أشرف المغربي!

بقلم: المختار لغزيوي الجمعة 21 نوفمبر 2025
malhouda
malhouda

كلنا تابعنا بتأثر بالغ كلمة عميد المنتخب الوطني المغربي، أشرف حكيمي، وهو يتلقى جائزة أفضل لاعب في إفريقيا، الأربعاء الماضي في "تبكنوبوليس" الرباط من يد موتسيبي وإنفانتينو رئيسي "الكاف" و"الفيفا". 

كلنا لمحنا في جزء من عين أشرف دمعة غالبها ولم تخرج، فيما انهارت دموع أخيه صادقة، لأن حكيمي كان يريد أن يلعب كأس إفريقيا التي ستقام على أرضنا، وبين جماهيرنا، وهو في كامل جاهزيته. 

ونحن كنا في الكوتديفوار، يوم أخرجتنا جنوب إفريقيا بعد ضربة جزاء أهدرها الكابيتانو أشرف، ونعرف أنه عاهد نفسه منذ ذلك اليوم أن يحمل الكأس القارية الغالية هنا في الرباط، عاصمة المملكة المغربية.

لذلك يحمل اليوم حكيمي مع الأمل في الشفاء السريع من الإصابة ألما كبيرا وحقيقيا في دواخله، إذ لا يتخيل ألا يكون جاهزا لكان المغرب، ولا يتخيل ألا يساعد مدربه وزملاءه ومنتخب بلاده في التتويج بهذه الكأس. 

ومع أملنا نحن المغاربة، ومعنا عشاق الكرة الجميلة والأخلاق الرفيعة في كل مكان من العالم، في شفاء أشرف وقيادته المنتخب منذ اللقاء الأول في "الكان"، إلا أننا من الآن نقول إنه وفي حالة صعوبة هذه العودة، فإن روح أشرف المغربي ستحل في كل لاعبي النخبة، وسيفعل الجميع المستحيل لكي يهدوا "الكابيتانو" وقبله طبعا، ملك وشعب المغرب، الكأس الغالية التي ينتظرها الوطن كله منذ 1976. 

وحقيقة يشعر المرء بالفخر الشديد أن يرى روحا وطنية عالية مثل هذه عند لاعب فعل كل شيء في كرة القدم العالمية، ولم يعد لديه ما يثبته أو يؤكده، لكنه، مثل أي مغربي حر، ومثل أي مغربية حرة، يعرف أن لديه في العنق دينا كبيرا تجاه الوطن لا بد من رده.

وانقلها بكل تمغربيت واضحة: الشيء في الواقع من مؤتاه لا يستغرب، فهذا المصاحب دوما وأبدا بوالدته الفاضلة ورضاها، رضع من ثدي الحرة المغربية معنى الانتماء إلى المغرب، ومعنى الدفاع، كل في مجاله، عن صورة المغرب، وعن راية المغرب، لذلك لا تشوب حبه للوطن شائبة. 

ومن بين الذين تحدثوا ذلك الأربعاء، ربما كان حكيمي الأقل قدرة على الخطابة الفصيحة، لكنه فعلا كان أكثر واحد أثر في الجميع، لأنه لم يتحدث بلسانه، بل ترك لقلبه أن يتولى مهمة ترجمة كل أحاسيسه، وقد نجح القلب الصادق، الشجاع، الحر، في إيصال الرسالة/ الدرس. 

رسالة ودرس يقولان لنا إن لدينا محاربين شجعانا وأسودا حقيقية تعرف ما الذي ينتظره الشعب المغربي منها، وهي ليست بحاجة لأي تذكير من طرفنا بأهمية المهمة، وبأهمية النجاح فيها.

لسبب ما لا أعلمه، ازداد اطمئناني بعد كلمة أشرف المؤثرة. 

ولا أدري إن كان هذا الإحساس سيصيب، لكنني متأكد من صواب أمر واحد على الأقل: هذه الروح هي التي نحتاجها للعب كأس إفريقيا والفوز بها، البقية، كل البقية هي فعلا مجرد تفاصيل.

شكرا أشرف، ومبروك التتويج المستحق أنت وحارس العرين ياسين بونو، و "ديما مغرب" بطبيعة الحال.