الرد على مطالب شباب "جيل زيد" يبدأ من تواصل الحكومة معهم، ويمر عبر تقديم إجابات شافية على كل أسئلتهم، ويصل بنا جميعا - شيبا وشبابا وأناسا في المنتصف - إلى تحديد كيفية الوصول إلى الاستجابة لكل المطالب العادلة، أو لجلها في حال استعصى الرد على كل شيء.
ليس هناك أي حل سحري آخر. أما الاكتفاء من جهة بالتجاهل والمنع والتوقيف قبل إطلاق السراح، ومن الجهة الأخرى بالتصعيد غير المقبول من طرف أي مغربية وأي مغربي اللذان احترما في هذه الحركة الشبابية إيمانها بالسلمية، فأمر لن يسير بأي منا إلى الأمام.
بالعكس، هو سيجرنا إلى وراء قطعنا معه، وتخلصنا منه، ومن المستحيل أن تجد من بين قرابة أربعين مليون مغربيا يحيون فوق هذه الأرض الكريمة من يقبل بالعودة إليه.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1667386526530-0'); });
حل الإشكال اليوم يمر أيضا عبر تواري بعض الوجوه التي أساءت لكل التحركات السابقة، وشوشت عليها، والتي وصلتها رسالة شباب "جيل زيد" واضحة هذه المرة: "السورف"، أو ركوب الأمواج رياضة تمارس في البحر وليس في المظاهرات، عبر حضور غير نافع إلا في سرقة نضال الأجيال واحدا بعد الآخر.
من حلول الإشكال، أيضا، الاقتراب أكثر لفهم طريقة حديث وتحرك هؤلاء الشباب، والعمل على امتلاك بعض من أدوات تحركهم وحديثهم هذا، لأن البون بدا شاسعا بينهم وبين الأجيال الأخرى التي يفترض أنها هي التي ستتواصل معهم من أجل مطالبهم، والتي هي مطالب الناس بشكل عام في المغرب.
من حلول إشكال اليوم فتح أبواب الإعلام العمومي لهذا النقاش، وطبعا نعرف صعوبة الأمر، بل ربما استحالته، لذلك يجب التفكير في حل له، وإقناع من بيدهم حل وعقد التلفزيون مثلا أن هذا الجيل الذي لا يشاهد التلفزيون أصلا، هو جيل مستغن عن التواصل التقليدي، وأن الرابح الحقيقي من فتح الباب له هو إعلامنا التقليدي الذي يجب أن ينتهز هذه الفرصة لكي يغير ما يجب وما يمكن تغييره.
أخيرا، هذه فرصة للمغرب، وليست ضده، من أجل تقديم درس مغربي جديد من الدروس التي ألفنا تلقينها للكون كله؛ درس رحابة واستماع وتواصل، وتعهد حقيقي وفعلي بالاستجابة للمشروع من المطالب، وتوضيح صعوبة ما ليس ممكنا تحقيقه اليوم، والاستغناء عن تصعيد لن يربح أي مغربي منه أي شيء.
نعول مجددا على نبوغ بلدنا، شيبا وشبابا، ومغاربة في المنتصف، نعيدها، من أجل العبور الآمن، رفقة "جيل زيد"، ورفقة كل الأجيال، نحو مستقبل ينادينا وينتظرنا، وهذه هي طريقته في النداء، وفي إعلان انتظاره لنا.
لنا، جميعا، ودون أي استثناء، نحن… المغاربة.