قطع.. الله يدير الخير!!!

بقلم: المختار لغزيوي الثلاثاء 01 يوليو 2025
b0c9a127-8e1e-45c2-ab44-29ad026f7927
b0c9a127-8e1e-45c2-ab44-29ad026f7927

كيف السبيل إلى الحديث بكلام العقل مع إنسان غير عاقل؟ 

كيف يمكن أن تقنعه بأنه عندما يصف غيره بالكلاب يكون هو الكلب، وعندما يصفهم بالحشرات يكون هو الحشرة؟ 

ما هي الطريقة الأنجع لشرح هذا الكلام البسيط والبديهي والطبيعي والعادي لمن فقد كل شيء عادي وأصبح مجرد مهرج حزين يحلم باستعادة ما لن يستعيده أبدا؟ 

حقيقة، الأمر صعب ومعقد. وفي أحايين كثيرة، هي لحظات عياء إنساني عادية ومشروعة وطبيعية، يقول المرء لنفسه ما قال المغاربة منذ القديم «انهيه، انهيه، ويلا عما... سير خليه». 

ومثل هذا النوع من البشر، حين يمسه العمى الإيديولوجي، وينضاف إلى الغيظ من فقدان ما كان، وتزيد عليه من البيت شعرا، هو بيت التأكد من استحالة عودة ما ضاع، يصبح مثل الناقة العمياء التي تخبط خبط عشواء، والتي تضر نفسها قبل أن تضر غيرها، والتي يصبح وجودها، والسماح لها بالتطاول في الكلام على الجميع خطرا على المجتمع كله، وليس فقط على من يهاجمهم ذلك الشخص. 

طيب، ستقولون من هو هذا الشخص؟ 

سنقول: لا يستحق الذكر ولا التعريف لأنه أصبح نكرة، وعندما تأكد من هذا الوضع الجديد أصبح يصرخ "من أنتم لكي تنتقدوني؟"، مذكرا من يقرأ قليلا بمن قال "أنا ربكم الأعلى"، فرعون، وكلنا نتذكر المصير الذي انتهى إليه. 

المهم، نقول للفرحين بسباب مثل هذا النوع من البشر لمن يختلفون معهم، لكن لا يستطيعون النزول في سبهم لهم إلى درك المهرج الحزين، أسفل سافلين، إن الأمر غير مسل تماما، بل هو مدعاة حزن جماعي علينا دون أي استثناء. 

ذلك أننا حين نجد لذتنا في خطاب ساقط أخلاقيا وسياسيا ومعرفيا ودينيا ووطنيا واجتماعيا، بداعي أنه خطاب موجه لمن لا نحبهم، أو لمن نكرههم فقط لشجاعتهم في القول والتعبير عن الرأي دون نفاق، نعلن عجزنا عن تدبير أمر خطاب يتحدث إلى العقل أولا، ثم نشهر في وجوه الناس علامة هزيمتنا الجماعية، المدوية، والنهائية. 

عمن نتحدث بالتحديد يا قوم؟ 

عن اللا شيء، لذلك لا تهتموا، فنحن اليوم فعلا تحدثنا عن اللا شيء. 

«قطع... الله يدير الخير»، مثلما يقول أهلنا ساخرين من الهم الثقيل والحزين.