بنعيسى يشيد بالمبادرات الشجاعة للمغرب والإمارات لنشر ثقافة التعايش والتسامح

الجمعة 10 مارس 2023
No Image

AHDATH.INFO

في كلمته التي ألقاها خلال "ندوة التسامح والتعايش السلمي" بالإمارات أكد وزير الخارجية السابق، محمد بنعيسى على دور الدول العربية والإسلامية في إرساء قيم التسامح والتعايش ، مشيرا أن الأمر يتسم بمسؤولية مضاعفة بالنظر لما تشهده المنطقة لعربية والإسلامية، من تنامي النزاعات والتوترات، ومظاهر العنف والاحتراب والاقتتال ، وما يخيم عليها من استمرار سلوكيات الغلو والتشدد ، مع استفحال النزوعات الطائفية والمذهبية الضيقة ، إلى درجة لم يعد بإمكان المراقب المتتبع أن يتنبأ بمآلات هذا الوضع المؤسف والمؤلم.

واضاف بنعيسى :" لقد شاهدنا كيف تشتت كيانات في منطقتنا العربية ، وكيف تمزقت وحدة شعوبها وتحولت إلى فصائل وطوائف متحاربة ، على أرض الوطن الواحد.وشاهدنا كيف تتمدد الفوضى، أمام حالة من التخاذل الكبير في معالجتها من لدن أبناء الوطن الواحد.".

وحمل بنعيسى طبيعة التنشئة التي تلقتها الأجيال،في مناطق من جغرافية العالم العربي والإسلامي، مسؤولية ما يقع اليوم، معتبرا أن التنشئة بعيدة عن ثقافة التسامح والتعايش، والقبول بالآخر، سواء كان هذا الآخر طائفة من طوائف نفس الوطن ، أو كان يمثل ثقافة أو دينا أو عرقا أجنبيا، مؤكدا أن الحل يكمن في التنشئة والتربية والتعليم لصناعة أجيال عربية، مشبعة بمبادئ التسامح والتعايش ، تحملها في عقلها وضميرها ، وتنضبط لمتطلباتها ، وتجعل منها خطا أحمر، في سلوكها الاجتماعي والمدني والسياسي.

وأضاف بنعيسى أن" المطروح علينا اليوم وبإلحاح، هو كيف يمكننا أن نطور قيمنا ومدركاتنا وتصوراتنا ومناهجنا التربوية والتعليمية ، حتى تصبح متناغمة مع قيم التسامح وثقافة التعايش ، لأنها مع ثقافة الحوار و التواصل، هي الأساس الحقيقي والمتين، لكل حياة ديمقراطية،إذ لا ديمقراطية بدون إرساء قواعد التعايش بين أبناء الأمة الواحدة ، وبينهم وباقي البشرية. فالديمقراطية لا يمكن اختزالها فقط في الأحزاب ، والنقابات ، والانتخابات ، ووجود برلمانات ومجالس وهيآت منتخبة ، وإنما هي قبل كل شيء سلوك مدني ، يقوم على مبادئ التعايش والتسامح، والتساكن والرحمة، ورسوخ القناعة بفضيلة تحمل الاخر والقبول به.

. ومن ثمة تصبح فكرة التسامح، نقيضا للعنصرية والتسلط

و أكد بنعيسى على دور المواطن في إشاعة قيم التسامح والتعايش مع غيره،سواء من أبناء وطنه الأم ، أو زواره أو المرتبطين معه بعلاقات اقتصادية وتجارية ،أو سياحية أو سياسية أو المنخرطين معه في تحالفات إستراتيجية ، اقتضتها ضرورة حماية السيادة الوطنية ، وأمن البلاد وازدهارها ، وتموقعها في صدارة دول العالم الوازنة.

وفي ختام كلمته أشاد بنعيسى بالمبادرات الشجاعة التي قامت بها المغرب والإمارات، من أجل

إشاعة ثقافة التسامح والتعايش ، سواء لدى المواطن ، أو لدى المقيمين على أرضهما من مختلف الأجناس والديانات والثقافات، مشيرا أن المبادرات الرائدة لجلالة الملك محمد السادس، ومواقفه الإنسانية الداعمة لمبادئ التسامح والتعايش ، تستحق كل الإشادة والثناء والتنويه.