اختتام الدورة الرابعة لملتقيات الشعر الجهوية (جهة كلميم واد نون)

مجيدة أبوالخيرات الثلاثاء 26 مارس 2024


احتضن المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بكلميم، فعاليات المنتدى الحواري "الشعر والتربية: ديداكتيك النص الشعري"، والتأم ثلة من الباحثين والأساتذة، ضمن لحظة حوارية تفاعلية في افتتاح فعاليات الدورة الرابعة لملتقيات الشعر الجهوية، والتي تنظمها دار الشعر بمراكش وتندرج ضمن تظاهرة: "ست جهات.. ست ملتقيات شعرية".
واحتضنت جهة كلميم واد نون دورتها الرابعة، احتفاء باليوم العالمي للشعر، وبتنسيق خلاق مع المديرية الجهوية لقطاع الثقافة جهة كلميم واد نون. وشهدت فعاليات الدورة الرابعة تنظيم قراءات شعرية وفقرات موسيقية وندوة محورية ترتبط بأسئلة الشعر والتربية وتدريسية النص الشعري، ومعرض لإصدارات دار الشعر بمراكش ودائرة الثقافة بالشارقة، وحفل تكريم الناقد إدريس الناقوري، والباحثة الدكتورة العزة بيروك.

وتندرج هذه البرمجة الجديدة، والتي أطلقتها دار الشعر بمراكش سنة 2021 في دورة أولى، ضمن تظاهرة "ست جهات.. ستة ملتقيات شعرية جهوية"، للاحتفاء بالشعر المغربي وبالشعراء المغاربة، بمزيد من الانفتاح على حساسيات وتجارب القصيدة المغربية الحديثة، وعلى مختلف أنماط الكتابة الشعرية، وبانفتاح بليغ على مختلف التجارب الشعرية وأجيالها المشكلة لشجرة الشعر المغربي الوارفة. مبادرة ثقافية تسعى الى الاحتفاء بالتنوع الثقافي المغربي، وتشجيع وتحفيز الأصوات الشعرية الجديدة، وتوسيع قاعدة الفعل الثقافي في اعتماده على القرب، ومد إشعاع الدار الى مختلف الجهات الترابية التابعة لها.

ست جهات مغربية جنوبية، ستشهد ملتقيات شعرية جهوية، في مبادرة نوعية غير مسبوقة، تسعى الى خلق تقاليد ثقافية جديدة تتناسب وراهن المشهد الثقافي اليوم في المغرب، ولتجسير الهوة بين الشعر ومتلقيه.
واحتضن المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بكلميم، الخميس 21 مارس، ضمن فقرة منتدى الملتقى: محاورات عرفت مشاركة ثلة من الباحثين: بوزيد الغلى، محمود جدي، العزة بيروك، مراد المتيوي. ويأتي هذا المنتدى الحواري، لهذه التظاهرة الشعرية، استمرارا للحوار المعرفي المفتوح، الذي أطلقته دار الشعر بمراكش، السنوات الماضية ضمن الدورات السابقة. كما شكل هذا اللقاء مناسبة قارب خلالها المشاركون العلاقة بين الشعر والتربية، وبحث آليات تدريس النص الشعري بالمؤسسات التعليمية، وتسليط الضوء على الأهمية التي تكتسيها القصيدة في المنظومة التربوية.

وأكد مدير دار الشعر بمراكش، عبدالحق ميفراني، في افتتاح الفعاليات، أن هذا المنتدى الحواري يشكل مناسبة لمقاربة موضوع راهني يهم علاقة الشعر بالتربية، مضيفا أن هذا اللقاء هو أيضا فرصة بالنسبة للباحثين لسبر أغوار هذا العلاقة وبسط طرق تدريسية النص الشعري، بما يفتحه على قيم الشعر في علاقتها بالناشئة وبمجالات التربية والتعليم ومن جانبه أبرز مدير المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين، عبدالجليل شوقي، أهمية احتضان المركز لهذا الملتقى الثقافي الذي يشكل فرصة بالنسبة للمتدربين والمتدربات لفتح آفاق من أجل التفكير في موضوع تدريس النص الشعري وتنمية التربية الجمالية والذوقية، "وهو موضوع يكتسي أهمية بالغة على اعتبار أن النص الشعري هو من الكفايات المهمة التي نسعى إلى إرسائها لدى المتدربين بالمركز الجهوي."

وتوقف الباحثون خلال هذا اللقاء الذي عرف حضور عدد من المتدربين والمتدربات وأطر تربوية بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين، عند أهمية تدريس القصيدة بالمؤسسات التعليمية، والصعوبات التي تعيق التلميذ في تلقي النص الشعري وكيف يمكن تجويد عملية تدريس هذا النص وتلقيه.
وفي هذا السياق، أكدت الباحثة العزة بيروك، في مدخلة حول أهمية وجود الشعر الحساني في منظومة التربية والتكوين، على أهمية إدراج القصائد الشعرية في المقررات الدراسية ومنها الشعر الحساني من أجل حماية التراث الحساني والحفاظ على هويته من الاندثار، داعية الباحثين والمهتمين إلى إصدار معاجم حسانية، وكذا البحث والتنقيب عن الشعراء المغمورين وتدوين أعمالهم في هذا المجال من أجل استثمارها والاستفادة منها في الدراسة.
وإلى جانب افتتاح معرض خاص بالإصدارات الشعرية والنقدية لمنشورات دائرة الثقافة في الشارقة التقى عشاق الشعر ديوان شعري مصغر لنخبة من شعراء الجهة، ضمن احتفاء بمختلف الحساسيات والأجيال. وهكذا شارك ضمن فقرة "مؤانسات شعرية"، الشعراء: حميد الشمسدي، اسماعيل هموني، خديجة بلوش، هشام الدللوري. وتواصلت الفعاليات بإلقاء كلمتي اليونيسكو وبيت الشعر في المغرب، والتي حملت توقيع الشاعر الإيطالي الكبير جوسيبي كونتي، فيما احتفت فقرة "سحر لغنا" بمشاركة الشعراء: الطاهر لخنيبيلا، محمد الغيث اكين، أحمد محمود باهنين، العالية طوير.
وقدم الفنان أيوب بوشان ومصطفى أكادر بعضا من مقاطع تراثية حسانية روحانية. فيما احتفت فقرة "توقيعات" بإصدارات الشعراء حمزة ابن وعبداللطيف الصافي وهشام الدوللوري، ديوان "ترنيمتان للصحراء" والصادر عن منشورات دائرة الثقافة في حكومة الشارقة وديواني "ثلاث مقامات من سيرة الوجع" و"المشاء".