باش كيحلموا المغاربة؟ .. تقرير يرصد أربع مطالب أساسية لشباب المملكة

بنزين سكينة الجمعة 19 ديسمبر 2025

 قدمت جمعية مواطنين، حصيلة جولاتها الوطنية التي همت كل جهات المملكة لتقريب الصورة من تطلعات الشباب وأحلامه وأولوياته، وذلك بمشاركة 2399 مغربية ومغربي متوسط أعمارهم 21 سنة،79 في المائة منهم طلبة، 4 في المائة من رواد الأعمال، 10 في المائة أجراء، و7 في المائة من فئة "نيت" وهم الشباب خارج خانة الدراسة والعمل والتدريب المهني، وذلك ضمن  تقرير حمل عنوان "باش كيحلموا المغاربة؟"

التقرير الذي استند على شهادات شباب ينحدر من 66 مدينة وقرية مغربية،إلى جانب شباب من مغاربة الخارج، أحصى ما مجموعه 1212 حلما خلال 101 لقاء ضمن  مقهى المواطنة، حيث أفرزت هذه الشهادات أربع تحديات هيكلية كبرى كما جاءت على لسان شباب المملكة، ويتعلق التحدي الأول بالمطلب التعليم، حيث عبر الشباب عن استيائهم من هشاشة البنيات التحتية، وعدم ملاءمة البرامج التعليمية والفوارق القائمة بين الوسطين الحضري والقروي، مع المطالبة بمدرسة حديثة قادرة على تحفيز  الإبداع وتحسين قابلية التشغيل، حيث تنظر هذه الفئة للتعليم كأساس لكل تحول اجتماعي واقتصادي.

وفي حلمهم/ مطلبهم الثاني، أكد الشباب على حاجتهم إلى فرص عمل كريمة ودعم حقيقي لريادة الأعمال، حيث ينظر الشباب إلى البطالة وعدم الاستقرار على أنهما مصدر قلق عام، مطالبين بوظائف مستقرة إلى جانب آليات تمويل ودعم لإنشاء مشاريعهم الخاصة معتبرين العمل شرطا للكرامة والاستقلالية.

وفي الحلم / المطلب الثالث، أكد الشباب على ضرورة توفير الولوج العادل إلى نظام صحي مجاني وذي جودة، حيث أشاروا  لضعف نظام الرعاية الصحية و الفوارق بين المناطق، إلى جانب نقص متابعة الصحة النفسية لمواجهة العزلة، التوتر والمعاناة النفسية المتزايدة التي جعلتهم  يطالبون بخدمات صحية قريبة شاملة تركز على الوقاية والعلاج والدعم النفسي، بهدف تقليل الفوارق الإقليمية وتحقيق الرفاه الفردي والجماعي.

وفي المطلب الرابع عبر الشباب عن إحباطهم من إقصائهم عن اتخاذ القرارات، مع التأكيد على رغبتهم في  آليات مؤسسية تضم مجالس شبابية، وميزانيات تشاركية، و منصات رقمية للتشاور، معتبرين المشاركة المواطنة محركا للديمقراطية الحية والشاملة.

وأكد القائمون على هذا التقرير، أنه مصمم ليكون أداة مرجعية لمرافقة التفكير والعمل والترافع، في ظل إمكانية استخدامه بطرق مختلفة من طرف جهات متعددة، بالنسبة للسلطات العمومية والمنتخبين يمكن الرجوع إليه لتحديد الأولويات وتكييف السياسات العمومية والترابية وفقا للواقع المحلي وتوقعات السكان، ما يخدم مسار تقوية شرعية القرارات المستندة على آراء المواطنين وتطلعاتهم .

وأشار التقرير أن فكرة مقاهي المواطنة التي أتاحت لقاء المئات من شباب المملكة، أظهرت أن صوت المواطن يشكل موردا استراتيجيا أساسيا لبناء مستقبل المغرب، حيث سلطت المبادرة الضوء على شباب ملتزم بعمق ومدرك لحقوقه ومستعد للعب دور فاعل في التغيير الاجتماعي والسياسي.

وقد مكنت المقاربة الشاملة  والترابية لمقاهي المواطنة من التقاط تنوع الواقع الإقليمي والاجتماعي، حيث شكل كل صوت شهادة ومساهمة تمثل عنصرا أساسيا من مادة مواطنة جماعية، ذات شرعية وقيمة استراتيجية.