71 في المائة من الفتيات المراهقات، اللواتي تتراوح أعمارهن ما بين 15 و19 سنة، تعرضن للعنف. هذا ما كشفت عنه دراسة أجرتها المندوبية السامية للتخطيط، بشراكة مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة، وبتمويل من الاتحاد الأوروبي، وذلك استنادا إلى بيانات المسح الوطني حول العنف ضد النساء لعام 2019.
الدراسة، التي تعد من بين ثلاث دراسات، تسلط الضوء على ديناميات إدماج النساء في الاقتصاد والمجتمع، وكذا على الرافعات الاستراتيجية التي يمكن تعبئتها لتسريع تمكينهن، أن مشاركة النساء القرويات في الحياة الاقتصادية تواجه تحديات متعددة، منها العمل غير المأجور، وضعف الولوج إلى الخدمات الصحية والتعليمية وصعوبات الحصول على الملكية والتمويل. وسجلت الدراسة أن هذه التحديات تساهم في ضعف استثمار إمكانيات النساء القرويات، وذلك بفقدان ربح يقدر بـ25,3 مليار درهم، أي ما يعادل 2,2 في المائة من الناتج الداخلي الإجمالي.
وأظهرت دراسة المندوبية أن نسبة العنف الحميمي بأشكاله الثلاثة الجسدي، والنفسي، والجنسي يصل إلى 59 في المائة لدى الفتيات، مقارنة بـ43.6 في المائة فقط بين النساء البالغات.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1667386526530-0'); });
وفيما يتعلق بالعنف خارج إطار العلاقة الزوجية أو الحميمية فقد سجل ارتفاعا بنسبة تصل إلى 49,3 في المائة، ويعد الأب أو الأخ من أبرز ممارسي هذا العنف.
وفي المقابل، صرحت 67,6 في المائة من الفتيات المراهقات أن العنف ضد النساء في المغرب ازدادت حدته ودائرته خلال السنوات الأخيرة بشكل مقلق، حيث تصل نسبته في المجال الحضري إلى 70,4 في المائة، و63,4 في المائة في المجال القروي.
أما بخصوص الدراسة المتعلقة بالعنف القائم على النوع الاجتماعي، فقد كشفت عن توسع العنف ضد الفتيات المراهقات اللواتي تتراوح أعمارهن بين 15 و19 سنة. الدراسة، التي شملت بيانات 825 ألف فتاة، أظهرت أن 70,7 في المائة من الفتيات تعرضن لشكل من أشكال الاعتداء، في حين لم تتجاوز النسبة بخصوص الفئة العمرية ما بين 20 و74 سنة 55,8 في المائة. وترتفع النسبة لتبلغ 57,1 في المائة بخصوص الفتيات والنساء دون الخمسين عاما.
وأظهرت الدراسة أن هناك تباين واضح بين الفتيات في المجال الحضري، إذ تتعرض الفتيات في هذا الوسط إلى العنف بنسبة تناهز 75,1 في المائة، أي بعدد يصل إلى 518 ألف فتاة، مقارنة بنظيرتها بالوسط القروي حيث لا يتعدى العدد 307 آلاف فتاة بنسبة تصل إلى 64,3 في المائة.
وأكدت الدراسة أن التلميذات والطالبات في الوسط التعليمي والتكويني يتعرضن للاعتداء، إذ صرحت 25,3 في المائة من التلميذات والطالبات تعرضهن للعنف داخل المؤسسات التعليمية، 34,9 في المائة منهن في المجال القروي، و22,8 في المدن.
وتعد الأسرة الدائرة الأكثر حاضنة للعنف بنسبة تصل إلى 59,4 في المائة من الفتيات مقارنة مع القرى حيث لا تتجاوز النسبة 57,4 في المائة.
ويأتي العنف النفسي في الصدارة، حيث تبلغ نسبته 61,1 في المائة، إذ أفادت 719 ألف مراهقة تعرضهن للعنف، فيما يأتي العنف الإلكتروني في المرتبة الثانية بنسبة بلغت 29.4 في المائة، وهو ما يعادل 282 ألف فتاة، في حين طال العنف الجنسي 272 ألف فتاة بنسبة 23,3 في المائة، والعنف الجسدي بنسبة 17.1 في المائة، في حين لم يتجاوز العنف الاقتصادي نسة 9.1 في المائة.
وفي المقابل، أكدت الدراسة انتشار العنف في العلاقات الحميمية والأسرية، إذ تعرضت 60.3 في المائة من الفتيات المرتبطات بعلاقة خطوبة لشكل واحد على الأقل من العنف في إطار هذه العلاقة خلال السنة الماضية، وهي نسبة متقاربة بين المدن والقرى.