احتضنت مدينة السمارة حدثا استثنائيا يجسد عمق الدور الريادي للمملكة في بناء مستقبل القارة، برئاسة عامل الإقليم الدكتور إبراهيم بوتوميلات، انعقد المنتدى الأفريقي رفيع المستوى حول العدالة الانتقالية، التي تجسد محطة تاريخية تزامنت مع احتفالات الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء.
وشهد المنتدى حضورا لامعا ضمّ شخصيات سياسية وأكاديمية ومدنية بارزة، من بينهم رئيس المجلس الإقليمي للسمارة سيدي محمد سالم البيهي، ورئيس المجلس الجماعي مولاي إبراهيم شريف، ورئيسة جماعة أمكالة فاطمة سيدة، إلى جانب وفود أفريقية رفيعة المستوى من الدول الصديقة، وشخصيات من المجتمع المدني، وشيوخ وأعيان القبائل الصحراوية، وفاعلين محليين.
فبعد الاستماع للنشيد الوطني، افتتح الدكتور بوتوميلات الجلسة بكلمة رحب فيها بالحضور، مستعرضا البعد التاريخي والإنساني لمسار العدالة الانتقالية في القارة الأفريقية، كما سلّط الضوء على معاناة الشعوب الأفريقية من الاستعمار، مبرزا تجربة الأقاليم الجنوبية للمملكة التي توجت بالمسيرة الخضراء المجيدة بقيادة المغفور له الملك الحسن الثاني، كنموذج مشرف وفريد للتحرر السلمي واسترداد الحقوق.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1667386526530-0'); });
وأكد العامل أن النهضة التنموية الشاملة التي تشهدها الأقاليم الجنوبية تجسد رؤية جلالة الملك محمد السادس في ترسيخ العدالة المجالية والتنمية المتوازنة، ضمن النموذج التنموي الجديد للمملكة.
كما قدم رئيس المجلس الإقليمي للسمارة عرضا مفصلا حول الدينامية التنموية بالإقليم، مبرزا أن السمارة أصبحت نموذجا للتدبير المحلي الفعال، بفضل المشاريع المهيكلة التي حولتها إلى مركز حضاري متكامل في قلب الصحراء.
كما أبرز رئيس جماعة السمارة ورئيسة جماعة أمكالة في كلمتيهما الأبعاد التاريخية للذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء، مشيرين إلى أن تخليد هذه المناسبة في إطار منتدى أفريقي يعمق الروابط بين المغرب وأشقائه الأفارقة، ويبرز الدور الريادي للمملكة في ترسيخ قيم السلم والعدالة والتعاون جنوب-جنوب.
واختتمت فعاليات المنتدى بتوصيات هامة دعت إلى تعزيز التعاون الأفريقي في مجالات العدالة الانتقالية والتنمية المستدامة، مع التأكيد على أهمية تبادل الخبرات بين الدول الأفريقية في مسارات المصالحة وبناء المستقبل المشترك، وتوج اللقاء بالتقاط الصور التذكارية التي جسدت روح الأخوة الأفريقية والتلاحم الوطني، محفورة في سجل الذاكرة الجماعية كشاهد على محطة تاريخية في احتفالات السمارة بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة.