كواليس تحالف "ابن إيران" و"اليوتيوبر".. كلمة السر "لن نسلمكم يوتيوبرنا"

اسماعيل واحي الثلاثاء 08 يوليو 2025
518006818_1037069521830056_6074766073119835212_n
518006818_1037069521830056_6074766073119835212_n

تفاصيل عقد زواج مشبوه في فيلا الليمون مهره الدوس على كرامة المغاربة ومؤخر صداقه شرخ الصف الوطني

بعد أن ضل لسنوات يقول فيه ما لم يقله مالك في الخمر، ويصلبه بأعين جاحظة على جدران اليوتيوب، فجأة تحول حميد المهدوي من أكبر جلادي الأمين العام لما تبقى من شظايا حزب "القنديل"، الى "براحه" الرسمي، يصول ويجول بين أزقة "السوشل ميديا" حافي اللسان، عاري الاخلاق، متأبطا طبلته المثقوبة، مدافعا عنه بكل شراسة: "واك واك اخوتشي المغاربة، ماتسمعوا غير خبر الخير.. فعلا ابن يران لم يكن موفقا في استعماله عبارات الحيوانات في حقكم، لكن صدقوني انه مضطر الى ذلك دفاعا عن غزة"، وكأن الطريق الى نصرة غزة تمر عبر شرف المغاربة، ولا يمكن الدفاع عن كرامة الغزاويين الا بالدوس على كرامة الشعب المغربي، فأي منطق أحول هذا الذي يطبل له "اليوتيوبر البراح"؟

بدون مبالغة، الأمر بات مكشوفا، لدرجة أن الجمهور تعود على خروج "اليوتيوبر" للترافع عن حق المدعو "بن إيران" في السب والشتم، مباشرة بعد كل لقاء حزبي للقنديلات والقناديل، في مشهد غريب الأطوار، وان كان يطرح علامات استفهام محيرة لدى فئات عريضة من المتتبعين، لكن طبعا ليس علينا نحن اللذين خبرنا جيدا خلفيات التغيرات الهرمونية التي تطرأ في كل مناسبة على الخط التطبيلي لـ"خوتي المغاربة".

وحتى تظهر الصورة بشكل أوضح، ويفهم القوم أسباب هذا التغيير التكتيكي أو "الكونطر خطة" التي انتهجها "اليوتوبر"، لابد أولا من فهم السياقات التي جعلته يتحول الى محامي "ابن إيران"، وناطقا غير رسمي باسمه، لدرجة أنه بات يقامر أثناء ترافعه عنه، بالإدلاء بتصريحات حربائية فيها العديد من "التقلاز" من تحت الجلباب لمؤسسات الدولة، أبدا لا يمكن لعقل سوي التفوه بها، خصوصا ان كان مدانا ابتدائيا واستئنافيا بالحبس بتهم تتعلق بالتشهير والكذب، كحال "اليوتيوبر" الذي قرر من خلال هذا الاصطفاف الجديد، أن يضع كل بيضه في سلة واحدة، في البهو الخلفي لفيلا الليمون بالرباط، وذلك بعدما لم ينفعه حضن ذلك المسؤول الكبير، الذي زعم انه تبعه الى المرحاض وعانقه قائلا "متخافش أ سي المهداوي.. انت عندك بطاقة سيدنا".

يبدوا أن هناك تحالفا موضوعيا جمع بين "اليوتيوبر" و"ابن ايران"، فهذا الأخير يدرك جيدا ان لا وزن له في المشهد المغربي بعد افتضاض بكارته الانتخابية أمام الرأي العام الوطني والدولي، وانكشاف قناع الورع الزائف عن وجهه الوصولي أمام المغاربة، هذه النكبة التي أوقفت عقارب ساعته السياسية في 2016، جعلته يبحث عن وسيلة جديدة لإقناع المغاربة بالالتفاف حوله في الاستحقاقات القادمة، و ترقيع عذريته ولو باستعمال "بكارة صينية"، فوجد ضالته لدى "اليوتيوبر" المدلس، كيف لا وهو الوحيد القادر على قلب الحقائق، والباس الباطل ثوب الحق.

انه اللجوء السياسي لدى "ابن ايران"، وكلمة السر فيه هي "لن نسلمكم يوتيوبرنا"، على غرار "لن نسلمكم أخانا" هذه العبارة السحرية التي باتت الملاذ الأخير للمهدوي من السجن، بعد اقتناعه ان هرطقاته التافهة لم تنطلي على العدالة، وهو الآن يتوهم أن الأمين العام لما تبقى من شظايا حزب "القنديل"، سيقف أمام قصر العدالة في حي الرياض مثل وقفة عادل امام في فيلم "السفارة في العمارة"، ليصدح أمام عدسات الكاميرا "لن نسلمكم أخانا"، وسيرددها مريدوه من خلفه بكل ما أوتوا من قوة، وسترتعد فرائص هيئة الحكم عند سماعها، وتحكم له بالبراءة، يا له من مشهد سريالي مجنون، ويا لها من صفقة خاسرة، بائرة، فلو كان "ابن ايران" قادرا على انقاذ الآخرين، لكان انقذ نفسه أولا في 2016، وحزبه ثانيا في 2021، وسمعته ثالثا في 2025، فالقوي لا يلجأ لأساليب الشتم، وقاموس الحيوانات، انها طريقة الفاشلين والخاسرين، وهي تجارة بائرة، ولعبة بائسة كشفنا خيوطها منذ أول يوم.

ولان لا جريمة بدون أثر، وحيث أن الامر لا يتعلق بمناورة استعراضية معزولة، أو مسرحية يشخصها "ابن ايران" ومعه "اليوتيوبر" في دور الكومبارس" بل هي بمخطط مدروس، تم طبخه على نار هادئة ،وتتم ادارته من داخل صالون فيلا الليمون، فان أكثر ما يثير الانتباه في التفاعلات المرافقة لزواج "المسيار" هذا على منصات التواصل، هو وجود تطابق تام بين عناصر اللغة المستعملة في التعليقات المدافعة عن "اليوتوبر" و"ابن ايران"، التي تهاجم كل من يضعونه على قائمة خصومهم المفترضين، نفس الفكرة، نفس الكلمات، نفس القاموس المنحط، دفاع مزدوج على الشخصين، وهجوم شرس على الدولة، وعلى كل من يتبنى خطها التحريري، مما يؤشر على وجود عمل منسق، يغذي على مدار الساعة لجانا الكترونية بالأفكار والعبارات اللازمة لتدجين الرأي العام الافتراضي، والفكرة واحدة "المهدوي مظلوم وبن ايران يجب أن يكون رئيس حكومة 2026"، انها السردية الجديدة، ومضمون عقد الزواج المشبوه بين شخص طرده المغاربة رسميا من المشهد السياسي، وآخر بات رسميا مطرودا من الصحافة بقرار قضائي بعد ان رفضت المحكمة طعنه للحصول على البطاقة.