لم يعد الإستياء من التجاوزات داخل بعض المستشفيات العمومية حكرا على روادها الذين يشتكون الإهمال وبطء تقديم خدمات العلاج، حيث انخرط الأطباء بدورهم في انتقاد التجاوزات التي تعرفها بعض المصالح، والتي كان آخرها النداء الذي تقدم به الدكتور أحمد الجرمومي، الطبيب المقيم بمصلحة جراحة الأطفال بمستشفى الأطفال التابع للمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد بالدار البيضاء.
الطبيب المتضرر على غرار عدد من زملائه من سوء تدبير المصلحة، وجه الشكر للجهات التي سارعت للتجاوب مع شكايات سابقة، منبها لمحاولات إسكاته وداعيا لتدخل ملكي يحسم التجاوزات التي وصفها بالخطيرة، والتي دفعت عددا من الأطر إلى المغادرة أو التفكير في المغادرة، ما يعمق من إشكالية الخصاص التي تحاول الوزارات المتعاقبة تداركها دون جدوى.
وأشار الطبيب الشاب، أن الاختلالات والخروقات والممارسات غير القانونية التي يعرفها مستشفى الأطفال بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد، باتت تهدد سلامة الأطفال في ظل انسحاب الأطر الطبية التي لم تعد قادرة على مواجهة الوضع، حيث عمد البعض إلى تغيير التخصص أو الاستعداد للهجرة.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1667386526530-0'); });
وتفاعلا مع نداء الطبيب، ساءلت النائبة البرلمانية عن الفريق الاشتراكي المعارضة الاتحادية، لطيفة الشريف ، وزير الصحة والحماية الاجتماعية، أمين التهراوي، حول التدابير التي ستتخذها الوزارة من أجل فتح تحقيق عاجل وشفاف في هذه الادعاء الخطيرة، إلى جانب الإجراءات المزمع اتخاذها لمحاسبة كل من ثبت تورطه في هذه الخروقات.
ويأتي سؤال النائبة في ظل تفاعل حقوقي كبير مع الموضوع على مواقع التواصل، خاصة في ظل التحركات التي يقوم بها وزير الصحة، والتي لاقت استحسانا واسعا من طرف المواطنين المستائين جودة الخدمات المقدمة بالمستشفيات العمومية.
وفي ذات السياق، جددت النائبة قلوب فيطح، عن حزب الأصالة والمعاصرة، الإشارة لكون اسم مستشفىعبد الرحيم الهاروشي بمدينة الدار البيضاء، بات مرتبطا بالإهمال وسوء المعاملة وغياب الأطر الطبية الكافية، إلى جانب الافتقار إلى أبسط المعدات الاستشفائية اللازمة، وهو ما يهدد سلامة المواليد والأطفال، وقد كانت آخر الأخبار المحزنة القادمة من المستشفى قد أشارت لوفاة طفلة حديثة الولادة في قسم النساء والتوليد بسبب عدم توفر المستشفى على حاضنة اصطناعية، وهو ما أحدث صدمةً لدى عائلة الضحية، رغم بحثها المضني بإمكاناتها الخاصة، عن الحاضنة الاصطناعية لكن دون جدوى.
وساءلت فيطح وزير الصحة حول الإجراءات المتخذة بهدف فتح تحقيق شفاف حول ملابسات وفاة المولودة بسبب غياب الحاضنات الاصطناعية في قسم النساء والتوليد بمستشفى عبد الرحيم الهاروشي، وعن التدابير المتخذة لتوفيرها على سبيل الاستعجال حتى لا يتكرر ما جرى.