بوابة الصحراء

ملف الصحراء.. المغرب يضع النقط على الحروف

بقلم: نوفل البعمري الاثنين 02 أبريل 2018
ملف الصحراء.. المغرب يضع النقط على الحروف
نوفل

بوابة الصحراء

اجتماع  وزير الخارجية المغربي اليوم بوريطة بالبرلمان المغربي كانت إشارة إلى أن تدبير الملف في منعطفاته الحاسمة يتم بشكل جماعي ليس فقط من باب الإجماع الوطني حول الملف، لكن أيضا من باب تعميم المعطيات و المستجدات على الجميع ليقوم كل طرف و كل جهة بدورها في التعبئة الوطنية.

كلمته كانت قوية و عكست بشكل واضح الأضلع المشكلة للعمل الدبلوماسي المغربي التي سبق للملك أن حددها سابقا، الصرامة،  و الحزم بما أوتي من قوة؛ و وضوح في الموقف و التحرك أيا كان هذا التحرك عسكري أو دبلوماسي لتحصين التراب المغربي و الوضع على المستوى الميداني من أي تغيير له بالقوة و بسياسة الأمر الواقع اللتين حاولتا الجزائر و البوليساريو فرضهما منذ دفن محمد عبد العزيز بالمنطقة العازلة و اذا كان المغرب قد تجاوز تلك اللحظة بصبر و لم يعلق على هذا الاختيار الغير الاعتباطي لمكان الدفن احتراما لحرمة الموتى، فإنه اليوم سيقف سدا منيعا ضد أية محاولات لنقل مليشيات الجبهة إلى بئر لحلو في أفق أن تتخلص الجزائر بسبب الضغط الخارجي المتزايد عليها بفعل مسائلتها على الانتهاكات التي تحدث هناك، و داخلي حيث أن هناك قطاع واسع من الشعب الجزائري رافض لاحتضان بلدهم للبوليساريو خاصة مع تكلفتها المادية و الاقتصادية التي يؤديها من جيبه على حساب قضية لك تكن يوما قضية الشعب الجزائري، فإنه اليوم لم يعد مقتنعا بموقف الامم المتحدة و أن إدانة هذه الأخيرة للجبهة لا يؤثر على مستوى الأرض من خلال استمرار تحدي الجبهة لقرارات مجلس الأمن آخرها القرار الصادر السنة الماضية حول تحركاتها المشبوهة بالكركارات، المغرب أصبح أكثر اقتناعا على أنه ليس هناك ضغط حقيقي على الجبهة لاحترام اتفاق وقف إطلاق النار و أن الجبهة تستغل تلكئ الأمم المتحدة في فرض موقفها اتجاه الجبهة و اتجاه محاولاتها اليائسة ميدانيا سواء من خلال تحرك مليشياتها أو من خلال دفع " المدنيين" إلى التحرك كما حدث بالمحبس.

المغرب يضع الأمم المتحدة و العالم و بالأساس الجزائر تحت مسؤولياتها، تلك المناطق التي تريد البوليساريو التحرك فيها هي بالنسبة إلينا مغربية، و هي امتداد لصحراء المغرب و لتاريخه و هويته و شعبه الصحراوي المغربي، و اذا كان المغرب احترم وقف إطلاق النار منذ 1991 فإنه لن يقف في موقف المتفرج اتجاه أية محاولة لتغيير الوضع ميدانيا.

المغرب لم يكن دولة تسعى للحرب طيلة تاريخه، و كان ممكن أن يحسم الوضع أواخر الثمانينات عسكريا لكنه فتح المجال للدبلوماسية و للعمل للسياسي لتفادي إراقة الدماء و لأنه يعلم أن الضحايا لن يكونوا سواء الساكنة المتواجدة بالمخيمات خاصة و أن جزء كبير منهم تواجد هناك قسرا و الجميع يعلم عملية التهجير القسري للعديد منهم تحت تهديد السلاح أو باختطاف النساء و الأطفال و الشيوخ...

المغرب يضع النقط مرة أخرى على الحروف، اما أن يحترم الجميع اتفاق وقف إطلاق النار، أو لنخرقه جميعا و لتتحمل الجبهة و من وراءها مسؤوليتهم.