الورياغلي: مشروع إعادة تنظيم المجلس الوطني للصحافة خطوة ضرورية لإعادة بناء قطاع صحافي قوي ومستقل

حكيمة أحاجو- تصوير سمير الغازي الخميس 10 يوليو 2025
الورياغلي
الورياغلي

قالت فاطمة الزهراء الورياغلي، مديرة نشرمجموعة finance news، إنه في ظل التحولات المتسارعة التي يشهدها قطاع الصحافة بالمغرب، تبرز أهمية مشروع إعادة التنظيم الذي يقوده المجلس الوطني للصحافة، والذي أخذ على عاتقه مهمة طرح إشكاليات هذا القطاع الحيوي، الذي ساهم بشكل كبير في تعزيز ديمقراطية البلاد منذ التسعينات عبر جرائد حزبية وصحف مستقلة.

وأوضحت الورياغلي، أن أزمة الصحافة ليست وليدة المجلس الوطني للصحافة، بل هي أزمة عايشها القطاع منذ سنوات طويلة، خاصة مع ظهور منصات التواصل الاجتماعي عام 2017، والتي أدت إلى تراجع المقروئية، وأزمة الإشهار التي ضربت السوق الصحفي، بالإضافة إلى تداعيات جائحة كوفيد-19 التي زادت من تعقيد الوضع.

وأشارت فاطمة الورياغلي إلى أن الوقت حان لتنظيم القطاع بشكل فعال، خاصة بعد التجربة التي عاشها الصحفيون خلال جائحة كوفيد 19، حيث شعر الجميع بالدهشة والتحديات في كيفية التعامل مع هذه الأزمة.

وأضافت أن الدولة كانت تبحث عن مخاطب واضح، مما دفع الجمعية المغربية للناشرين إلى تقديم مشاريع تنظيمية وتكوينية للمهنيين، وأسفرت هذه المشاريع عن نتائج مثمرة رغم الظروف الصعبة.

وشددت الورياغلي، على أن النموذج الذي يمكن أن يحقق الصلابة والاستقلالية للصحافة هو مؤسسة صحافية منتجة وفعالة ومستقلة، تعمل كمقاولة مساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

في هذا الإطار، أكدت على أهمية وجود قانون ينظم المجلس الوطني للصحافة بشكل واضح، مستندة إلى تجربتها كعضو في المجلس منذ أكتوبر 2018، حيث مرت التجربة الحالية للمجلس الوطني بفترة إعداد نظامه الداخلي لمدة سنتين، ثم جاءت فترة كوفيد وما تلاها من تمديد وإحداث لجنة مؤقتة لتسيير شؤون قطاع الصحافة والنشر، مبرزة أن التجربة الحالية عرفت اختلالات يجب تصحيحها.

ولفتت فاطمة الورياغلي إلى أن تراجع المقروئية كان أحد الأسباب الرئيسية التي أدت إلى ضعف الصحافة الورقية، حيث استحوذت الشبكات الاجتماعية والمنصات الرقمية على اهتمام الجمهور، ما أثر سلباً على إيرادات الإشهار التي بقيت محدودة.

وأكدت على ضرورة تدخل الدولة والوزارات والمؤسسات لشراء الإشهار بشكل يدعم الصحافة الوطنية، خاصة أن لديها ميزانيات قوية يمكن توجيهها لدعم القطاع.

وشددت المتحدثة أن الصحافيين المغاربة يمتلكون قدرات كبيرة ويعملون في مختلف أنحاء العالم، لكنهم بحاجة إلى تحفيز ودعم مادي ولوجيستيكي.

وترى مديرة نشر مجموعة "فينونس نيوز"، أن النقاش الحقيقي يجب أن يتركز حول قانون الصحافي المهني، الذي يضمن حقوق الصحفيين ويحفزهم على تقديم محتوى مهني وذو كفاءة عالية، وليس فقط على الدعم المالي الذي أصبح ضرورياً للحفاظ على العاملين في القطاع.

ورغم التحديات، عبرت فاطمة الورياغلي عن تفاؤلها بإمكانية إصلاح القطاع خلال السنوات القادمة، مؤكدة أن هناك رغبة قوية في مواكبة التطورات المهنية والتكنولوجية التي تشهدها الدولة.

في هذا الصدد دعت إلى بناء مؤسسات صحافية مهيكلة تلتزم بأخلاقيات المهنة، مع التركيز على دعم المقاولات الصحافية الصغيرة والمتوسطة، وفتح المجال للجميع دون استثناء، بهدف تطوير القطاع الصحفي بشكل شامل ومستدام.

واعتبرت أن مشروع إعادة تنظيم المجلس الوطني للصحافة، هو خطوة ضرورية لإعادة بناء قطاع صحافي قوي ومستقل، قادر على مواجهة تحديات العصر الرقمي، ودعم الصحافيين، وتعزيز دور الصحافة في التنمية الديمقراطية والاقتصادية للمغرب، مشددة على أن هذا المشروع يتطلب تعاونا وثيقا بين الدولة، المهنيين، والمؤسسات الصحافية لتحقيق مستقبل أفضل للصحافة المغربية.