انطلقت مساء السبت 15 نونبر 2025، بفندق مارتشيكا بمدينة الناظور، فعاليات الدورة الرابعة عشرة للمهرجان الدولي لسينما الذاكرة المشتركة، في أجواء احتفالية راقية جمعت بين الفن والإبداع والبعد الإنساني الذي يميز هذه التظاهرة الثقافية الدولية.
وفي مستهل حفل الافتتاح، ألقى عبد السلام بوطيب، رئيس المهرجان، كلمة أكد فيها على أهمية استمرار هذا الموعد السينمائي في ترسيخ قيم الذاكرة والعدالة وفتح حوار إنساني بين الشعوب عبر لغة الصورة. وذكّر بأن مركز الذاكرة المشتركة من أجل الديمقراطية والسلم ظلّ على الدوام فضاءً حراً لمناقشة قيم السلام، وترسيخ ثقافة العدالة الانتقالية والمصالحة، وبناء أسس العيش الكريم.
كما أبرز الدور الذي أصبح يلعبه المهرجان في الترويج للنقاش الديمقراطي من خلال الفن السابع، وتوسيع مساحات الحوار بين الثقافات.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1667386526530-0'); });
وأشار بوطيب إلى أن انعقاد الدورة الرابعة عشرة هذا العام يأتي على إيقاع الانتصارات الكبرى التي يحققها المغرب بقيادة جلالة الملك محمد السادس، وخاصة على الجبهة الوحدوية، حيث يواصل المغرب ترسيخ خطواته بثبات في الدفاع عن سيادته، مدعوماً بالدعم الدولي المتزايد لمبادرة الحكم الذاتي باعتبارها حلاً جدياً وواقعياً وذا مصداقية.
وشكّل الحفل لحظة قوية بتسليم الجائزة الدولية للديمقراطية إلى عمر عزيمان، مستشار جلالة الملك محمد السادس، اعترافاً بإسهاماته في تعزيز قيم الحكامة وبناء الدولة الحديثة، وقد حظي هذا التتويج بإشادة واسعة من الحاضرين.
كما عرف الافتتاح تكريمات متميزة، من أبرزها تكريم الشيخة الشاعرة سعاد الصباح، إحدى أبرز الرموز الثقافية في العالم العربي، وقد تسلّم ابنها سمو الأمير وسام التكريم نيابة عنها، في لحظة مؤثرة عكست التقدير الكبير لإسهاماتها الشعرية والثقافية.
ومن جهة أخرى، تم تكريم الممثل العالمي ذو الأصول المغربية سعيد التغماوي، احتفاءً بمساره السينمائي الدولي وإسهامه في التعريف بالطاقات المغربية على الساحة العالمية، و احتفى المهرجان، ايضا بالمخرج المغربي عبد الرحمان التالي، اعترافاً بما قدمه للسينما الوطنية من أعمال تحمل بصمة فنية متميزة وتعالج قضايا إنسانية واجتماعية بعمق وإبداع.
ولم يخل الحفل من لمسات فنية أطربت الحضور، حيث تخللته فقرات موسيقية وغنائية، إلى جانب لوحات راقصة لفنون الفلامينكو قدمتها فرقة – نساء البحر الأبيض المتوسط، مزجت فيها بين الإيقاعات المتوسطية وروح الفولكلور الأصيل.
وشكل حفل الافتتاح فرصة سانحة لتقديم لجان التحكيم الثلاثة، المتعلقة بالافلام الطويلة، ليلى الكيلاني، والفيلم الوثائقي الذي ترأس لجنته، الوزيرة الفرنسية السابقة وذات الأصول المغربية، نجاة بلقاسم، ثم لجنة الفيلم القصير والذي تترأسه الجامعية نادية لمهدي
وبهذا الافتتاح المميز، يؤكد المهرجان الدولي لسينما الذاكرة المشتركة بالناظور مكانته كواحد من أبرز المواعيد السينمائية التي تجمع بين الإبداع الفني والرهانات الإنسانية الكبرى، في احتفاء مستمر بذاكرة الشعوب وتعدد روافدها.