جرى، مساء يوم أمس السبت بالرباط، تقديم وتوقيع كتاب "مغربيات ملهمات.. وجوه ومسارات" للكاتب والإعلامي إبراهيم بنحمو، وذلك خلال لقاء ثقافي نظمته شبكة المقاهي الثقافية بالمغرب، بحضور عدد من الفاعلين في حقول الثقافة والفن والإعلام.
وشارك في تنشيط فقرات هذا اللقاء، الذي قام بتأطيره رئيس شبكة المقاهي الثقافية بالمغرب نور الدين أقشاني، كل من مؤلف الكتاب، إلى جانب الإعلامية نادية أبرام والكاتب والناقد عبد الرحمان بنونة، اللذين قدما قراءتين في مضامين الكتاب وأبعاده الفكرية والأدبية.
ويشكل هذا الكتاب، الصادر حديثا عن دار المناهل بالرباط، والواقع في 120 صفحة من القطع المتوسط، ثمرة تجربة إعلامية تمتد لسنوات، إذ يجمع بين دفتيه مجموعة من البورتريهات والحوارات والتغطيات الصحافية التي توثق لمسارات نساء مغربيات تميزن في مجالات متعددة في بلدان الخليج العربي، ولاسيما في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث اشتغل المؤلف مراسلا معتمدا لوكالة المغرب العربي للأنباء بين سنتي 2017 و2021.
وأكد المؤلف، في كلمة بالمناسبة، أنه سعى من خلال هذا العمل إلى "تتبع مسارات كوكبة من النساء المغربيات الاستثنائيات اللواتي تألقن في مجالات متنوعة، من الرياضة والعلوم إلى الإعلام والفن والهندسة".
وأضاف أن "مغربيات ملهمات" ليس "مجرد تجميع لنصوص صحافية، بل هو سرد إنساني يستحضر قصص نجاح حقيقية موثقة بصور وتواريخ، ليقدم للقارئ فسيفساء من الوجوه النسائية التي صنعت التميز"، مبرزا أن هذا العمل "يأتي عرفانا بالمرأة المغربية التي تواصل تأكيد حضورها في مختلف مواقع الإبداع والمسؤولية".
من جهته، استحضر عبد الرحمان بنونة، في قراءته للكتاب، طبيعة هذا العمل الإبداعي والتوثيقي وجنسه الأدبي، متوقفا عند عنوان المؤلف الذي قال إنه "يختزل روح الكتاب ويعكس جوهره، إذ أنه يحيل إلى العبقرية والنبوغ اللذين يميزان مسارات النساء اللواتي تناولهن المؤلف في بورتريهاته".
وأضاف أن الكاتب "وفق تماما في اختيار عنوان مكثف ودال يلخص مضامين العمل ويثير فضول القارئ منذ الوهلة الأولى".
وعن حبكة النص، أكد بنونة أن الكتاب "يجمع بين خصائص الكتابة الصحافية ودقة السرد الأدبي، في توليفة أسلوبية تجمع بين التوثيق واللغة الوجدانية"، مبرزا أن إبراهيم بنحمو "اختار لغة عذبة تميل إلى التعبير الأدبي في صيغته السردية، وهو ما انعكس في نصوص تنبض بالحياة وتلامس القارئ بلغة أدبية راقية دون أن تفقد بعدها التوثيقي".
وخلص الناقد إلى أن القيمة المضافة لهذا العمل تكمن في كونه "مرجعا محفزا لنساء أخريات على المثابرة وشحذ الهمم، علاوة على كونه يبرز غيرة الكاتب على وطنه واعتزازه بالمرأة المغربية، من خلال إبرازه الوجه المشرق للمغربيات اللواتي جسدن بتجاربهن قيم الإصرار والتميز والإبداع".
وبدورها، اعتبرت الإعلامية نادية أبرام، كتاب "مغربيات ملهمات" بمثابة "وثيقة نوعية تضيء جوانب من تجارب نساء مغربيات استطعن تحقيق التميز"، مبرزة أن الكاتب نجح في تقريب القارئ من نماذج لمغربيات ناجحات ومتألقات.
وأكدت أن "الكتابة عن المرأة ليست مهمة يسيرة" لأنها "تتطلب حسا إنسانيا عاليا"، لافتة إلى أن هذا الكتاب يمثل إرثا رمزيا ومعرفيا للأجيال المقبلة، ودعوة لمواصلة الحديث عن المرأة المغربية في بعدها الإنساني والحضاري بما يخدم رقي المجتمع وتطوره.
يشار إلى أن إبراهيم بنحمو من مواليد إقليم طاطا، وهو حاصل على دبلوم الدراسات العليا من المعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط (1996)، واشتغل صحافيا بوكالة المغرب العربي للأنباء لأزيد من عقدين من الزمن شغل خلالها، على الخصوص، مسؤولية رئاسة قسم التحرير الأمازيغي (2013-2017)، ومراسلا بالإمارات العربية المتحدة (2017-2021). وحصل بنحمو سنة 2013 على الجائزة الوطنية الكبرى للصحافة (صنف الإنتاج الأمازيغي)، والجائزة الوطنية للثقافة الأمازيغية.