في خطوة غير مسبوقة في مجال الشفافية الرقمية، كشفت منصة X (تويتر سابقاً) عبر التحديث الأخير الذي يتيح إظهار بلد منشأ الحسابات، عن معطيات لافتة تتعلق بانتشار حسابات وهمية وصفحات موجهة تستهدف المغرب بشكل مكثف، اتضح أنها تُدار من الجزائر وقطر ودول أخرى، رغم ادعائها تمثيل الرأي المغربي أو الحديث باسم المغاربة.
التحديث الجديد، الذي تم تعميمه خلال الأيام الأخيرة، يمنح المستخدمين القدرة على معرفة البلد الذي انطلق منه الحساب أو المكان الذي تتمّ إدارته منه. وبمجرد تفعيل الخاصية على عدد من الحسابات التي تنشر محتوى عدائياً تجاه المغرب، ظهرت الجزائر كأحد أبرز البلدان التي تنشط منها شبكات الهجوم الرقمي على المملكة، إلى جانب حسابات أخرى تشير بياناتها إلى أنها تدار من قطر رغم تقديم نفسها باعتبارها جزءاً من المشهد المغربي.
وقد أظهرت المعطيات أن هذه الحسابات كانت تنشر محتوى يتراوح بين التحريض، والتشويه، وترويج الأخبار المضللة، إضافة إلى محاولة خلق رأي عام مصطنع حول ملفات سياسية ودبلوماسية مرتبطة بالمغرب، مستغلة طبيعة المنصة وسهولة إنشاء حسابات وهمية أو منسقة دون هوية واضحة.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1667386526530-0'); });
وتفاعل عدد كبير من رواد منصة X مع هذا التحديث، معتبرين أنه خطوة هامة لكشف “الحرب الرقمية الخفية” التي تُشنّ على المغرب من خارج حدوده، خصوصاً من طرف جهات إعلامية أو مجموعات ضغط رقمية لا تعلن عن هويتها الحقيقية. وأشار مستخدمون إلى أن الحسابات التي تم تحديد بلد منشئها تشارك في نشر معلومات مغلوطة حول ملفات استراتيجية مثل قضية الصحراء المغربية، العلاقات الإقليمية للمغرب، أو السياسات الداخلية.
وفي الوقت الذي لم يصدر فيه أي توضيح رسمي من السلطات في الجزائر أو قطر حول ما تم كشفه، اعتبر مراقبون أن هذه الحملة جزء من صراع إعلامي ورقمي متجدد يستهدف المسّ بصورة المغرب وخلق تشويش على مساره السياسي والدبلوماسي في المنطقة، لا سيما في ظل التطورات الإقليمية الراهنة.
كما اعتبر خبراء الأمن الرقمي أن الخطوة التي اعتمدتها X تُشكل تحوّلاً في فهم عمليات التأثير الخارجي عبر مواقع التواصل، إذ بات بالإمكان الربط بين المحتوى والحساب والبلد الذي يدار منه، مما يحدّ من قدرة الشبكات المنسّقة على التخفي وراء هويات مزيفة.
ويُنتظر أن تطرح هذه التطورات نقاشاً واسعاً حول الأمن المعلوماتي، وكيفية تعاطي المغرب مع الحملات الرقمية القادمة من الخارج، في وقت أصبحت فيه المعارك الافتراضية جزءاً مركزياً من التنافس السياسي والجيوستراتيجي بين دول المنطقة.