لغزيوي يكتب عن ملعب فاس وأبوهريرة ودوراتنا الجماعية في شذرات ما بعد العيد!

بقلم: المختار لغزيوي الثلاثاء 10 يونيو 2025
b0c9a127-8e1e-45c2-ab44-29ad026f7927
b0c9a127-8e1e-45c2-ab44-29ad026f7927

..والكل في فاس! 

حضرنا مع منتخبنا الوطني المغربي وديته ضد تونس في ملعب العاصمة العلمية فاس ليلة العيد. 

يجب قولها قبل أي شيء: هنيئا لفاس بمعلمتها الكروية الجديدة. ملعب يضاهي في جماليته ومرافقه أفضل الملاعب العالمية، وهذا شيء مفرح، ويجعلنا نزداد اطمئنانا على قدرة وطننا على إبهار الكل في كأس إفريقيا المقبلة وفي كأس العالم سنة 2030. 

لكن، ونحن نعيش دائما مع هذه «اللكن» العجيبة، لا بد أن تساير العقلية المغربية الجماعية هذا التطور العمراني الجديد والرائع في كل المجالات. 

فأن يأتي عشرات المشجعين المغاربة، من فاس ومن مدن مغربية مختلفة، وهم يتوفرون على تذاكر اقتنوها رفقة أسرهم ويتم منعهم من دخول الملعب بحجة أنه امتلأ عن آخره، مع أنهم يمتلكون تذاكرهم، أي أن أماكنهم محجوزة، لكن آخرين احتلوها دون وجه حق، ففي الأمر شيء ما غير واضح، وغير طيب، وغير مقبول، ولا يمكن السكوت عنه أبدا. 

مباريات المنتخب الودية تصلح للوقوف على مكامن الخلل الكروية من أجل إصلاحها، وهي تصلح أيضا للوقوف على أماكن الخلل التنظيمية للقطع معها وإصلاح المتسببين فيها، أو طردهم، والاستعانة فقط بمن يستطيعون أن يكونوا في مستوى المغرب ومختلف تطلعاته وطموحاته. 

نتمنى أن تصل الرسالة، وهنيئا مجددا لفاس بملعبها الرائع والجميل. 

 

أبو هريرة.. مسكين! 

تعرض الصحابي الجليل أبو هريرة، دونما ذنب جناه رضوان الله عليه، لاعتداء سافر أيام العيد من موقع سلفي يقول إنه يمارس (حتى هو) الصحافة، استضاف شخصا لا توصيف له، سياسيا، وتاريخيا، وجغرافيا، وعلى المستوى العقلي، لكي يتحدث عن علاقة سيدنا عمر بن الخطاب، الفاروق رضوان الله عليه، بالصحابي راوي الأحاديث الشهير، يوم كان هذا الأخير (موظفا عموميا) حسب تصريح ذلك التائه المتحدث في البحرين. 

من تتبعوا كلام أخينا في الله، شافى الله وعافى الجميع، فهموا أمرا واحدا فقط من حكاية عامل سيدنا عمر على إقليم البحرين هذه، هي أننا لازلنا إلى حد كتابة هذا الأسطر نؤدي غاليا ثمن إقفال ضريح الولي الشهير بويا عمر. 

ففي كل مكان نبت أناس يجلسون مع بعضهم البعض ويمثلون دور الحوار الصحفي فقط لكي يشتموا أناسا آخرين بكلام محموم ومجنون ولا رأس له ولا رجلين، وكل هذا دون أن تتحرك جهة واحدة في البلد لكي تطرح السؤال: متى أصبح هؤلاء صحافيين؟ وكيف يسمح لهم باستضافة أناس مكانهم الوحيد الذي يجب أن يكونوا فيه، هنا والآن، في ظل إقفال الولي الشهير، هو مشفى الأمراض النفسية؟ 

حقيقة... لا جواب. 

أين دوارتي؟ 

والآن، وبعد مرور العيد دون إشكال، ما الذي سنفعله بتلك «الدوارة» التي اقتنيناها بمئات الدراهم، وقاتلنا بعضنا البعض من أجل ضمان التوفر عليها صبيحة السبت المبارك؟ 

لم نفعل بها شيئا، لأنها أصلا انقرضت، ومرت من دورة الهضم العادي داخل المعدة، ومضت إلى حال سبيلها، أعز الله قدر الجميع...

لذلك، علينا أن نتذكر، إذا كنا قادرين على التذكر، كلما رأينا (اللهطة) وقد استبدت بنا على شيء ما نريده بأي شكل من الأشكال، وبأي ثمن من الأثمنة، أن كثيرا من الأمور التي تبدو لنا «حيوية ومهمة وضرورية» هي ليست كذلك على الإطلاق. 

أمنيتنا اليوم هي أن يكون ما وقع خلال هذا العيد المبارك فرصتنا للقطع مع كثير من العادات المجتمعية السيئة، التي لا علاقة لها بشعيرة عيد الأضحى المبارك الدينية الجميلة والمليئة بمعاني التضحية القصوى، بل لها العلاقة فقط بجوع يظهره بعضنا من العيب أن يكون ممثلا لشعب النخوة والكرم والنخوة هذا المسمى الشعب المغربي.