تعيش ساكنة دوار "ابيه" الصفيحي بمدينة الدار البيضاء، حالة من القلق والتوجس بعد هدم الكريان، حيث وجهوا نداء مؤثراً للسلطات المحلية مطالبين بالاهتمام بحقوقهم التاريخية وضمان توفير سكن لائق لهم في أقرب وقت ممكن.
ويعكس معاناة أجيال متعاقبة من السكان الذين عاشوا في هذه المنطقة لأكثر من خمسة أو ستة أجيال، من الأجداد إلى الأبناء والأحفاد، والذين يرفضون فقدان حقهم في السكن والانتماء إلى هذه الأرض.
وفي لقاء بـ"موقع الأحداث أنفو"، عبر السكان عن تخوفاتهم من أن تكون عملية إعادة الإسكان بطيئة أو غير ملائمة، مؤكدين على ضرورة تسريع إنجاز المشاريع السكنية التي وعدت بها السلطات، خصوصاً في حي مولاي رشيد القريب من دوار بيه، والذي يتمتع بموقع استراتيجي قريب من الحي الصناعي والمرافق الحيوية.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1667386526530-0'); });
وشدد أحد المتحدثين للجريدة، على أهمية توفير المرافق الأساسية في الأحياء الجديدة مثل المدارس الثانوية والإعدادية، دور الشباب، المراكز الثقافية، والمرافق الصحية والترفيهية، لأن تغيير السكن لا يقتصر فقط على المسكن بحد ذاته بل يشمل تحسين البنية التحتية المحيطة به.
وأضاف أن عدد السكان المتضررين يقدر بالآلاف، مبرزا أنه يتم الحديث عن مشروع يضم حوالي 3000 شقة سكنية، يجب أن تكتمل قريباً لتلبية احتياجات السكان.
ومن جهتها أكدت إحدى المستفيدات من إعادة الإيواء أن السكان يطالبون أيضاً بتخفيض الأقساط المالية التي يجب عليهم دفعها مقابل السكن الجديد، حيث أن بعض الأسر، خاصة كبار السن، لا يستطيعون تحمل الأعباء المالية التي تقدر بحوالي 12 مليون سنتيم، بينما الشباب ما زالوا قادرين على العمل والتعاون لتسديد المستحقات.
على الرغم من الظروف الصعبة التي تصاحب هدم الأحياء الصفيحية، أشاد السكان بالتعامل الإنساني للسلطات المحلية، من عاملين وقواد ومقدمي خدمات، الذين ساعدوا في تنظيم العملية دون أن يتعرض أحد للطرد أو التشريد، مما ساهم في تخفيف حدة التوتر خلال عملية الهدم والإخلاء.
وفي سياق متصل عبرت عن امتنانها للجمعيات التي وقفت إلى جانب الساكنة وقدمت لها الدعم في أوقات الحاجة، خصوصاً في فترة العودة إلى المدارس.
وفي الإطار ذاته، وجه سكان دوار بيه نداء مؤثرا للسلطات، وخاصة لمحمد امهيدية والي جهة الدار البيضاء سطات، للعمل على تسريع توفير السكن الملائم وتقليل الأعباء المالية على الأسر الضعيفة، مع الحفاظ على حقوقهم التاريخية في المنطقة، لضمان مستقبل أفضل لهم ولأبنائهم، وذلك قبل بداية العام الدراسي الجديد.