البروفيسور بنجلون:أوضاع القارة شكلت الدافع لولادة المنتدى الإفريقي لبرلمان الطفل ضمن رؤية ملكية إنسانية ترى في الشباب أولوية

سكينة بنزين تصوير عصام كرامة الجمعة 21 نوفمبر 2025

 

أكدت البروفيسور غزلان بنجلون ، نائبة رئيسة المرصد الوطني لحقوق الطفل، أن الإيقاع الجديد الذي فرضته التكنولوجيات الحديثة، جعلت من جيل اليوم أكثر جرأة وأكثر قدرة على التعبير عن احتياجاته، مضيفة " نحن كبالغين لم نولد في زمن الانترنيت والذكاء الاصطناعي، لذلك علينا تجنب الحنين إلى الماضي الذي ولى وانقضى".

أحلام الجيل الجديد

وأكدت بنجلون في كلمتها صباح اليوم الجمعة 21 نونبر 2025 بالرباط، خلال افتتاح الدورة الأولى من المنتدى الإفريقي لبرلمان الطفل، المنعقد تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، وتحت الرئاسة الفعلية لصاحبة السمو الملكي الأميرة لالة مريم، أن وقائع اليوم تفرض تبنى رؤية تتماشى مع أحلام الجيل الجديد لفهم واقعه وأحلامه، وذلك لتهيئته من أجل حمل مهام الغد، بدل استبعادهم من مسارات التفيكر وصنع القرار، منبهة من أن الوصاية عليهم قد تسمح بعودة النماذج القديمة البعيدة عن احتياجاتهم الحقيقية.

ودعت نائبة المرصد الوطني لحقوق الطفل البالغين إلى التفكير مع الأطفل، بدل التفكير عنهم، مشيرة أن هذا  المنتدى الأول من نوعه على المستوى القاري، يندرج في صلب الرؤية المتبصرة لجلالة الملك الإنسانية والأخوية، التي تجعل من فئة الشباب أولوية لا جدال فيها، ومن التعاون الإفريقي ركنا أساسيا للتنمية والتضامن.

صناعة التغيير

وأوضحت ذات المتحدثة، أن المرصد تحت توجيهات الأميرة للا مريم، بصفتها الرئيسة الفعلية، يرى أن حقوق الطفل لا تقتصر على حقه في  الحماية والتعليم والتغذية فحسب، بل على الحق في سماع صوته واستشارته ومشاركته في اتخاذ القرارات التي تمس حاضره ومستقبله، مشيرة أن الورشات التي ينظمها المرصد كشفت قدرة هذه الفئة على استيعاب المصطلحات التشريعية وأبعاد مشاريع القوانين ومقتضياتها.

وأكدت بنجلون، أن الأطفال ليسوا مجرد حضور جميل في الصورة، أو عامل يستدعى لإثارة الانفعال العابر والتعاطف، بل هو انسان في طور النمو والنضوج، له قدرات خاصة واحتياجات وحقوق غير قابلة للتصرف، ما يفرض على المتعاطين مع الطفل الانخراط في تغيير عميق خلال التعاطي مع قضايا الطفل، من خلال تجاوز المقاربة  التي تقتصر على الحماية، إلى مقاربة تشاركية تجعل من الطفل فاعلا حقيقيا في صناعة التغيير.

الاستثمار في شباب المستقبل

وأوضحت بنجلون التي كانت تتحدث أمام أزيد من 170 ضيفا إفريقيا يمثل 28 بلدا، أن مهام المرصد خلال هذه السنة داخل القارة الافريقية، جعلته يقف على مدى التشابه بين أوضاع القارة السمراء، حيث تحديات الأطفال نفسها والطموح ذاته، ما يجعل من القارة محط إعجاب بفضل كفاءات نسائها ورجالها وأطفالها الذين يتحلون بقوة داخلية تستحق الإعجاب، وهو ما شكل الدافع لولادة هذه الفكرة تحت الرؤية الملكية المتبصرة، التي جعلت من هذه الخطوة فضاء للحوار والوحدة ،وذلك انطلاقا من قناعة راسخة مفادها أن افريقيا هي مستقبل العالم بثرواتها الطبيعية والبشرية.

 وأشارت نائبة رئيسة المرصد الوطني لحقوق الطفل، أن المنتدى نداء لتحمل المسؤولية الجماعية، ما يتيح فرص الازدهاد للأطفال والاستثمار في شباب القارة لرسم ملامح إشعاعها في المستقبل كمنوذج رائد في حقوق الطفل وحمايته بعيدا عن الشعارات، كما أن المنتدى حسب المتحدثة سيكون فرصة لبناء شراكات وعقد شبكات تعاون لإشراك الأطفال في صنع القرارات " لأن الطفولة الافريقية هي القلب النابض لمستقبلنا المشرتك"