ثقافة وفن

جاك لانغ : ‘‘ الدستور المغربي مثال للتعايش والسلم بين الأديان ‘‘

سعيد نافع الاثنين 27 مارس 2017
unamed
unamed

AHDATH.INFO - متابعة

مدير معهد العالم العربي في باريس قال ان المخطوطات الملكية النادرة تجسد فلسفة الملك محمد السادس للاسلام المتنور والمتعايش مع الآخر في سلم وحرية

وزير التعليم الفرنسي السابق تمنى أن يتضمن الدستور الفرنسي عمق مفهوم الهوية في الدستور المغربي

بمجرد انتخابه مجددا ولولاية تمتد لثلاثة سنوات أخرى على رأس معهد العالم العربي في باريس، أطلق جاك لانغ ( الكاتب والمثقف ووزير الثقافة الفرنسي الأسبق ) معرضين هامين خلال هذا الأسبوع : ‘‘روعة الخط المغربي، مخطوطات نادرة ‘‘ ثم ‘‘ كنوز الإسلام في افريقيا ‘‘. بمناسبة هذا الإطلاق المزدوج، يقدم جاك لانغ تصوره للإسلام ودور المغرب الريادي في هذا المجال.

هل تسعى من خلال هذين المعرضين إلى تحسين صورة الإسلام في فرنسا ؟

جاك لانغ : أنهما فرصة واعدة لتقليص حجم الأفكار المسبقة والكليشيهات والجهل المطبق بالآخر. إسلام افريقيا، إسلام تنويري، هادئ ومتسامح باستثناء بعض المجموعات المتطرفة التي نصطدم بها، والتي لا تخلو منها باقي الديانات والثقافات والدول . الإسلام الافريقي ساهم في نشر حضارة ثقافية وفنية من خلال أعمال وتحف رائعة ونادرة ومخطوطات ومعمار وأسلوب حياة متكامل. إنها حياة كاملة باختصار.

 

العاهل المغربي يعمل كثيرا من أجل ترسيخ مبادئ إسلام معتدل. هل تتفقون معه على نفس الرؤية ؟

جاك لانغ : أنا في انسجام تام وكامل مع كل الرؤى والنوايا التي يعبر عنها ويقوم بها ملك المغرب الملك محمد السادس. أنها رؤية نحتاجها جميعا في العالم اليوم. رؤية تحترم كل المعتقدات وترسخ للاختلاف الثقافي .

هل يمكن أن نعتبر إطلاقكم للمعرض ( غير المسبوق ) حول المخطوطات الملكية المغربية النادرة، تجسيدا لهذه الفلسفة ؟

جاك لانغ : هذا المعرض، الذي يقدم لأول مرة هنا في المعهد، تم إطلاقه بطلب من العاهل المغربي. وهو التعبير الأمثل على التزامه بتجسيد فلسفته حول إسلام متنور ومتسامح يحترم الاحتلاف والتنوع. والمعرض يضم ثلاثة كتب مأخوذة عن الأرشيف الملكي تعبر بعمق عن هذا التصور. إنه لأمر في غاية الروعة أن نرى قرآن مخطوطا من القرن الثالث الهجري جنبا إلى جنب مع مجلد توراة، وإنجيل من القرن الثاني عشر مترجم للعربية. إنه مشهد فريد على امتداد خارطة العالم العربي الإسلامي .

 

 

قرر العاهل المغربي بناء جامعة عصرية لتكوين الأئمة لتكوين أزيد من ألف رجل وامرأة سنويا من المغرب وافريقيا وفرنسا، توكل لهم بعد التخرج مهمة تـأطير وتكوين الأئمة بمجرد العودة إلى بلادهم على أسس الإسلام المتسامح والمعتدل. لماذا في نظركم يستحيل مثل هذا التكوين في فرنسا ؟

جاك لانغ : في فرنسا الدولة لا تمول المدارس التي تكون رجال الدين المسيحيين وبالتالي الأمر نفسه ينطبق على تكوين الأئمة. الأمر مخالف للمبادئ العلمانية التي تقوم عليها فرنسا، أي المساواة بين الديانات جميعا. والدولة الفرنسية لا تتدخل في طريق تنظيم الديانات لنفسها أو شؤون تسييرها .

 

هل استمد العاهل المغربي محمد السادس فلسفته للإسلام من والده الملك الراحل الحسن الثاني ؟

جاك لانغ : لقد كان الحسن الثاني أول من منح هذه الفلسفة هذه القوة الثقافية والرؤية الشاملة. ويكفي التمعن في مقدمة دستور سنة 2011 للتأكد من هذا المعطى. فالبمجمل يمكن أن نفهم أن المغرب يسعى ‘‘ للحفاظ على هويته الوطنية الكاملة غير المجزأة ‘‘ و على ‘‘ دولته الإسلامية السيادية ‘‘ بالاعتماد على مكوناته ‘‘ العربية - الإسلامية والأمازيغية والصحراوية – الحسانية ‘‘ لكن أيضا على روافده ‘‘ الافريقية والأندلسية والعبرية والمتوسطية ‘‘. وهذه الرؤية تشع الآن في افريقيا، وكم أتمنى أن نضع تصورا مماثلا للهوية يوما في فرنسا .

الكثير من المثقفين، ككريم الكروي مؤلف كتاب ‘‘ إسلام فرنسي ممكن ‘‘ أو جيل كيبيل يشتكون من ضعف تلقين اللغة العربية في المدرسة، لدرجة أن الأسر المسلمة تضطر إلى وضع أبنائها في مدارس قرآنية أو بالمساجد لتعلمها بشكل سليم. هل هذه استقالة من هذه المهمة أم فشل للدولة الفرنسية ؟

جاك لانغ : عندما كنت وزيرا للتعليم بين 2000 و 2002 ، رفعت نسبة أساتذة اللغة العربية إلى 43 في المائة. هنا في معهد العالم العربي في باريس أسست قسما لتعليم اللغة العربية ترأسه سيدة تعمل بنشاط كبير. نعم، أتأسف على هذا الوضع، لقد تم التخلي عن اللغات لفائدة الانجليزية فقط في التعليم العمومي. ومن تسلموا بعدي منصب وزارة التعليم لم يتحمسوا كثيرا لتعليم اللغة العربية بالطريقة الأمثل، بحجة أنه لا توجد حالة مستعجلة لتبني هذا التصور .

 

ترجمة سعيد نافع

(عن باري ماتش )