من أجل ثقافة إيكولوجية مسؤولة لدى التلاميذ.. مدارس جهة البيضاء سطات تفتح  أبوابها ل"قافلة الماء" 

عبد الواحد الدرعي الأربعاء 27 مارس 2024

نظمت وكالة الحوض المائي لأبي رقراق والشاوية، بتنسيق مع الاكاديمية الجهوية للتربية لجهة الدار البيضاء وسطات، أول أمس الثلاثاء قافلة أقسام الماء وهي حملة واسعة النطاق تهم جميع المؤسسات التعليمية الواقعة بالأقاليم التابعة للنفوذ الترابي للوكالة، وقد تم إعطاء الانطلاقة الرسمية لهذه القافلة من مجموعة مدارس لبسابس بجماعة تيزغة إقليم بنسليمان.

وتروم القافلة ترسيخ سلوكيات ايكولوجية مسؤولة لدى التلاميذ، من أجل إحداث تغيير في سلوكياتهم تجاه الماء من أجل الاقتصاد في استعماله والقطع مع جميع أشكال هدر المادة الحيوية وتتضمن هذه القافلة، تقديم عروض حول الموارد المائية بحوض أبي رقراق والشاوية وزيارات لبعض المنشآت ورشات للرسم والصباغة، وضع لوحات تحسيسية داخل الأقسام حول ضرورة تغيير السلوك من أجل الاقتصاد في الماء توزيع منشورات تحسيسية على التلاميذ وكبسولات تحسيسية وتوعوية.

وفي هذا الصدد نظمت وكالة الحوض المائي لام الربيع بشراكة مع 9 مديريات إقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة برنامجا تحسيسيا امتد من 15 إلى 24 مارس 2022 من أجل التعبئة والتحسيس بأهمية ترشيد استعمال الماء وتنمية الوعي لدى الأجيال الناشئة بالدور الأساسي الذي يضطلع به، واستهدف هذا البرنامج ما يقارب 5000 تلميذ نظرا للدور المحوري الذي تلعبه هذه الفئة من المجتمع في هذا الشأن، وذلك عن طريق سلسلة من الأنشطة التي تناولت ورشات ومسابقات ثقافية وفنية حول مواضيع متصلة بالمحافظة على الموارد المائية، تحت شعار "الأقسام الزرقاء: جميعا من اجل جيل صديق للماء".

كما تم تنظيم قافلة تحسيسية للحد من استنزاف المياه الجوفية وتقنين استعمالها وضرورة تامين الآبار والاثقاب المائية حفاظا على سلامة المواطنين والتي تندرج حسب المنظمين، تحت نفس الموضوع الذي اختارته منظمة الأمم المتحدة هذه السنة وهو "الموارد المائية الجوفية جعل الغير مرئي مرئيا".

وحطت هذه القافلة التحسيسية رحالها بمجموعة من الأسواق والتجمعات السكانية وذلك بغية توعية وتحسيس الساكنة عامة وفئة الفلاحين خاصة بضرورة المحافظة على الموارد المائية الجوفية وعدم استنزافها باعتبارها مخزونا استراتيجيا بالإضافة إلى التذكير بأهمية ترشيد استعمال الماء والاستعمال المعقلن لهذه المادة الحيوية وحث المواطنين على الالتزام بالتدابير والإجراءات اللازمة لتأمين سلامة الابار والأثقاب المائية للحفاظ على سلامتهم.

البرنامج الوطني للتزويد بالماء الشروب ومياه السقي (2020-2027)، تم إعداده وتقديمه إلى جلالة الملك، بتاريخ 13 يناير 2020، كمرحلة أولى للمخطط الوطني المائي الذي سيكلف تنزيله غلافا ماليا يبلغ 115 مليار درهم.

وقد تم تخصيص اعتمادات إضافية هامة رفعت ميزانيته الإجمالية إلى 143 مليار درهم، بتعليمات ملكية سامية رمت إلى تسريع وتيرة هذا البرنامج، وتحيين محتوياته في جلسة عمل خصصت لتتبع أشغاله ترأسها جلالته بتاريخ 09 ماي 2023.

وبعد ثلاث سنوات من إعداده، خصص لهذا البرنامج، الذي كان موضوع جلسة عمل برئاسة جلالة الملك محمد السادس، يوم الثلاثاء 9 ماي الماضي، استثمار إضافيا كبيرا هذه السنة، رفع ميزانيته الإجمالية إلى 143 مليار درهم، وذلك بهدف تسريع هذا البرنامج وتحديث تناسقه.

ويشمل ذلك بالأساس تسريع مشروع ربط الأحواض المائية لسبو وأبي رقراق وأم الربيع، وبرمجة سدود جديدة وتحديث تقديرات كلفة حوالي عشرين مشروع سد مبرمج، بالإضافة إلى تعزيز التزويد بالماء الصالح للشرب بالمناطق القروية وتسريع مشاريع تعبئة المياه غير التقليدية، من خلال برمجة محطات تحلية مياه البحر وزيادة قدرات إعادة استخدام المياه العادمة المعالجة.

من خلال هذه المشاريع والعديد من الإجراءات الأخرى المرتقبة، يتضح أن البرنامج يهدف إلى تحسين البنية التحتية الوطنية للمياه واستغلال المياه الجوفية، كما أن البرنامج يشكل أيضا ابتكارا رئيسيا للحد من الهدر وتقليص الخسائر من المياه العذبة التي تقدر بملايين الأمتار المكعبة التي تلقى في المحيطات أو التي يتم فقدها.