هكذا صنعا الفرحة في سوس.. الدشيرة والحسنية ينجحان في اختبار الصعود والبقاء

أكادير: إدريس النجار الأحد 01 يونيو 2025

يومان ليس ككل الأيام، ليلة الجمعة مع " ثعلب الدشيرة" وبياض السبت مع " الغزالة السوسية"، يومان كانا بكل امتياز رياضيين بسوس، كانت البداة بالدشيرة التي احتفت خلال ليلية كاملة بصعود فريقها وانضمامه لفرق الصفوة في أول مرة في حياته الكروية، بعد رحلة بحث لاقتناص هذه اللحظة خلال 12 سنة أمضاها في القسم الوطني الثاني، فبحكم طبيعة المدينة المكتظة سكانيا، ذات المسالك الضيقة قل صوت منبهات السيارات، وكان الصوت يعلوا لصوت منبهات الدراجات النارية لا شيئي يعلو على زعيقها كانت الكلمة للشباب والقاصرين الذين يعتبرون فريق الدشيرة رمزا لأبناء الفئات الفقيرة أبناء قلعة الروايس.

كثعلب ماكر اقتنص الفريق الدشيري الفرحة بمخالبه بشكل غادر، خارج الديار ليحتفل ليلا بالفوز على فريق هزمه في عقر داره ، معتقدا أنه سيلتهم الثعلب على مهل بعد العودة إلى الديار، لم يكن يدري أن لحمه صلب، صعب الهضم، شابا السوالم يجر في ذاكرته كثيرا من الأفراح هو الذي أحرج كبار الفرق وهزمهم، مثل الوداد والرجاء البيضاويين، أمضى الثعلب الجمعة بأفراحها، فاشتد يوم السبت الخناق على الغزالة السوسية، في الكواليس كان أخنوش حاضرا سهر كمدعم للفريق على كل صغيرة وكبيرة ، لأن الفريق شكل تاريخ مدينة وهوية رياضية لجهة كاملة تمتد من أكادير إلى كلميم وطاطا وصولا إلى زاكورة ووازازات وتنغير، يوم المقابلة كان صعبا ولم يكن الفريق في مثل شراسة الأولمبيك، بل حتى الهدف المخلص جاء في العشرين دقيقة الأخيرة، تلته لحظات صعبة تحبس الأنفاس. الحسنية نالت كثيرا من التشجيع والدعم صوتا وصورة من شخصيات كبرى مثل الأسطورة حجي وجلال الداودي ومشاهير الفن بسوس، تلته حملة دعم من أجل حضور الجماهير ومساندة الفريق.وبافعل حضر الجمهور حتى من المدن المجاورة.

صافرة الحكم بنهاية المقابلة كانت قاسية على الجمهور كما على كل المسيرين وحده الكوتش طارق السكتيوي الذي قضى أياما بدون نوم تحت الضغط يعلمها، وصعب عليه أن يحكيها، الرجل سقط أرضا مع صافرة النهاية، تحولت الصافرة إلى طلقة جعلت طارق يهوي أرضا ويذرف الدموع، لم يقوى على النهوض، بكاء هستيري اختلطت فيه فرحة الخروج من نفق البراج فاكتفى طاقم الفريق بتشجيعه ومساعدته على النهوض، عوض تهنئته بالخروج من هذا الفخ الذي لم يجد نفسه قط أمامه.

بعد فوز الغزالة، انطلقت منبهات السيارة في التعبير عن الفرحة بغض النظر عن مستوى الفريق وكثير من المشاكل التي يجرها خلفه الفريق نتيجة سوء التسيير الذي طبع الفريق وجعله ينزلق في الدرك الأسفل، رغم أن المحتضن الأول سوى كل الديون القديمة التي عاش على إيقاعها الفريق.

في المحصلة ابتسمت مقابلتا "البراج" إلى الفريقين السوسيين فظفرا بالمقعدين، وقد خلقا فرحة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، التي بدأت تؤشر مند البداية بأن كل مقابلة ستجرى بين الفريقين ستشكل ديربي سوسي حماسي بالبطولة الوطنية قسم الصفوة، بين فريق الدشيرة العريق الذي يمثل ساكنة هذه المدينة وأنصارها من إنزكان وتراست والجرف والقليعة، وبين الحسنية التي تحمل رمز ملك وكفاح شعب، فأصبح الفريق رمز قطعة كبيرة من هذا الوطن، فقد جاء عاشقوا قلعة الدشيرة ليلا راجلين بجحافل كبيرة وطويلة يحيون الفريق، جاؤوا فرحين بعدما كان أملهم ضعيفا في تحدي فريق شباب السوالم، واحتفلوا خلال ليلة طويلة إلى أن وصلت حافلة الفريق إلى المدينة في الخامسة صباحا، هناك تعاظمت الهتافات وقد تحركت الحافلة مسيجة بالدراجات في موكب شعبي احتفالي استثنائي، الدشيرة أحتفلت ليلا ، والحسنية بالنهار، فجسدا فرحة الليل والنهار، ليل الثعلب ونهار الغزالة.