أكد الأستاذ والباحث أحمد الدافري، خلال مشاركته على قناة ميدي1 تيفي، لمناقشة فعالية المعرض الدولي لكتاب الطفل والشباب في دورته الثالثة بالدار البيضاء، أن حضور اليونسيف في هذه الدورة بالضبط هو رسالة تعني أن المغرب يتجه نحو ترسيخ حق الطفل في القراءة، وفق اتفاقية دولية لحقوق الطفل، تتمثل في إشراك الطفل ليكون فاعلا على المستوى الثقافي والفني.
وأضاف الدافري أن الرسالة الثانية التي يمكن استخلاصها هي أن اليونسيف عندما تحضر ضيف شرف في هذه الدورة، فهذا يعني أن هناك ثقة دولية في هذا المعرض وفي المغرب بشكل عام، تساهم في ترسيخ الحقوق التقافية والفنية للطفل على مستوى الاستفادة، فيمكن للمغرب بطبيعة الحال أن يستفيد من خبرة اليونيسيف على مستوى معايير الجودة العالمية.
وأكد الدافري أن الحديث عن معايير الجودة العالمية، هو أن الإنتاج الموجه للطفل والشباب، يجب أن يكون خاضعا لمجموعة من المعايير على مستوى المحتوى، الجودة، المفاهيم، المضامين، وعلى مستوى ما يمكن أن تلقينه للطفل، وعندما يتم تزويده بآليات للإدراك والفهم وبالمعلومات الكفيلة ببناء شخصيته وبنمو ذهنه، يجب أن تكون المادة التي يتغدى بها فكريا وذهنيا، خاضعة لمقاييس دولية، فبالتالي حضور اليونسيف في هذه الدورة تعني بأن هناك تأطيرا عاما ودقيقا لمستوى ما يمكن أن يعرض في هذا المعرض.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1667386526530-0'); });
وابرز الدافري أن الكتاب الموزع بالمعرض، في إطار الكتاب المدرسي، هو بالتأكيد خاضع للجان للفحص والتدقيق وهناك نوع من الدينامية في هذا الإطار بحيث أنه حتى الكتاب المدرسي الموجه للطفل والشباب، فهو يخضع لرؤية يمكن أن نلاحظ بأن فيها ما هو بداغوجي، وكذلك حتى على مستوى التقافة الجهوية فكل منطقة يمكن أن يكون لها كتابها الخاص، بحيث أنه حتى على مستوى الحكايات والقصص وعلى مستوى الإرث التقافي وفن القول، واستثمار كل هذه المعطيات الثقافية داخل كل جهة يمكن أن يبقى أولا الطفل مرتبطا بجهته وإقليمه، ثم بعد ذلك يتم تزويده بكل ما له علاقة بما هو وطني، ثم ما هو عالمي، دولي، كوني، إنساني.
ونبه الدافري إلى أن هذه المحاولات الآن تواجه بعض الصعوبات على مستوى التوزيع، حيث أن المدن الكبرى فقط هي التي تتوفر على مكتبات قادرة على أن تجلبها، وأن الزبائن ومنهم الآباء والأمهات الذين يحاولون أن يقتنوا بعض هذه الإنتاجات، يلاحظون وجود نوع من التقصير على مستوى توزيعها خصوصا في المناطق النائية.
من جهة أخرى، أبرز الأستاذ الدافري أنه في المغرب، المناخ مهيئ للاندماج في المنصات التعليمية المتواجدة على الفضاء الرقمي العالمي، فقد أصبح الأطفال منذ نعومة أضافرهم مرتبطين بشاشات الهواتف، وشاشات الألواح الإلكترونية، وحتى على مستوى الألعاب الإلكترونية يمكن لكل هذه الوسائط الرقمية أن تستثمر في التحول إلى مادة من أجل تغذية الطفل، اذ أنه على مستوى الكتب، هناك الكتب الرقمية، وهي موجودة الآن عالميا.
وفي هذا الإطار، أشار الدافري إلى أن الكتب الرقمية باتت منتشرة بشكل كبير، لدرجة انه "نكاد نفتقد الآن إلى الكتاب الورقي لأنها مسألة تاريخ، فدائما نتساءل الآن هل يمكن لعالم الإنتاج الورقي، أن يندثر ويحل محله عالم الإنتاج الإلكتروني والكتاب الإلكتروني" لكن مع ذلك هناك إرادة من قبل المنظمات الدولية في المحافظة على هذا الإنتاج الورقي، والكتاب الموجه خصوصا للطفل والشباب، نظرا لأن له خصوصية حتى على المستوى الحفاظ على الصحة، البيئة، والحفاظ على مجموعة من المكتسبات المرتبطة بالتاريخ وبالإرث التقافي للكتاب.
بسؤاله حول كيفية جعل من ممارسة القراءة ممارسة يومية لا تقتصر على مثل هذه المناسبات، شدد الأستاذ الدافري على أن الأمر أولا يتعلق بالأسرة، فالجانب الأول يتعلق بكيفية تحفيز الطفل وهو ما زال صغيرا على القراءة، والقراءة في هذا الإطار تكون مرتبطة بالمؤسسات التعليمية، كذلك بمؤسسات المجتمع المدني وبدور الشباب، ومرتبطة بوسائل الإعلام، ويجب أيضا الإكثار من المسابقات التي تدفع التلاميذ والأطفال الى أن يلتهموا الكتب، اذ انه لا مجال لتطوير صناعة كتاب الطفل والشباب إلا من خلال الأسرة والمؤسسة التعليمية والمجتمع المدني ووسائل الاعلام.
وخلص الدافري الى ان التحدي اليوم، هو اخراج الكتاب من المعارض والمكتبات الكبرى لصل إلى أطفال المناطق النائية، ولذلك يجب على شبكة التوزيع أن تعاون مع مؤسسات تدبير الشأن المحلي في المناطق النائية، بحيث يجب أن تكون هناك في نهاية الأسبوع دائما معارض في المناطق النائية، وتخصيص محلات خاصة لتحفيز الأطفال على القراءة بثمن إما أن يكون بسيط او مجاني، لتقريب الأطفال أسبوعيا من عادة القراءة، كما يجب ايضا ان يكون هناك انفتاح على المبدعين الذين لهم هذه القدرة على الكتابة للطفل، وتشجيع المؤلفين والكتاب الذين يمكن أن يصنعوا محتوى جيد وملائم.
لمشاهدة المداخلة كاملة:
https://youtu.be/uNVx3Cb9Ni0?si=ezWKN52kjo3HLXgY