كل ماتود معرفته عن الفيضانات الكارثية في ليبيا

الأحداث المغربية السبت 16 سبتمبر 2023
No Image

طرابلس, 16-9-2023 (أ ف ب) - اجتاحت شرق ليبيا فيضانات أودت بحياة الآلاف في مدينة درنة وحدها جراء العاصفة "دانيال" التي أطاحت بسدين ففاضت مياههما وجرفت مع الأمطار والسيول أجزاء واسعة من المدينة.

في الآتي، ما نعرفه عن هذه الفيضانات وتبعاتها.

وصلت العاصفة "دانيال" بعد ظهر الأحد إلى الساحل الشرقي لليبيا وضربت مدينة بنغازي قبل أن تتجه شرقا نحو مدن في الجبل الأخضر (شمال شرق)، مثل شحات (قورينا) والمرج والبيضاء وسوسة (أبولونيا) ودرنة وهي المدينة الاكثر تضررا.

كانت درنة تعد مئة ألف نسمة قبل وقوع الكارثة.

ليل الأحد الاثنين، انهار سدان رئيسيان على نهر وادي درنة الصغير بنيا في سبعينيات القرن الماضي ما تسبب في انزلاقات طينية ضخمة دم رت جسورا وجرفت العديد من المباني مع سكانها.

وحالت طرق مقطوعة وانهيارات أرضية وفيضانات دون وصول المساعدة إلى سكان المدن المتضررة.

أعلن مسؤولون من السلطات في شرق البلاد تقديرات مختلفة لعدد الضحايا.

وأعلن وزير الصحة في حكومة شرق ليبيا عثمان عبد الجليل، ليل الجمعة السبت تسجيل 3166 قتيل ا.

من جهتها، أعلنت منظمة الصحة العالمية في بيان السبت العثور على جثث 3958 شخصا والتعرف على هوياتهم، وقالت إن "أكثر من تسعة آلاف شخص في عداد المفقودين"، بدون أن تحدد مصدر هذه الأرقام.

وتشر د 30 ألف شخص على الأقل، بالإضافة إلى ثلاثة آلاف شخص في البيضاء وأكثر من ألفين في بنغازي، وهي مدن تقع إلى الغرب، وفقا للمنظمة الدولية للهجرة.

وتضرر 884 ألف شخص بشكل مباشر من الكارثة، بحسب المنظمة.

حو لت البنية التحتية المتهالكة والمباني التي شي دت خلال العقد الأخير من دون الالتزام بقواعد التنظيم المدني وعدم الاستعداد لمواجهة كارثة طبيعية، مدينة درنة إلى مقبرة مفتوحة.

وقال رئيس المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة بيتيري تالاس الخميس "كان من الممكن تفادي سقوط معظم القتلى". وأضاف أن سنوات النزاع في ليبيا "دم رت إلى حد كبير شبكة الأرصاد الجوية" وكذلك أنظمة الكمبيوتر.

السدان اللذان انهارا كانت تظهر عليها تشققات منذ العام 1998، وفق ما أعلن المدعي العام الليبي الصديق الصور الذي فتح تحقيقا لكشف الملابسات.

وكانت شركة تركية قد باشرت أشغالا بعد تأخير استمر سنوات، لكن الأشغال توقفت مع بدء الانتفاضة الليبية في العام 2011، ومذ اك الحين لم ت ستأنف.

وتشهد ليبيا التي تملك أكبر احتياطي من النفط في إفريقيا، فوضى منذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011.

وتحكم البلاد منذ أكثر من سنة حكومتان متنافستان: واحدة في الغرب برئاسة عبد الحميد الدبيبة معترف بها من الأمم المتحدة، وأخرى في الشرق يرأسها أسامة حم اد بتكليف من البرلمان ودعم من المشير خليفة حفتر.

وتمركزت ميليشيات في عدد من المدن الليبية، بعضها من التيار الإسلامي المتطرف كما في درنة مع "أنصار الشريعة" ثم عناصر تنظيم الدولة الإسلامية الذين طردتهم عام 2018 قوات المشير خليفة حفتر.

بدأت المساعدات الدولية تصل إلى ليبيا بعيد الكارثة.

وحط ت في بنغازي طائرتان محم لتان مساعدات وصلتا من الإمارات وإيران، وفق مراسلة وكالة فرانس برس.

وأعلنت منظمة الصحة العالمية وصول 29 طنا من المعدات الطبية إلى بنغازي التي تبعد نحو 300 كلم عن درنة.

كذلك أرسلت فنلندا وألمانيا ورومانيا مساعدات.

ووصلت طائرات محم لة مساعدات أرسلتها مصر والأردن والكويت.

وعرضت الجزائر وفرنسا وإيطاليا وقطر وتونس والولايات المتحدة تقديم مساعدات.

وأطلق مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة نداء لجمع أموال تزيد عن 71 مليون دولار لتأمين مساعدة فورية إلى حوالى 250 ألف شخص هم الأكثر تضررا جراء الفيضانات التي نتجت من العاصفة "دانيال"، محذرا من وضع "كارثي".

تأتي الفيضانات الكبرى في ليبيا في أعقاب إعصار متوسطي "ميديكين"، وهو ظاهرة مناخية نادرة إنما مدمرة يعتقد العلماء أنها ستزداد حدة في عالم يزداد احترارا.

هذا المصطلح غير معروف لعامة الناس، لكن العلماء وخبراء الأرصاد الجوية يستخدمونه بانتظام، وهو عبارة عن دمج كلمتي "المتوسط" و"إعصار" بالانكليزية.

إضافة إلى رياحها العاتية، تكون هذه الظاهرة مصحوبة بأمطار غزيرة. وكان منسوب أمطار العاصفة دانيال قد بلغ 170 ملم من المياه في أقل من يومين في برقة الواقعة في شمال شرق ليبيا حيث الأمطار نادرة جدا في هذا الموسم.

يقول علماء إن حرارة سطح المياه في شرق البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي في مطلع أيلول/سبتمبر أعلى من المعتاد بمقدار درجتين أو ثلاث درجات مئوية، وهو ما يعتقد أنه أعطى دفعا قويا للعاصفة دانيال.