السياسة

سقوط حليمة العسالي...هل هي بداية نهاية قيادات الحزب بجهة بني ملال؟

عادل المحبوبي السبت 13 يوليو 2019
__598250295
__598250295

AHDATH.INFO

لازالت قضية السقوط المدوي لحليمة العسالي، المرأة القوية بحزب الحركة الشعبية ،في الانتخابات الجزئية لمجلس المستشارين، أمام منافسها الأستاذ العابد العمراني ترخي بظلالها على مستوى المشهد العام بجهة بني ملال خنيفرة.

و اثارت هذه الهزيمة غير المتوقعة للمرأة الحديدية كما يحب أن يطلق عليها مقربون منها ،العديد من ردود الفعل، سارت اغلبها في التعبير عن استغرابها للطريقة التي انهزمت بها العسالي ،بعد ان كانت هذه الأخيرة تمني النفس باكتساح هذه الانتخابات ،و حصد الإجماع من طرف أعضاء و عضوات مجلس الجهة، قبل أن تفاجئ بصدور نتائج خالفت التوقعات، بعد اكتفائها ب 18 مقعدا بالانتخابات التي دارت رحاها عشية يوم الخميس 11 يوليوز الجاري، مقابل 33 مقعدا لمنافسها القادم من بعيد الأستاذ الجامعي العابد العمراني.

ردود فعل أخرى، استقتها الجريدة ،من مصادر مختلفة ،اجمعت على أن نتائج هذه الانتخابات ،التي اتسمت بالسرية ،و بروز لعبة الكواليس ، شكلت ضربة قاضية في المقابل للحزب برمته، على اعتبار ان الجهة تعد و منذ سنوات ،المعقل الرئيسي للحركيين و الحركيات .

الأمر الذي يظهر جليا في تحكم الحزب بالجماعات الحضرية الأكثر قوة على مستوى الجهة و هي :بني ملال ،الفقيه بن صالح و خنيفرة ،معتبرين في السياق ذاته ان النتيجة المذكورة تنذر بسقوط محتمل لصقور الحزب في الانتخابات التشريعية و الجماعية المقبلة ،بعد ان فشلوا في تأمين تحالفات بهذه الانتخابات الجزئية لمرشحتهم التي تعد بالمناسبة مقربة من الأمين العام لحزب الحركة الشعبية امحند العنصر.

و شهدت الايام الأخيرة التي سبقت عملية الاقتراع التي دارت رحاها بإحدى المؤسسات التعليمية الابتدائية ببني ملال ،تحركات غير مسبوقة لحلفاء العسالي ،في مقدمتهم القياديين بالحزب و رئيسي المجلسين البلديين لبني ملال أحمد شد و الفقيه بن صالح محمد مبديع.

وذلك في محاولة لاستمالة عدد من أعضاء مجلس الجهة،و كسب رهان الانتخابات التي كانت المراهنة على نتائجها لتكريس تواجد الحزب على المستوى الحزبي بالجهة ،وهو ما ظهر بشكل معلن خلال أشغال دورة مجلس الجهة لشهر يوليوز ،حيث شوهد القياديان المذكوران وهم بصدد أحاديث جانبية عديدة مع اغلب أعضاء الجهة، و على غير المعتاد عليهما.

و لم يسلم افتتاح المعرض الجهوي للاقتصاد الاجتماعي و التضامني الذي نظمه مجلس جهة بني ملال خنيفرة ،بداية من الثالث من يوليوز الجاري ،من تحركات خفية لدعم المرشحين ،حيث شكل حضور محمد ساجد وزير السياحة و النقل الجوي و الصناعة التقليدية و الإقتصاد الإجتماعي فرصة لدعم مرشح حزبه الأستاذ العابد العمراني.

فيما تميز افتتاح نفس المعرض بحضور صهر المرشحة حليمة العسالي، محمد اوزين  ،الأمر الذي اعتبره  متتبعون حملة انتخابية معلنة لصالح العسالي.

من جهة أخرى،و فور الإعلان عن نتائج الانتخابات، و اعلان العابد العمراني، مستشارا برلمانيا جديدا ، بدلا من زميله بالحزب محمد عدال، الذي نزعت منه المحكمة الدستورية مقعده، حتى تقاطر على احد الفنادق المصنفة ضواحي مدينة بني ملال عدد من أعضاء مجلس الجهة ،مقدمين له التهاني، في حين اعتبر عدد منهم هذه النتيجة بالمتوقعة بالنظر للاجماع الذي حضي به مرشح الاتحاد الدستوري في الكواليس، إجماع بقي حسب نفس المصادر سريا و غير معلن عنه.