فقاعات تفتري!

أحداث. أنفو الجمعة 30 مايو 2025
67782adb-77f7-46dd-af05-60af752897e5
67782adb-77f7-46dd-af05-60af752897e5

يحدث في المغرب فقط: صحافي يقول عن نفسه إنه يقود انقلابا ناعما ضد الدولة، و«صحافي» يقول عن نفسه إن دمه أصبح مستباحا (كذا!)، ومدون ينشر كل الأكاذيب التي يمكن أن تتخيل وجودها فوق سطح الأرض، من كندا ومن ماليزيا ومن أندونيسيا ومن كل أماكن تشرده، ويقول عن نفسه إنه استطاع أن يطير النوم من أعين الدولة بهاتف فقط، وزد على ذلك ما شئت من أعاجيب ومعجزات الأنانية، والرأس الفارغ عندما يصبح عاجزا عن البقاء فوق الكتفين، ويطير بصاحبه إلى عوالم الهذيان المختلفة. 

كيف وصلنا إلى إنتاج مثل هذه النماذج في المشهد الإعلامي المغربي؟ 

لا داعي للقسوة على أنفسنا، فنحن في الحقيقة لم ننتجها، بل هي ولدت مشوهة منذ البدء، وخرجت من رحم قراءة غير عاقلة للميدان الصحافي وبمعنى الصحافي جعلتها تنزل بقوة هذا المنحدر، وتصل بنفسها وبمن يشاهدونها إلى هذه الدرجة من الحمق و«الدخول والخروج فالهضرة»، بشكل يومي، بل وفي اليوم الواحد عديد المرات. 

هل يكترث البلد بهذه الكوارث؟ 

طبعا، المغرب يهتم بكل كلمة تقال عنه، تافهة كانت أم تستحق، لأنه بلد/ دولة فعلي، وتهمه صورته، وليس مثل دول أخرى يقال عنها العجب العجاب ولا تكترث، أو تلقي بمن يتجرأ وينتقدها في سجون غير معلومة حتى الموت. 

لكن اكتراث البلد بكل ما يقال عنه، له حدود، ومع الكوارث التي ذكرنا والتي انتفخت بسبب العوالم الافتراضية وما تفعله في الرؤوس الصغيرة، يصبح أحيانا التجاهل التام أفضل ما يمكن أن ترد به على شخوص تحيا داخل عالم من الاستيهامات، وتردد الأكاذيب الكبرى والصغرى باستمرار إلى أن تصدقها وهي تعرف أنها مجرد افتراءات اخترعها خيالها المريض. 

ومع التجاهل إعمال القانون، وتحريك المتابعة القضائية خصوصا حين تمس سمعة مواطنين باستمرار في عوالم الفوضى الافتراضية، ومتابعة هؤلاء المشهرين داخل وخارج أرض الوطن، وطبعا مواصلة العمل الجدي والجاد الذي تشهد به دول العالم أجمع، ويثير غيظ وحقد هؤلاء الحمقى والموتورين. 

لا مفر من الأمر نهائيا.