ذكاء !

من صميم الأحداث الاثنين 14 أغسطس 2023
No Image

مايحدث في الدوري السعودي الممتاز يستحق كثير الانتباه، لأنه فعلا أمر أضحى مالئا للدنيا وشاغلاللناس.

الدولة السعودية قررت، بتوجيه من ولي العهد هناك محمد بن سلمان، ووفق رؤية 2030 أن تراهن علىميادين حياتية كثيرة من أجل أن تنتقل بالمجتمع السعودي من حال إلى حال.

يمكننا دون أدنى مبالغة أن نسميها ثورة حداثية حقيقية، في مجتمع ظل حتى سنوات قليلة خلت يفرضعلى النساء أن يغطين أيديهن وماظهر من أرجلهن وإلا تكلفت شرطة النهي عن المنكر والأمر بالمعروف ب"تأديبهن" وفق تصورها للأمور.

من الميادين الحياتية التي قررت السعودية أن تفتحها كوة للحياة بالإضافة إلى الثقافة والفن والترفيه، عالمالكرة، وقد اهتدت إلى فكرة سبقتها إليها الولايات المتحدة الأمريكية بداية السبعينيات من القرن الماضيحين تم استقدام الأسطورة بيليه والقيصر بيكنباور وغيرهما من كبار الكرة حينها بمبالغ كانت تبدو خياليةآنذاك إلى أندية مثل "كوسموس" وغيرها في بلاد لم تكن تعترف أصلا بكرة القدم، ولاتعرف إلا البيزبول وكرةالسلة وكرة القدم الأمريكية.

نفس الأمر تنهجه السعودية الآن مع ارتقاء كبير في المبالغ المالية والتحفيزات، ومع تطور حقيقي فيالتواصل حول صفقات رونالدو وبنزيمة وبقية أساطير الكرة العالمية حاليا، الذين التحقوا بالتجربةالسعودية وقرروا تشجيعها والذهاب معها حتى الختام، مع الاستفادة الكبرى منها بطبيعة الحال.

آخر التطورات هي أن قناة عالمية مثل "كنال بلوس" الفرنسية التي كانت تنقل الدوريات الكبرى فقط، وقعتعقدا لمدة سنتين لنقل الدوري السعودي الممتاز، وفق صفقة مفيدة للطرفين: المملكة ستحظى بنقل أكثراحترافية من النقل العربي العادي، ومجموعة بولوري (صاحب كنال بلوس) ستخرج من ضائقة مالية خانقةتهددها منذ سنوات.

هل نذكركم أن عملاقي الكرة المغربية (الوداد والرجاء) خرجا من كأس الملك سلمان الدائر حاليا في السعوديةمن أدوار متقدمة وأن ثلاثة أندية من هناك وصلت إلى المربع الذهبي؟

لانعتقد أننا بحاجة لهذا التذكير. فقط نقول هنا إنها خطوة ذكية جدا من السعودية تسير على منوال خطوةقطر الذكية التي أوصلتها حتى تنظيم كأس العالم، وعلى منوال خطوات الإمارات الذكية التي جعلت من أبوظبي ودبي عواصم اقتصادية حقيقية للعالم.

باختصار، عالمنا العربي يحتاج هذا الذكاء الآن، والمغرب كان سباقا إليه، رغم تواضع مقدراتنا المالية، التيكنا نعوضها بنبوغ مغربي جعلنا دائما في صدارة عناوين العالم، ومونديال السيدات الحالي، وقبلهمونديال قطر، مجرد نموذجين لما يمكن أن يصنعه عالمنا العربي والإسلامي حين يقرر التصرف بذكاء.

فقط لاغير.