التاريخ الأسود لحفيد مانديلا.. أو حين تشبث نظام المساخيط بمسخوط جده

نافع سعيد الاحد 15 يناير 2023
No Image

AHDATH.INFO

يكفي أن تمسك اسم زفيلي فيليلي ماندلا مانديلا على أي محرك بحث على الشبكة العنكبوتية، لتطلع بسهولة بالغة على سجله الكثيف في إثارة المشاكل العائلية والفضائح الجنسية والمقامرة بإسم الزعيم الإفريقي الكبير نيلسون مانديلا، وكيف حوله إلى سجل تجاري، زايد به أينما حل وارتحل ومنذ أن كان مراهقا، إلى أن أصبح كهلا اليوم.

zwelivelile mandla mandela الذي استقدمه نظام الكابرانات المنحط والمتمايل الماسك بمصير الناس في دولة الجزائر المسكينة، في افتتاح مسابقة الشان التي تحتضنها الجارة يوم الجمعة الماضي ليتفوه بكلام ساقط عن المغرب بطريقة ملتبسة ولا تخلو من أثر الإجرام الاستخباراتي والعسكري لأجهزة نظام القمع والدم الجزائرية، يمكن تلخيص ماضيه الأسود في مقولة المغاربة الخالدة ‘‘مسخوط والديه وجدو وعائلتو‘‘. ففي الوقت الذي كان فيه الزعيم نيلسون مانديلا على فراش الموت، قام الحفيد بجمع رفاة ثلاثة من أبناء مانديلا (أعمامه) من مدينة ‘‘كونو‘‘ في جنوب إفريقيا حيث كان الزعيم مانديلا قد أوصى بدفن جثمانه وحيث كانت الجثامين الثلاثة قد وضعت سلفا، ونقلهم إلى قرية بعيدة شكلت مسقط رأسه هو، وهي قرية ‘‘مفيزو‘‘ وشرع في التخطيط لدفنهم هناك، ثم نقل جثمان مانديلا فيما بعد ليدفن في نفس القرية، ضدا على وصيته، وهو ما كان قد أسال الكثير من المداد في الإعلام الجنوب إفريقي، على ضوء المنازعات العائلية التي تسبب فيها ‘‘مسخوط الوالدين‘‘ (مجلة صانداي وورلد البوتسوانية عدد غشت 2012). تداعيات هذا السلوك الخطير والأرعن، دفعت عائلة مانديلا إلى متابعة الحفيد في المحاكم، وبالفعل تم إصدار حكم ضده بإعادة رفاة أعمامه إلى المكان الذي كانت فيه فيما قبل وهو مدينة ‘‘كونو‘‘.

وكانت القضية قد أثارت ضجة فجنوب افريقيا أنذاك وتحولت إلى حديث الساعة في البلاد، وتحول الحفيد إلى هدف يومي للصحافة المحلية التي شنت عليه هجوما قويا، لأنها تزامنت مع احتضار مانديلا الذي كان على فراش الموت والعائلة مجتمعة حوله ، فيما كان المسوط خونا يخطط لخطف رفاة أبناء مانديلا

سجل زفيلي فيليليي ماندلا مانديلا الحافل بالمشاكل والفضائح لا يتوقف عند سرقة رفاة أعمامه وجده ومحاولة المتاجرة بها إذ كان يعتزم إقامة مؤسسة سياحية قرب مدافنهم يشرف عليها من أجل استدرار مداخيل ‘‘ غير أخلاقية‘‘ بالأساس، بل إنه تطاول على باقي أفراد عائلته حين قرروا متابعته في المحاكم، لذلك قام بجمع لفيف من الصحفيين أصدقاءه وأقام ندوة صحفية بتاريخ 5 يوليوز 2014، تهجم فيها على والديه البيولوجيين، وذهب إلى حد اتهام شقيقه ‘‘مبوزو‘‘ البالغ من العمر آنذاك 17 سنة، بإقامة علاقة زنا محارم مع زوجته هو ‘‘اناييس غريمود‘‘ وهي العلاقة التي قال أنها انتهت بحمل غير شرعي. زوجة ‘‘المسخوط‘‘ غادرت بيت الزوجية بعد هذا الاتهام، وإلى حدود الساعة مازال يرفض الاعتراف بأبوته وتأدية واجبات النفقة الواجبة عليه كما نص عليها القضاء الجنوب افريقي في جلسة 15 مارس 2016. المسخوط لم يتوقف عند هذا الحد، بل هاجم شقيقه الثاني ‘‘ندابا‘‘ مدعيا أنه ليس شقيقا شرعيا لأنه نتاج علاقة غير شرعية أيضا جمعت والده بامرأة متزوجة.

سنة 2020 بثت قناة بي بي سي البريطانية تحقيقا حول مسار ‘‘المسخوط‘‘ الحافل بالمشاكل والفضائح، وكشفت عن الأجزاء المظلمة والخفية في حياته. جاء في التحقيق أنه أصبح فاحش الثراء بفعل مساهماته في شركات مشبوهة داخل وخارج جنوب إفريقيا، ويمتلك عدة عقارات في عدة دول، بالإضافة إلى استحواذه على مداخيل قبر جده نيلسون مانديلا، الذي استطاع أن يحوله إلى مزار وشيد مركبا سياحيا حوله إلى مصدر مداخيل هامة في ‘‘كونو‘‘ هذه المرة، وهو الموضوع الذي مازال يشكل مسطرة نزاع في القضاء جنوب إفريقي إلى اليوم، خصوصا عمته، شقيقة الزعيم مانديلا، التي تصر على أن ‘‘المسخوط‘‘ لا يمثل العائلة، وأن شكوكا تحوم أصلا في شرعية انتمائه إليها.