آخر هلوسات هشام جيراندو.. اختلاق شرطية مزعومة للمساس بصورة الأمن

أحداث. أنفو الثلاثاء 27 مايو 2025
jerando
jerando

كشف جيراندو في آخر خرجاته على اليوتوب عن موهبة جديدة في التدليس والكذب، بعد أن نشر صورة سيدة يعلم الله وحده من هي وما هي قصتها، مدعيا أنها موظفة شرطة وأنها كانت مكلفة بالعمل متخفية من أجل الإيقاع بالمحامي زيان!!!!!

ولأن طريقة جيراندو في البودكاست تقوم على نموذج قوامه الكذب الممنهج واختلاق معطيات مغلوطة وتغليفها برداء الحق الذي يراد به باطل، فقط خرج علينا هذه المرة ببدعة جديدة مستعينا بمصادره الشبحية، التي ادعى أنها هي من زودته بشخصية شرطية، برتبة مفتش شرطة ممتازة، تم تجنيدها للعمل متخفية للإيقاع بزيان قبل أن تختفي في ظروف غامضة، في سيناريو أقرب إلى أفلام جيمس بوند منه إلى الحقيقة والواقع.

فبعد أن ادعى أنه يعلم خفايا عمليات تهريب المخدرات حتى قبل وقوعها، وزعم أنه يعلم خفايا تحركات أجهزة الاستخبارات الداخلية والخارجية، كشف جيراندو هذه المرة أنه يمتلك القدرة كشف هويات موظفي الشرطة حتى وهم يعملون تحت غطاء السرية، حتى ولو تطلب الأمر أن ينسب لمؤسسة الأمن الوطني موظفة مجهولة لا وجود لها في سجلات الثمانين ألف شرطي وشرطية العاملين في مجال الأمن.

والمثير أن هشام جيراندو أصبح يملك سلطة التوظيف في صفوف الأمن الوطني، دون الحاجة إلى مباريات أو اختبارات نفسية وطبية، ودون حتى علم عبد اللطيف حموشي ومدير الموارد البشرية بالأمن الوطني.

ففي هذا التسجيل المقتضب، منح جيراندو هذه السيدة المجهولة رتبة مفتش شرطة ممتازة في الاستعلامات العامة، فقط ليخلق بها سيناريو مؤامرة فاشلة لا توجد إلا في مخيلته، مع العلم أن موظفي الاستعلامات العامة الذين يحاول جيراندو أن يلبسهم برداء السرية، هم في الواقع موظفو شرطة يداومون في مقرات الأمن الوطني المفتوحة للعموم، ويستقبلون المرتفقين، لكن عقل جيراندو المريض خيل له أن موظفي الاستعلامات العامة هم عملاء للمخابرات يعملون متخفين، ويمكنهم الاختفاء والتخفي.

ونحن هنا لا نطلب من جيراندو أن يعود عن غيه وكذبه الذي أصبح مكشوفا للقاصي والداني، لكن نهيب به فقط أن يكون على قدر مسؤولية كذبه وتدليسه. فكما قام بتوظيف هذه السيدة المزعومة في صفوف الأمن الوطني، عليه أن يقوم بضمان الحياة المهنية لهذه السيدة كموظفة شرطة، مثلما يقوم بذلك عبد اللطيف حموشي مع جميع الشرطيات والشرطيين.

فمن غير المقبول، أن يشهر هشام جيراندو بهذه السيدة وينسبها بشكل مغلوط وكاذب للمؤسسة الأمنية، ويتخلى عنها دون أن يضمن لها منظومة الخدمات الإجتماعية التي يستفيد منها جميع عناصر الشرطة.

وعندما نطلب من جيراندو أن يضمن الحياة المهنية لهذه الشرطية المزعومة، فنحن نطلب منه أن يقوم بترقيتها كل خمس سنوات بشكل منتظم، وأن يوفر لها الأمن الوظيفي والخدمات الاجتماعية والتحفيزات المادية والمعنوية التي يوفرها حموشي لكافة موظفي وموظفات الشرطة العاملين بالمديرية العامة للأمن الوطني والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني على حد سواء.

ولكن الواقع أن الجميع يعلم أن جيراندو مجرد بودكاستر مدلس وكاذب ومبتز، وأن هذه السيدة التي يمكن اعتبارها بدورها ضحية، ليست شرطية ولا هم يحزنون، وهو استعملها فقط كما استعمل صور العشرات من الأشخاص بدون حسيب ولا رقيب متسببا لهم في تشهير مجاني، يخدم مصالحه وحقده الدفين على الأجهزة الأمنية والمؤسسات العمومية المغربية.

وبالتالي فإن جيراندو أتفه من أن يصدق في تصريحاته أو أن يناقش في موضوعية أخباره، فبالأحرى أن يطلب منه تحمل مسؤوليته القانونية والإنسانية أو حتى الأخلاقية، ولكن يبقى أحسن رد عليه هو السخرية من سطحيته وتفاهة عنترياته، التي من المستحيل أن تهز مؤسسة أمنية احتفلت بعيد تأسيسها 69، واستقبلت خلال خمسة أيام من أبوابها المفتوحة مليونين و400 ألف زائر من مختلف فئات المواطنين، خصوصا الشباب والناشئة.

وهنا نفتح القوس ونتركه مفتوحا، لنتحدى صاحب قناة تحدي أن يشكك في هذا الاستفتاء الشعبي على مصداقية ومكانة مؤسسة الأمن الوطني لدى الرأي العام ولدى عموم المغاربة.