ، صعوبة متابعة تعليم الاطفال، اضطراب سلوك الأطفال، المزيد من العنف المنزلي، انخفاض دخل الأسرة،فقدان العمل أو توقف النشاط الاقتصادي.

توتر العلاقة مع المحيط

وعلى الرغم من علاقة حسن الجوار التي يعمل المغاربة على تخصيصها للجيران من جنسيات مختلفة، وفق ما أكده 83 في المائة من اللاجئين الذين أشاروا أن علاقتهم بمحيطهم كانت عادية، إلا ان 5.3 في المائة من الأسر تحدثت عن توتر العلاقة مع المحيط بسبب عدم دفع الايجار، وصعوبات استخدام الفضاءات المشتركة والضوضاء والضجيج.

وأظهر البحث أن جل المعلومات المرتبطة بالجائحة ، يتم الحصول عليها من مواقع التواصل بالدرجة الأولى، تليها قنوات الاذاعة والتلفزة الوطنية والمواقع الالكترونية، بينما شكلت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين المصدر الأساسي للمساعدات لفائدة اللاجئين على شكل تعويضات مالية حيث حصل 82.1 في المائة منهم على تحويلات من هذه المؤسسة، فيما حصل 11.3 في المائة على مساعدات من الأقارب أو الأصدقاء و 3.8 في المائة من المجتمع المدني و 1.6 في المائة من الدولة و 1.2 في المائة من مؤسسات خاصة.

وبالنسبة للأسر التي لم تكن تتوفر على ما يكفي من المواد الغذائية خلالا فترة الحجر، بسبب قلة المال أو تقييد التنقل، تمكنت من تدبير ما تحتاج من طرف الدعم المقدم من الجيران، أو لجوء بعض أفرادها إلى التسول.

التعليم عن بعد بدوره شكل مصدر قلق للأسر اللاجئة، بسبب عدم وجود أو عدم كفاية الأدوات والوسائل اللازمة لعملية التعلم عن بعد، أو بسبب غياب الدعم للأطفال. وفي الوقت الذي شكل فيه الحجر فرصة للتقرب أكثر بين أفراد الاسر اللاجئة، اعتبر 14.2 في المائة من الاسر أن العلاقات أصبحت أكثر توترا بسبب نقص الموارد المالية، والتأثير النفسي، والصعوبات المرتبطة باستخدام الفضاء في المسكن واتخاذ القرار داخل الاسرة