AHDATH.INFO
"إلى اخوتي ، حاولت النجاة وفشلت، سامحوني، إلى أصدقائي التجربة قاسية وأنا أضعف من أن أقاومها سامحوني، إلى العالم : كنت قاسيا إلى حد عظيم ولكني أسامح"، بهذه الرسالة المؤثرة ودعت الناشطة المصرية المدافعة عن حقوق المثليين، سارة حجازي، العالم أمس الأحد 14 يونيو، في محل إقامتها بكندا، حيث وجدت هذه الرسالة بجانب جثتها وفق ما أشارت له بعض التقارير، وعدد من الجمعيات المدافعة عن حقوق المثليين، التي تناقلت خبر وفاتها بتدوينات حزينة.
وعاشت الشابة المثيرة للجدل، منذ رفعها علما يرمز لمجتمع المثليين والمتحولين جنسيا ومغايري الهوية الجنسية، في حفل فني بالقاهرة، سنة 2017، أحياه مغني مثلي الجنس، تحت ضغط نفسي كبير،بعد مرورها بتجربة السجن سنة 2017، لتحاول بدأ صفحة جديدة بمنفاها بكندا، لكن يبدو أنها كانت عاجزة عن تجاوز تجاربها السيئة،والضغوط المجتمعية الكبيرة بسبب ميولها وطبيعة القضايا التي تدافع عنها، والتي اعتبرها القضاء المصري "ترويجا لأفكار منحرفة".
وكتبت ساره ليا وتسون المديرة السابقة لادارة الشرق الأوسط في منظمة هيومن رايتس ووتش المدافعة عن حقوق الانسان "التقيت سارة حجازي أخيرا في كندا. كان واضحا أنها متألمة ومتأثرة بالتعذيب (الذي تعرضت له في مصر أثناء سجنها)، كانت تعاني وهي بعيدة عن وطنها ولكنها كانت تريد فتح صفحة جديدة .. ويبدو أنه كان من الصعب تحمل كل ذلك".
ورغم ملامحها المشعة بالحياة كما وصفها بعض المغردين، إلا أنها لم تتمكن من تجاوز تجربة السجن لمدة 3 أشهر، والتي تعرضت فيها للكثير من الإساءة والتعذيب والتحرش الجنسي من طرف السجينات، مما دفعها للبحث عن عن النجاة خارج مصر، حيث تمكنت من العيش في كندا مدة تقارب السنتين، لكن يبدو أنها لم تتجاوز صدمة السجن التي تسببت لها في اضطرابات نفسية زاد من حدتها نظرة الرفض والنبذ.
تجدر الإشارة أن الراحلة التي كانت اختصاصية في مجال تكنولوجيا المعلوميات،تبلغ من العمر 30 سنة، وهي من أسرة محافظة، وقد ارتدت الحجاب لحدود سنة 2016، حيث قررت تغيير عدد من قناعاتها، في مقدمتها خلع الحجاب والمجاهرة بمثليتها لتبدأ رحلة التضييق والملاحقة القانونية بتهم كثيرة، أبرزها التحريض على الفسق والفجور، التي انتهت بالسجن حيث توفيت والدتها قبل معانقتها الحرية.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1667386526530-0'); });
وتفاوتت ردود أفعال المتابعين مع خبر وفاة الناشطة، حيث عبر البعض عن تعاطفه مع الراحلة، حيث كتب محمد البرادعي " قضية سارة حجازي تثير قضايا عامة شائكة، لم تطرح بوضوح في معظم الدول ذات الأغلبية المسلمة، العلاقة بين القيم المجتمعية والقانون، ترسيم الحدود بين المجال العام والخاص، التطبيق العملي لحرية العقيدة وحرية التعبير، معنى قبول المختلف، مواجهة ما سبق لا غنى عنه للعيش المشترك".
من جهتها لم تتردد الممثلة منى هلا من دعمها لحقوق المثليين خلال اعلانها خبر وفاة سارة، مما عرضها للكثير من الانتقاد بعد أن نشرت صورة الناشطة المنتحرة، مرفقة بتدوينة" سارة حجازي انتحرت واستريحت منكم ومن العالم .. ألف رحمة ونورن أدعم مجتمع الميم لا للعنف ولا للكراهية"، بينما غرد الإعلامي الساخر جو شو " الحمد لله إن ربنا العدل المطلع على نوايانا ونهاياتنا، رحمته وسعت كل شيء وهو سبحانه اللي هيفصل بين عباده يوم القيامة، مش شوية الناس اللي على سوشيال ميديا عديمي الرحمة والعدل اللي نصبوا نفسهم حكام على البشر" .. ليتلقى بدورها بعض الانتقاد.
واختار نجل النجم محمود ياسين، إعلان تعاطفه مع سارة معتبرا أن انتحارها كان يدل أنها بحاجة لدعم نفسي ورعاية كبيرة، مضيفا أن اللجوء للانتحار دليل ضعف وقلة حيلة.
وأضاف عمرو محمود ياسين أن مسألة إلحادها تعد مرحلة من حياتها تبحث فيها عن ماهية الحياة والخالق، "جايز لو كانت عاشت أكثر من كده كانت عادت عن إلحادها .. زي أحمد حرفان اللي ملأ الدنيا كلام عن الحاده ثم عاد وأشهر إسلامه مرة أخرى .. الأمور يا جماعة معقدة ومش بسهولة كده نحسمها أو نقيس عليها .. أتركوا الأمر لصاحب الأمر".
وقد جاءت تدوينات عدد من الأسماء المصرية المعروفة، ردا على تدوينة وصفت بأنها "عديمة الإنسانية"، لإحدى الإعلاميات الكويتيات التي نشرت صورة الراحلة، مرفقة بتدوينة "عاشت شاذة وماتت كافرة .. جهنم وبئس المصير"، مما أغضب عددا من المتابعين ...